موقعه الذي يتوسط عدة قرى، ومياهه التي تروي ثماني وعشرين قرية، وإطلالة جسره الأثري، وتجمع المياه الذي تعلّم فيه الأطفال السباحة، قيم مضافة شجعت على الاستثمار السياحي لنبع "الحاج حسن"، الذي بات مقصد مهمّاً في ريف مدينة "القدموس".

كثيرون من محبي التنزه ضمن الجلسات الشعبية الطبيعية يقصدونه للاستجمام وقضاء أوقات ممتعة بين أحضان الطبيعة التي لم يعبث بها الإنسان، بل وظّفها لتكون رديفة للاستثمار السياحي الذي ينشد، حيث أكد الدكتور "مضر حسن" أن الأحاديث التي سمعها عن موقع النبع لم تعطِ المكان حقه، فهو أغنى بالتفاصيل الطبيعية والجلسات الشعبية غير المكلفة مادياً، ويمكن لأي شخص إحضار ما يريده من طعام وشراب، ويقوم بتحضيره بنفسه ليستمتع بجمال المكان؛ ابتداءً بجمع الحطب، وانتهاءً بالسباحة في المياه العذبة.

يوجد إلى جانب النبع ذي المياه الباردة جداً، التي يستغلها الزوار لتبريد الفواكه، موقعان مهمّان؛ الأول اسمه "البغلة"، وهو تجمع مياه عميق يستخدم كمسبح طبيعي، والثاني "مغارة المي"، وهي مغارة طبيعية منحوتة بالصخر، ولا يوجد شيء تاريخي أو حتى أثري عنها سوى أنها مقصد للتنزّه والتمتع بجمال الطبيعة، كما يوجد مطعمان شعبيان يقدمان ما يرغب به المصطاف من كراسٍ وطاولات وطعام

"غدير حسين" أحد مرتادي نبع "الحاج حسن" أكد لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 25 تشرين الأول 2018، أنه تعلّم السباحة في مياه النبع التي ترتفع ضمن تجمع المياه بين الصخور المنحوتة طبيعياً إلى أكثر من مترين لتصبح كمسبح طبيعي، ويضيف: «بسبب بعدنا عن الشاطئ البحري أرتاد وأصدقائي موقع النبع مرتين في الأسبوع لممارسة السباحة، والقفز عن الجسر الأثري إلى المياه بطرائق بهلوانية مسلية جداً أمام الزوار.

جسر نبع الحاج حسن

فهنا تعلّمنا السباحة وصيد الأسماك بأدوات بسيطة نصنعها بأيدينا؛ كالمنظار الذي يمكننا من رؤية الأسماك تحت المياه، و"الفرنيسة" التي نصطاد بها الأسماك، حيث نقوم بعدها بجمع الحطب لشواء ما اصطدناه والتمتع بالأجواء الطبيعية».

أما ربّة المنزل "غرام عزيز" إحدى الزائرات لموقع النبع بهدف التنزّه والتمتع بجمال الطبيعة، فقالت: «هنا نبتعد عن الصخب اليومي لمجريات الحياة والعمل في المدينة فنريح أعصابنا، ونتمتع بجمال الطبيعة وجريان المياه العذبة بتكاليف بسيطة لمن يرغب، أو الاعتماد على المطعم الشعبي بتجهيز وجبة الطعام، وبالنسبة لنا فضّلنا التمتع بتحضير الطعام، وترك شواء اللحم على صاحب المتنزّه، حيث تتوفر هنا خضار وفواكه طازجة مزروعة في حواكير حقلية زراعية أعدّها صاحب الجلسة الشعبية ليضفي متعة وجمالاً على المكان.

خلال إعداد الطعام

لكن المفاجئ عدد الزوار والجسر الأثري الذي عرف بـ"جسر الحاج حسن" المبني بطريقة فنية هندسية تسمى العقد الحجري».

"ياسين غانم" من أهالي وسكان قرية "المروية" المجاورة للنبع، قال: «هو قديم جداً وأثري، ولم يتعرّض للتخريب من قبل أحد، بل على العكس وظّف توظيفاً جيداً كمتنزه يقصده الزوار من مختلف مناطق المحافظة، كذلك استثمرت مياهه العذبة من قبل مؤسسة المياه لإرواء نحو ثمانٍ وعشرين قرية محيطة به، حيث كان سبباً في نشوء قريتنا التي قدم سكانها من قرى محيطة لوفرة المياه، علماً أنه لا يوجد تاريخ محدد لاستثمار الموقع ونشوء القرية، أو حتى سبب تسميته بنبع "الحاج حسن"».

سياحة شعبية

ويتابع: «يوجد إلى جانب النبع ذي المياه الباردة جداً، التي يستغلها الزوار لتبريد الفواكه، موقعان مهمّان؛ الأول اسمه "البغلة"، وهو تجمع مياه عميق يستخدم كمسبح طبيعي، والثاني "مغارة المي"، وهي مغارة طبيعية منحوتة بالصخر، ولا يوجد شيء تاريخي أو حتى أثري عنها سوى أنها مقصد للتنزّه والتمتع بجمال الطبيعة، كما يوجد مطعمان شعبيان يقدمان ما يرغب به المصطاف من كراسٍ وطاولات وطعام».

"رانيا حبوس" القادمة من "دمشق"، قالت: «سمعنا كثيراً عن النبع والجلسة الشعبية الجميلة والمريحة، وقررنا زيارته لقضاء أوقات ممتعة، فزرناه في العام السابق، ونتيجة المتعة التي حصلنا عليها، قرّرنا تكرار الزيارة في هذا العام، فكل شيء طبيعي، ومشهد المياه الجارية يشعرني بالحياة المتجددة.

استأجرنا الطاولة مع الكراسي فقط، وجهزنا الطعام بأيدينا، لكن الصعوبة تكمن بالطريق الضيق من قرية "المروية" وصولاً إلى موقع النبع، الذي لا يسمح بعبور سيارتين متجاورتين».