كثيرة هي العوامل التي جعلت من "بلاطات الحفة الغربية" لقرية "كاف الجاع" منتزهاً طبيعياً مجانياً، خاصة لمحبي المسير في الجبال وهواة التصوير، والباحثين عن الأعشاب الطبية المتنوعة التي تتميز بها المنطقة.

مدونة وطن "eSyria" زارت المنطقة بتاريخ 20 أيار 2017، برفقة "سامي حسن" المهتم بالبحوث الجغرافية في منطقة "القدموس"، وهو من أبناء القرية، حيث تحدث لنا عن الموقع بالقول: «تقع في الجهة الغربية لجبل "زغرين" البركاني، وهي عبارة عن تكشف صخري تتراوح مساحته ما بين مئة ومئة وخمسين متراً مربعاً، وارتفاع ألف وخمسة وستين متراً عن سطح البحر، وتشرف بانحدارات شديدة جداً خاصة من الجهة الشرقية على قرية "كاف الجاع" بمنظر مهيب تظهر به كل حارات القرية تقريباً، كالحارة الغربية وجزء من الحارة الشرقية، ومنطقة "عين حسان"، وحارة "المضيق"، وجبل "القضبون"، إضافة إلى إطلالتها على عدد من قرى ريف "القدموس" المجاورة، مثل: "السلورية"، و"عين قضيب" التي تعدّ إحدى القرى التي تفصل ريف محافظة "طرطوس" عن ريف محافظة "حماة". كما تظهر من الجهة الغربية أجزاء من أراضي قريتي "المقرمدة" و"الشعرة"، وفي أوقات معينة تبدو جبال "لبنان" التي ترتفع ثلاثة آلاف وثمانية وثمانين متراً، وهي مكسوة بالثلوج بمنظر مذهل».

هي مجموعة من الصخور البيضاء الكلسية، تشكلت منذ زمن بعيد جداً بتأثير عدة عوامل، منها وجودها في منطقة غزيرة الأمطار، فالعواصف الرعدية المطرية المتكررة، إضافة إلى الانحدار ورقة الغطاء التربي أدت إلى انكشاف هذه الصخور لتقوم بعدها مياه الأمطار بتحليل أجزاء من الصخر مشكلة خدوشاً قد يصل عمق بعضها إلى متر تقريباً، مقسمة الصخرة إلى أشكال رباعية وشبه رباعية؛ وهذا ما أكسبها التميّز من ناحية المظهر

وعن كيفية تشكلها، قال: «هي مجموعة من الصخور البيضاء الكلسية، تشكلت منذ زمن بعيد جداً بتأثير عدة عوامل، منها وجودها في منطقة غزيرة الأمطار، فالعواصف الرعدية المطرية المتكررة، إضافة إلى الانحدار ورقة الغطاء التربي أدت إلى انكشاف هذه الصخور لتقوم بعدها مياه الأمطار بتحليل أجزاء من الصخر مشكلة خدوشاً قد يصل عمق بعضها إلى متر تقريباً، مقسمة الصخرة إلى أشكال رباعية وشبه رباعية؛ وهذا ما أكسبها التميّز من ناحية المظهر».

إحدى الإطلالات

للوصول إلى المنطقة يمكن سلوك طريقين أحدهما ممر جبلي قديم، والآخر طريق زراعي حديث، وعن هذا يقول الدكتور المهندس والمدرّس في جامعة تشرين "سمير صالح عيسى"، ومن أهالي القرية: «الطريق القديم للبلاطات هو عبارة عن ممر جبلي أو مدرج ضيق يبلغ عرضه أقل من متر واحد، قام الأهالي منذ أن سكنوا المنطقة بحفره ضمن الجبل لتسهيل وصولهم إلى أراضيهم، وهو وعر جداً وشديد الانحدار في ثلثه الأول المتجه نحو الأعلى، ثم ينحرف الطريق باتجاه الغرب بشكل ضيق جداً لكن بانحدارات ووعورة أقل. ومنذ عدة سنوات تم شق طريق زراعي سهل لمن يريد أن يقصد المنطقة من دون عناء كبير، خاصة للشباب محبي رياضة المشي ومالكي السيارات والدراجات النارية».

ويضيف: «في أيام ثورة الشيخ "صالح العلي" كان الشيخ ورجاله يتخذون من هذه المنطقة نقطة مراقبة أي تحرك أو هجوم مفاجئ من قبل المستعمر الفرنسي حينئذٍ، إضافة إلى سهولة رؤية أي إشارة تحذيرية من رجاله الموزعين في القمم المجاورة للحفاظ على أمن المنطقة من أي اختراق لكونها كانت معقلاً رئيساً لهم. إن طبيعة المنطقة المتميزة وخصوصيتها جعلت منها مكاناً محبباً بالنسبة لي، وأثناء دراستي في "روسيا" وعند كل إجازة كنت أقصد هذه المنطقة طلباً للراحة والهدوء والتمتع بجمال المنظر وهيبته، وممارساً هوايتي في التصوير».

أشكال الصخور

كانت ولا تزال "بلاطات الحفة الغربية" تمثّل مقصداً للأهالي من رعاة ومزارعين، وشباب أيضاً، حيث يقول المعمر "عيسى خليل حسن" من أهالي القرية: «كنا بعد الانتهاء من جمع موسم الحمّص نقصد المنطقة لكونها تجاور أراضينا الزراعية، فنقوم بشواء الحمّص الأخضر، وهذا ما يعرف محلياً باسم "الجريدة"، إضافة إلى شواء الذرة وتناولها مع الشاي أو الزهورات التي توجد بكثرة، مثل: "الزوفا"، و"الزعتر"، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن غنى المنطقة بهذه الأعشاب الطبية كان له دوره أيضاً بجعلها مقصداً للباحثين والمهتمين بهذا الشأن، ومن التقاليد التي كانت متبعة أن يقوم أي شاب مقبل على الزواج بدعوة خطيبته برفقة إخوتها لزيارة البلاطات، وتناول الأطعمة والمشروبات الشعبية المعروفة كنوع من أنواع التكريم بين العائلتين، وهي حالياً تمثّل منتزهاً طبيعياً للشباب والشابات لقضاء أوقات عطلتهم الصيفية والتقاط الصور التذكارية».

الزوفا التي تكثر في المنطقة