قاطرات خشبية جاوز عمرها نصف قرن، وبقايا معدنية شكلت عماد الخطوط الحديدية في عقود خلت، أما إعادة إحيائها فمهمة حاول الفريق الاستكشافي رسم خطوطها الأولى.

شملت جولة فريق "eSyria" الاستكشافي؛ المسماة "جولة ع سكة طرطوس"عدة مواقع ضمن حرم الخطوط الحديدية السورية – فرع "طرطوس"؛ وذلك صباح يوم الجمعة 1 أيار 2015، في محاولة لإلقاء الضوء على تراث هذه الخطوط الحديدية، والمتمثل بالقاطرات الخشبية المتوقفة منذ سنين طويلة، بغية إعادة استخدامها في مجالات عديدة أهمها الاستخدامات السياحية، وقد جذبت هذه الجولة عدداً من المهتمين بالتوثيق الفوتوغرافي، والأصدقاء الشغوفين بالتعرف إلى التراث بمختلف أشكاله، ومن هؤلاء التقينا الآنسة "سعاد عبد الرحمن" من مدينة "طرطوس"، والمهتمة بالإخراج السينمائي، التي قالت: «يعد هذا المكان بيئة متكاملة لمحبي التصوير الفوتوغرافي بين عربات السكك الحديدية، وأعتقد أن الساعات الثلاث التي قضيناها هنا كانت لتصبح نهاراً كاملاً لو أردنا البقاء ومتابعة التصوير، حيث يختزن المكان رائحة التراث بإحدى صوره، بما يضمه من عربات قديمة وفريدة في تصميمها، وبقايا تبعث بمجملها ذلك الشعور بجمال الأشياء القديمة وأهميتها، كما أنه يصلح للتصوير السينمائي بمختلف أشكاله، ويعطيك الموقع أفكاراً كثيرة لمثل هذه الأعمال، ويعد ككثير من الأماكن الرائعة في بلادنا من دون أي استثمار مقارنة بما هو موجود ضمن مواقع مشابهة في أماكن أخرى من العالم».

سعدت جداً بهذه الجولة، والتقط مصورو النادي السينمائي المرافقون للجولة: "محمد ستيتة، طوني عبيد، علاء العبيد، سارة ابراهيم" الكثير من الصور التي وثقت عمل فريقكم الاستكشافي، إضافة إلى الاستفادة من وجود عدد من الأصدقاء المرافقين للجولة في التقاط الكثير من الصور المميزة التي عكست جمال المكان وغناه التراثي، وبالتالي لبت الجولة رغبة من أراد الاطلاع على هذا المكان عن قرب، وقدمت عبر المصورين المرافقين صوراً احترافية جمعت العنصر البشري بمكونات المكان

عمدنا خلال الجولة إلى الجمع بين العنصر البشري والأماكن التي تجولنا فيها، وذلك من خلال التقاط الصور الجماعية والفردية بين مكونات المكان، خاصة أن مرافقينا من مصوري "النادي السينمائي" في "طرطوس" محترفون في هذا النوع من التصوير، وهو ما أعطى المكان بعداً إنسانياً غنياً بتفاصيله وأكثر ملاءمة للترويج السياحي له، وفي ذلك يقول الطبيب "عدنان سلمان" من مدينة "طرطوس"؛ الذي رافق ابنه "يونس" ضمن مجموعة "حملة الرايات" في الفريق الاستكشافي: «لدى ولدي رغبة ومحبة كبيرة للاستكشاف، لذلك انضم إلى فريق "eSyria" الاستكشافي، بالتالي كانت مرافقتي له اليوم فرصة للتعرف إلى إحدى الأفكار التي تحاولون الإضاءة عليها، وهو موقع يقدم الكثير من الأفكار الجميلة، وعلى مستوى ابني فهو يتلقى في مدرسته معلومات كثيرة عن السكك الحديدية، ومن دون أن يراها ويقترب منها بهذا القدر، وهذه فرصة له ولعدد من الطلاب اليافعين الذين يرافقونكم للتعرف إلى طريقة تكوين عربات الخطوط الحديدية وطريقة عملها، أما في الوجه الثاني فيستحق المكان الإضاءة عليه بقصد تنشيط السياحة الداخلية بطرائق كثيرة يمكن العمل عليها».

بداية المشوار

جرت خلال الجولة عدة نقاشات عن جمال استثنائي تكتنزه هذه القاطرات المتوقفة، وكيف يمكن تحويلها إلى مطاعم أو فندق مميز، أو متحف تراثي للخطوط الحديدية السورية، وحتى موقع تصويري منظم يجذب الكثيرين من هواة التصوير والاستكشاف، مع النظر إلى أهمية كل مكون خرج من الخدمة وبات عبئاً على سكة الحديد، ومن أمثلة ذلك القواطع الخشبية القديمة التي كانت ترتكز عليها سكة القطار، والتي استبدلت بقواطع إسمنتية، وهذه الأعداد الباقية من القواطع الخشبية مهمة جداً من حيث قيمتها المادية والمعنوية، ولا يجوز تركها لعوامل الزمن حتى تهترئ وتتلف.

من جهتها عبرت الآنسة "نغم حسين" من مدينة "طرطوس" عن سعادتها بهذه الجولة باعتبارها مشرفة العلاقات العامة في فريق تصوير النادي السينمائي في "طرطوس"، وعن ذلك تحدثت بالقول: «سعدت جداً بهذه الجولة، والتقط مصورو النادي السينمائي المرافقون للجولة: "محمد ستيتة، طوني عبيد، علاء العبيد، سارة ابراهيم" الكثير من الصور التي وثقت عمل فريقكم الاستكشافي، إضافة إلى الاستفادة من وجود عدد من الأصدقاء المرافقين للجولة في التقاط الكثير من الصور المميزة التي عكست جمال المكان وغناه التراثي، وبالتالي لبت الجولة رغبة من أراد الاطلاع على هذا المكان عن قرب، وقدمت عبر المصورين المرافقين صوراً احترافية جمعت العنصر البشري بمكونات المكان».

رؤية العربات من الداخل

أنهى المستكشفون جولتهم بعد ثلاث ساعات متمنين العودة إلى هذه القاطرات بعد تحويلها إلى مكان جميل يستقبل الناس؛ للتمتع بالتراث والطبيعة الجميلة المحيطة به.

كل الأعمار تستكشف