لم تتأثر مردودية البيع لدى أصحاب "بسطات" الخضار في "سوق النسوان" بعد تجميعهم في مكان واحد، بل كانت خطوة تحفيزية لمواصلة المنافسة، وتقديم أفضل الخضار وجذب المزيد من الزبائن.

إذاً، هي خطوة جريئة من الجهات المعنية، أسعدت أصحاب بسطات الخضار في "سوق النسوان" شرقي "حي المشبكة" ودوار الساعة، ومكنتهم بعد عقود عدة من امتلاك أكشاك منظمة تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء، خاصة أن هذا السوق معروف بطبيعة خضاره وكثافة حركته، بحسب حديث "ليلى شدود" إحدى المتسوقات؛ حيث قالت: «في أغلب الأحيان عند زيارة مدينة "طرطوس" أتسوق حاجيات منزلي لمدة أسبوع تماماً من بسطات الخضار والفواكه المنتشرة على طول "سوق النسوان"، لرخص الأسعار ومناسبتها لأوضاعنا الاقتصادية والمالية، إضافة إلى جودة بضائعه، فهي كما يقال من المنتج إلى المستهلك، ولكن اليوم وخلال زيارة هذا السوق تفاجأت بتغيير ترتيب السوق، وتجميع جميع أصحاب بسطات الخضار والفواكه في شارع واحد، وإغلاق هذا الشارع أمام حركة مرور السيارات، التي كانت تعيق عملية التسوق بالنسبة لي، نتيجة كثرة عدد البسطات وصغر المساحة المنتشرين فيها، بجانب وأمام المحال التجارية.

الشارع الذي نجتمع فيه حالياً بطول حوالي 200 متر، أغلق من جهتيه الشمالية والجنوبية، لتكون حركة التسوق فيه مريحة، وحصل كل منا على كشك مساحته حوالي 2 متر مربع، يشملها التكليف الضريبي السنوي، كما شملها تكاليف البناء المؤلف من أحجار إسمنتية من الأسفل وشباك معدنية من الأعلى وسقف من التوتياء، دفعت لمرة واحدة من قبل المالكين

واليوم تسوقت أغلب حاجياتي بهدوء وبأسعار مناسبة أرخص من بقية الأسواق، ودون أن أتلفت يميناً ويساراً خوفاً من سيارة تمر بجانبي، يمكن أن تصيبني بأذى».

الأكشاك

وفي لقاء مع "حسان حسين" صاحب بسطة في "سوق النسوان" قال لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 10 شباط 2015: «أعمل بائع "بسطة" في السوق من عدة عقود، ومكاني معروف لجميع الزبائن، واليوم بت أملك كشكاً صغيراً، خصص لي بموجب عملي الطويل في السوق، حيث إن البلدية خصصت أماكن أكشاك لحوالي 200 من أصحاب البسطات كانوا يقارعون البرد والحر.

وهي خطوة جيدة جداً لجميع أصحاب البسطات، تجميعهم في أكشاك نظامية وفي مكان واحد يوفر مختلف متطلبات وحاجيات الزبائن من الخضار والفواكه الطازجة كما هو معروف بالنسبة للزبائن، بعدما كانت تلك البسطات منتشرة على طول ما يعرف بـ"سوق النسوان"، وهذا الأمر لم يؤثر بحركة البيع والشراء بالنسبة لنا، بل كان أمراً جيداً، خاصة أننا كنا نعاني من ضيق المساحة وكثافة المارة والزبائن، في ساعات الذروة الصباحية مع قدوم أصحاب المحال التجارية إلى محالهم، وأصحاب العيادات إلى عياداتهم».

البائع حسان

ويتابع البائع "حسان" فيقول عن الجديد في السوق: «الشارع الذي نجتمع فيه حالياً بطول حوالي 200 متر، أغلق من جهتيه الشمالية والجنوبية، لتكون حركة التسوق فيه مريحة، وحصل كل منا على كشك مساحته حوالي 2 متر مربع، يشملها التكليف الضريبي السنوي، كما شملها تكاليف البناء المؤلف من أحجار إسمنتية من الأسفل وشباك معدنية من الأعلى وسقف من التوتياء، دفعت لمرة واحدة من قبل المالكين».

وفي لقاء مع السيدة "وسام محمد" إحدى المتسوقات من "سوق النسوان"، تحدثت عن أهمية بسطات الخضار والفواكه في هذا السوق فقالت: «سوق الخضار الجديد يقع في مركز المدينة تقريباً، ويتمتع بسهولة الوصول إليه من مختلف أنحاء المدينة، وهذا انعكس عليّ إيجاباً كموظفة في قطاع الصحة مثلاً، حيث يمكن أن أقصده بعد الانتهاء من الدوام الرسمي وبسرعة، قبل الذهاب إلى المنزل، لشراء الخضار والفواكه الطازجة، إضافة إلى بعض الخضار النباتية كالبقدونس والخس والملفوف والفجل والهندباء و"البلغصون" وغيرها الكثير، التي تزرع بحسب معلوماتي في قرى أصحاب البسطات ومنها قرية "بسورم"، ضمن تربة نظيفة وتروى بمياه صحية، وهذا أمر مهم بالنسبة لربة المنزل، والأمر الأهم من هذا الأسعار المنافسة والمناسبة لذوي الدخل المحدود، مقارنة مع بقية المحال التجارية».