مغارة طبيعية بتكويناتها، متفردة بتاريخها وخصوصيتها النسوية، أمن تجويفها الصخري فروقات ملحوظة بدرجات الحرارة، يشعر بها الزائر فور الولوج إلى داخلها، هي مغارة "الحدية".

فمغارة "الحدية" معلم سياحي جاهز للاستثمار بما تحتويه من عناصر تشويق وترويج سياحي، إلى جانب الطبيعة الخضراء الطبيعية المنتشرة فيها وعلى محيطها، وهنا تقول السيدة "أحلام محمد" من أهالي وسكان مدينة "الشيخ بدر" لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 30 كانون الأول 2014: «مغارة "الحدية" الطبيعية، مغارة متفردة بمكوناتها الداخلية ورحابتها، كما أنها مشهورة ومعروفة من قبل جميع أبناء المنطقة التي تقع فيها، وهي ضمن حدود قرية "النمرية"، لذلك الكثيرون من الزوار يستدلون إليها من أهالي تلك القرية.

يقال إن لطبيعة مياهها المتساقطة من نوازلها طبيعة استشفائية، أو ذات خواص فيزيولوجية، تساعد الأم على إدرار الحليب لطفلها المولود حديثاً

إضافة إلى فوهتها أو ما يمكن تسميته بوابتها الواسعة الكبيرة، لها جماليتها المتفردة بوضعها وشكلها القمعي إن صحت التسمية، حيث لا تكاد تُعرف أو تُميز رغم مساحتها، لما يحيط بها من أشجار وشجيرات طبيعية حراجية، وهي الفتحة الأساسية والمدخل لداخل المغارة الرحب والواسع الذي يشكل قبة كبيرة مرتفعة جداً مقارنة مع بهوها المنخفض نحو الأسفل بشكل قاعة كبيرة».

جرن صخري لتجميع المياه

وتضيف السيدة "أحلام": «يقال إن لطبيعة مياهها المتساقطة من نوازلها طبيعة استشفائية، أو ذات خواص فيزيولوجية، تساعد الأم على إدرار الحليب لطفلها المولود حديثاً».

وفي حديث للأستاذ "بسام وطفة" من "دائرة آثار طرطوس" قال: «تقع "مغارة الحدية" في الطرف الغربي من قرية "النمرية" على يمين الطريق الواصل من القرية باتجاه قرية "الدبيبية"، وإلى الجهة اليسرى من طريق فرعي معبد يصل ما بين القريتين "النمرية - الدبيبية" من جهة وبلدة "القمصية" من جهة أخرى، وذلك ضمن مسافة حوالي واحد كيلومتر خلال غابة مزروعة بأشجار الصنوبر والكينا، حيث يعبر الزائر مسافة حوالي خمسة وعشرين متراً عبر طريق ترابي ليصل إلى مدخل المغارة المتجه نحو الغرب وتحيط به الأشجار.

البوابة الكبيرة

والمغارة عبارة عن تجويف أرضي كبير وعميق طوله حوالي 100 متر، وعرضه حوالي خمسين متراً، وارتفاعه حوالي ثلاثين متراً، وهو ناتج عن تفجر مائي ضمن الكتلة الصخرية الكلسية».

ويتابع السيد "بسام": «يتم النزول إلى المغارة من الأعلى باتجاه الأسفل، بشكل منحدر جداً، ويشعر المرء فور نزوله باختلاف درجة الحرارة بين الداخل والخارج، ويلاحظ تواجد الصواعد والنوازل في السقف، وتتساقط قطرات الماء منها، وقد تم نحت جرن حجري ثبت في الأرض وسط المغارة تحتها مباشرة لتجميع المياه وشرب الزوار منها.

وللعلم فإن أهالي المنطقة يطلقون على هذه المغارة اسم "مغارة الدرة"، وتقصدها النساء اللواتي أنجبن حديثاً ولا يوجد لديهن حليب لإرضاع صغارهن، حيث تقول الروايات إنها بمجرد شُربها من هذا الماء المدرور ستنتج الحليب لطفلها المولود حديثاً، وحينها سيقال إنها أدرت الحليب، ومن هنا حصلت المغارة "الدرة" على اسمها».

وعن بعض تفاصيل المغارة وما يمكن أن يوضح تاريخها تحدث السيد "بسام" فقال: «يوجد في الأسفل بعض الردميات، ويلاحظ وجود التجويف الأكبر في الصدر، وعلى اليمين واليسار يوجد تجويفان أصغر مساحة، وقد ذكر لنا الأهالي أنه وخلال فترة ثورة الشيخ "صالح العلي" قد قام باستخدام المغارة لتخزين السلاح.

وهنا أشير إلى أن المغارة موجودة في كافة العصور التاريخية، وقد تم إجراء التوثيق اللازم لها كدائرة آثار، وأخذ نقطة على جهاز GPS، ويمكن اقتراح بعض الأمور لتحسين واقعها العام للاستثمار السياحي الجيد، ومنها أن يتم تعبيد الطريق إلى المغارة، وأن يتم تنظيفها، وإجراء بعض الأعمال فيها، من أدراج وأماكن جلوس وإنارة».