يكتظ كورنيش مدينة "بانياس" في هذه الفترة التشرينية من كل عام، بالكثيرين من محبي التنزه والصفاء البصري ودفء الأجواء، من مختلف أنحاء المدينة وريفها.

مدونة وطن "eSyria" جالت بتاريخ 15 كانون الأول 2014، على الكورنيش البحري الممتد لحوالي ثمانية كيلومترات، ابتداءً من نهاية الملعب البلدي أو ما يعرف بالمدينة الرياضية وحتى المحطة الحرارية، والتقت عدداً من المتنزهين، والبداية مع الأستاذ "جودت شريف" الذي قال: «أستمتع كثيراً في زيارة الكورنيش البحري في هذه الفترة من السنة، حيث ينتشر الكثيرون من المتنزهين على امتداد الكورنيش، أي إنها فرصة للعلاقات الاجتماعية، وكذلك للتمتع بجمالية المشهد البصري الذي يوفره السطح المائي الراقد للبحر وانعكاس أشعة الشمس عليه بأجمل لوحات فنية، فأنا اعتدت ممارسة صيد السنارة في كل يوم خلال الفترة المسائية، ولكن التنزه في فترة النهار له رونق خاص.

البحر يجمع الناس بكل بساطة وحب ودفء، فأجد هنا في بعض الأحيان بعض المعارف من خلال الدوام المدرسي، وقد مضى على لقائنا الكثير من الزمن، فأسعد لرؤيتهم وهم كذلك، فأقضي وقتاً معهم ريثما تكون زحمة السير الخانقة قد خفت من مركز الانطلاق، فأتوجه نحو الكراج متأهباً للعودة إلى المنزل، وأتمنى حينها مع هذا التنزه الرائع لو أن بقية أسرتي معي، لتكتمل سعادتي

في الأغلب أتنزه وحدي؛ حيث أحاول تنقية أفكاري وروحي الداخلية من تعب وهموم الحياة والروتين اليومي، خاصة أني أعمل مدرس لطلاب الحلقة الأولى، وهذا بحد ذاته يشحذ النفس بالكثير من الطاقة الانفعالية نتيجة دقة التعامل والأسلوب، لذلك أرى في زيارة البحر شيئاً مفيداً وممتعاً للنفس».

السيد "ماجد الرومي" صياد سنارة أيضاً، يلجأ للكورنيش البحري في أوقات فراغه إما للصيد أو للتنزه، واليوم هو هنا للتنزه والصيد معاً، وهنا قال: «في الأغلب متعة الأجواء وزحمة الناس هنا توحي بالكثير من الأمل والتفاؤل بالحياة، خاصة في زحمة المآسي والحزن الذي يعم على بلادنا، فأرى هنا دفء الأجواء ومتعتها مع هذه الشمس الدافئة، فهي تبعث في الجسد حرارة مللناها من المدافئ خلال فترات البرد.

وهذه النزهة لم تمنعني من إحضار سنارة الصيد معي لزيادة المتعة التشرينية بالسير على الكورنيش البحري ومن ثم الركود والراحة مع صيد الأسماك».

السيد ماجد الرومي

السيد "علي سليمان" مدرس، قال: «خلال بعض أوقات الفراغ وبعد الانتهاء من الدوام المدرسي وقبل التوجه نحو الكراج للعودة إلى المنزل، أسير عدة كيلومترات على الكورنيش البحري بهدف الترفيه والمتعة طالما الطقس جيد ومريح، وما يفاجئني الكم الهائل من الزوار الراغبين بالتمتع بجمالية البحر في هذه الفترة من السنة، أي إن أغلب الناس يدركون متعته في هذه الفترة، وكأنهم اعتادوا طقس الزيارة في كل عام».

ويتابع السيد "علي": «البحر يجمع الناس بكل بساطة وحب ودفء، فأجد هنا في بعض الأحيان بعض المعارف من خلال الدوام المدرسي، وقد مضى على لقائنا الكثير من الزمن، فأسعد لرؤيتهم وهم كذلك، فأقضي وقتاً معهم ريثما تكون زحمة السير الخانقة قد خفت من مركز الانطلاق، فأتوجه نحو الكراج متأهباً للعودة إلى المنزل، وأتمنى حينها مع هذا التنزه الرائع لو أن بقية أسرتي معي، لتكتمل سعادتي».

السيد "حيدر حيدر" يقتنص الفرصة في هذه الفترة من السنة لزيارة الكورنيش البحري ماشياً ومتجولاً بعد أن اعتاد منذ خمسة وثلاثين عاماً زيارته اليومية لممارسة الصيد البحري بالسنارة، وهنا قال: «لا أعتقد أنه يوجد أجمل من هذه الزيارة في هذا الطقس الجميل الدافئ، خاصة أن الفترة التشرينية معروفة بمناخها اللطيف المفيد للجسد من ناحية الحرارة التي يختزنها هذا الجسد من جراء التنزه والاستمتاع برؤية أمواج البحر الخفيفة جداً وهي تتلاطم مع الصخور، وبرأيي من لم يزر الكورنيش البحري في هذه الفترة من السنة، عليه زيارته ليرى الفرق بينها وبين الزيارة في مواسم وفصول أخرى.

هنا أشعر بأن صدري مرتاح ونظيف من خلال الأنفاس التي أستنشقها معبقة بالملح البحري الذي ينقي ويصفي الرئتين».

الطفلة "جودي علي" متنزهة على الكورنيش البحري، رأينا في وجهها السعادة نتيجة لذلك، قالت: «لا أزور الكورنيش البحري في هذه الفترة من السنة عادةً بسبب الدوام المدرسي وبرودة الطقس بالعموم، ولكن اليوم ونتيجة انشغال والدتي بعمل جانب الكورنيش البحري، قررت أن أكون رفيقتها، وهذا شكل لي سعادة لرؤية البحر في هذه الحالة الجميلة، إلى جانب رؤيتي هذا العدد الجيد من المتنزهين، كما أني أدركت خطئي لاعتقادي بالبرودة المناخية في هذه الفترة من السنة، وأيقنت أن البرودة ضمن الجدران الإسمنتية فقط.

والجميل في الأمر وجود الكثيرين من الباعة المتجولين كبائع الذرة وبائع الفول وبائع المكسرات وبائع المشروبات الساخنة، يقدمون خدماتهم المأجورة للمتنزهين، وهو ما أضفى متعة على جولة التنزه».