رغم صغر مساحتها، إلا أنها تقدم الجمال بصبغة خاصة تبدأ بالمنظر الخلاب، ولا تنتهي بمشاهدة أصناف الأسماك، وصيد اللؤلؤ، والسباحة في مياه هي الأنقى في محيطها.

للتعرف عن قرب إلى جزر "الحباس الجنوبية" استكشفت مدونة وطن "eSyria" برفقة "كشاف سورية – الفوج السابع" موقع هذه الجزر صباح يوم الجمعة 31 تشرين الأول 2014، حيث أجرينا جولة بحرية للتعرف إلى الجزر الأربع التي تمتد على شكل شريط يوازي ساحل "طرطوس" جنوب "جزيرة أرواد" بحوالي 2كم، إلى عدة كيلومترات عن الحدود اللبنانية، وتبعد عن بعضها مسافات تتراوح بين 1 إلى 3كم، من ثم نزل الفريق الكشفي إلى هذه الجزر بغية معرفتها عن قرب، وفي ذلك يقول الأستاذ "محمد حسامو" قائد في "كشاف الفوج السابع" من "كشاف سورية – مفوضية طرطوس للكشافة": «خرجنا اليوم برفقة مدونة وطن لاستكشاف جزر "الحباس الجنوبية"، والغاية الأساسية التعرف إلى بيئة الجزيرة، وهي معروفة لفئة قليلة من الناس بقصد تحديد سماتها، ومعالمها الأساسية، ومكوناتها، المحذوفة من الخارطة السياحية للمحافظة، وهذا المشروع التوثيقي قديم العهد بين "الفوج السابع للكشافة" و"مدونة وطن"؛ بهدف كشف أسرار ومكامن الجمال في مختلف أرجاء محافظة "طرطوس"، وتوحيد الجهود والإمكانيات في هذه الاتجاه».

تبعد أول جزيرة من مجموعة جزر "الحباس" أو "الحبيّسة" -كما يسميها بعض البحارة- 6كم عن مرفأ الزوارق السياحية بجانب "نادي الضباط الجديد"، وفي البداية قمنا بجولة حول الجرز للتعرف إلى معالمها الأساسية، ثم نزلنا على هذه الجزر للتعرف إليها عن قرب، وأنواع الحياة التي تضمها "نباتية وحيوانية"، والقيام بمجموعة أنشطة استكشافية على أرض الجزيرة

من "نافورة الحباس" بدأنا البحث عن عناصر الجذب في هذا الموقع المهم سياحياً، وتجريب مختلف الأنشطة السياحية الممكنة على هذه الجزر، حيث تشكل النافورة ثقباً طبيعياً في الجزيرة الأولى من "جزر الحباس"، يصل هذا الثقب بين مياه البحر البحر وسطح اليابسة فترى المياه تندفع بقوة على شكل نافورة مع كل موجة تصدم ساحل الجزيرة الغربي، من هنا بدأت الجولة بالتعرف إلى محيط الجزر المائي، الذي تميز بأعماقه القليلة حول بعض الجزر، ولمسافات تصل لـ50 و100م، وبعمق لا يتجاوز 2م، وهذه أولى مزايا الاستجمام على الجزيرة؛ حيث الأعماق المفضلة للسباحة أولاً، وثانياً الغطس ومشاهدة البيئة البحرية المميزة في هذه المنطقة قليلة الأعماق، أما على الشاطئ فالموقع أكثر جذباً من حيث مكونات الشاطئ الرملي الصخري سواء بمزارع المحار الطبيعي، أو الأصداف المتنوعة التي تحط رحالها على شاطئ الجزيرة، وعن ذلك يقول الشاب المستكشف "نوار حسين" من "كشاف الفوج السابع" المرافق للرحلة الاستكشافية: «استمتعنا خلال جولتنا بمشاهد كنا نتابعها على القنوات التلفزيونية العالمية، لذلك تظن نفسك للوهلة الأولى في مكان ليس في بلدك، وهنا يكمن الخطأ الذي نسعى لتغييره، فالمشهد غني عن التعريف من حيث تموضع كل جزيرة على حدة، وبيئتها الغنية، ومحيطها المائي، ومن المكونات الطبيعية الجميلة التي وثقناها "مزارع المحار" التي تمثل وجبة لمحبي المحار الطازج، كذلك تمتعنا بالبحث عن اللؤلؤ الذي قد يصادف أي جامع للمحار، وهو ما كان من نصيبي اليوم بإيجادي لمحارة تحتوي ثلاث حبات لؤلؤ، من ثم تعرفنا إلى أنواع الحشرات "فراشات، جندب، يعسوب، نمل،.." وطيور "نورس، بط، فرّي،..." وأعشاب متنوعة بين الفصلية والمعمرة».

باتجاه "جزر الحباس"

بالعودة إلى القائد الكشفي "محمد حسامو" فإنه يقول: «تبعد أول جزيرة من مجموعة جزر "الحباس" أو "الحبيّسة" -كما يسميها بعض البحارة- 6كم عن مرفأ الزوارق السياحية بجانب "نادي الضباط الجديد"، وفي البداية قمنا بجولة حول الجرز للتعرف إلى معالمها الأساسية، ثم نزلنا على هذه الجزر للتعرف إليها عن قرب، وأنواع الحياة التي تضمها "نباتية وحيوانية"، والقيام بمجموعة أنشطة استكشافية على أرض الجزيرة».

لم تكن الأحوال الجوية غير المستقرة في شهر تشرين في مصلحة إطالة الرحلة، حيث زادت اللهفة لزيارة الجزر مرة أخرى والتعرف إلى كثير مما لم نستطع الوصول إليه خلال 4 ساعات من الرحلة، وللعلم فهي لا تملك أسماء موثقة باستثناء بعض الأسماء المتداولة شعبياً، وهي: "الحباس" لأول جزيرة من جهة الشمال، ثم جزيرة "أبوعلي" للتي تليها، والجزيرة الثالثة من دون اسم وهي صغيرة الحجم، ثم الرابعة والأخيرة باتجاه الحدود اللبنانية، وتسمى "جزيرة أم علي"، وجميعها تسمى "جزر الحباس".

استكشاف الجزر، والتعرف إلى مكوناتها
حديث القائد الكشفي "محمد حسامو" لمدونة وطن