ساحة صغيرة بحجمها كبيرة بمكانتها ومكوناتها، جمعت المحب لها والمنتفع منها والمتعطش لمياهها المعدنية، وجلستها تحت شجرة قدر عمرها بـ700 عام.

"ساحة الدلبة" كما يطلق عليها أبناء مدينة "مشتى الحلو"، هذه الساحة التي شغف أبناء المنطقة ومحيطها بها، بحسب رأي المحامي "وائل صباغ" حين قال: «يعد موقع "ساحة الدلبة" مركز مدينة "مشتى الحلو" وعصبها التجاري والسياحي سابقاً وحتى الآن، فهي مقصد المتسوق والبائع والسائح على حد سواء، وهذا معروف للجميع منذ سنوات بعيدة جداً لا أحد يدركها بشكل دقيق، فمن يريد الانتفاع ببيع بعض منتجاته الزراعية يأتي إلى هنا ليبيعها للسياح والمصطافين، وحتى لأبناء المدينة ممن لا ينتجون زراعياً، ومن يريد التنزه والاصطياف يأتي إلى جانب نبع الماء على مدخل الساحة للتمتع بجمالية المناخ وانتعاش الأجواء العامة، وشرب المياه المعدنية، وهذا حال أبناء المدينة أيضاً فتراهم مجتمعين حول النبع تحت ظل شجرة الدلبة على الدوام في مختلف الأوقات».

الساحة قديمة جداً ويعتقد عمرها بعمر الاستخدام البشري لها، وبعمر شجرة الدلب التي غرست في منتصفها وبنيت المنازل حولها وتوسعت المدينة وامتدت على الأطراف لتشكل المشتى

ويتابع السيد "وائل" لمدونة وطن "eSyria" خلال فعاليات "ملتقى دلبة مشتى الحلو الثاني" بتاريخ 20 تموز 2014، فيقول: «إن من أبرز مكونات هذه الساحة النبع وشجرة الدلبة، فالنبع هو نبع "مار الياس" دائم الجريان وذو مياه عذبة صالحة للشرب، وزين موقعه بوضع مجسمات تشكيلية نحتية بجانبه، واعتني به بالنظافة الدائمة له، والشجرة هي دلبة قدر عمرها بحوالي 700 عام، وهي محط اهتمامنا جميعاً كأبناء المشتى، لمكانتها وذكرياتها التي حفرت في أذهان الجميع، حتى إننا أسسنا لملتقى فكري وثقافي حمل اسمها، بمشاركة ومساهمة جميع أبناء المشتى تقريباً مغتربين ومقيمين».

البائع محمد أحمد

أما السيد "رواد حموي" من أبناء وسكان المشتى فقال: «حملت هذه الساحة بمكوناتها الكثير من الحب والذكريات والمنفعة لمن يرغب، فهنا أجد كل ما أحتاجه خلال رحلة التسوق اليومية التي أقوم بها، فالخضار طازجة يومياً عبر الباعة الجوالة ضمن الساحة فقط، حتى إن المحال التجارية المنتشرة بجانب الساحة وعلى مدخلها تؤمن جميع الاحتياجات اليومية وغيرها، لذلك فهي مقصد الجميع».

إن من أهم ما يمكن أن يراه المرتاد لساحة الدلبة للتسوق، هو الخضار الطازجة من مختلف الأصناف، التي مصدرها المزارع ذاته بحسب كلام السيد "محمد أحمد" بائع خضار يأتي يومياً إلى الساحة ليبيع منتجات حقله الصغير، وتابع بالقول: «آتي على دراجتي النارية من مدينة "مصياف" في كل يوم إلى هذه الساحة لأبيع منتجات حقلي الزراعي من التين بأصنافه المتعددة والعنب أيضاً وحتى التفاح، وهي حرفة ورثتها عن أبي في هذه الساحة المعروفة بحركتها التجارية الجيدة وخاصة في مواسم السياحة، ويمكن أن أبقى طول اليوم هنا رغم بعد المسافة عن سكني، لأن المناخ جيد والمياه متوافرة والحركة نشطة، فلا أشعر بالتعب أو الملل».

المحامي وائل صباغ

ويتابع السيد "محمد" عن الساحة وفق ما تناقله أجداده: «الساحة قديمة جداً ويعتقد عمرها بعمر الاستخدام البشري لها، وبعمر شجرة الدلب التي غرست في منتصفها وبنيت المنازل حولها وتوسعت المدينة وامتدت على الأطراف لتشكل المشتى».

ومن أهم ميزات شجر الدلب بحسب رأي البائع "فارس شربجي" الذي اعتاد الجلوس بجانب الدلبة لبيع منتجاته الحقلية، ينمو شجر الدلب بجانب الينابيع والمسيلات المائية والأنهار لأنه يحتاج إلى مياه وافرة دوماً، لذلك هي شجرة نضرة حنونة طرية الأغصان، مضيفاً في حديثه عن السوق: «السوق معروف ومشهور بين مختلف المناطق القريبة والبعيدة، وهذا ما يدفعنا للقدوم من مدينة "مصياف" إلى هنا لبيع منتجاتنا الزراعية الطازجة يومياً، حيث تفترش جوانب الساحة وتحت ظل شجرة الدلبة منتجاتنا منذ ساعات الصباح الباكر وحتى الانتهاء من عمليات البيع».

شجرة الدلبة