من الطريق الواصل بين منطقة "الشيخ بدر وسد الصوراني" نجد طريق فرعي كُتب بجانبه "محميّة قلعة الكهف"، هذا الطريق يؤدّي في الأساس الى "قلعة الكهف"، أمّا الآن فقد أصبحت المنطقة المحيطة بالقلعة "محميّة طبيعيّة" سمّيت باسمها، وتُشرف عليها قرية "المريجة"، في منطقة غابات طبيعيّة وينابيع.

مازالت "محميّة قلعة الكهف" في مرحلة البداية بعد تحديد مساحتها وحدودها، حيث قامت مديرية زراعة طرطوس بعدّة خطوات تحدّثنا عنها المهندسة "هبى سلهب" رئيسة "شعبة التنوّع الحيوي وإدارة المحميّات" في "مديريّة زراعة طرطوس"، التي تقول في هذا الجانب «"المحميّات الطبيعيّة" هي محاولة للحفاظ على الغطاء النباتي والتنوع الحيوي في منطقة معيّنة مازالت تحتفظ ببعض المزايا حمتها من استنزاف مواردها، بالتالي هي تخضع لنظام مراقبة وحماية بإشراف مديريات الزراعة في المحافظات، من هذا التعريف ننتقل لسؤالكم عن محميّة "قلعة الكهف"، فهي محميّة طبيعية مساحتها حوالي 26هكتار،صدر قرار حمايتها بتاريخ 25/4/2010،لتبدأ بعدها أعمال التحديد وتوفير الإدارة اللّازمة لها، وقررت مديرية الزراعة اعتبارها محميّة طبيعيّة لوجود عدّة أنواع نباتيّة بداخلها مهددة بالإنقراض ولمحاولة الوصول بأحراشها إلى مرحلة "الغابة الأوجيّة" (وهي الغابة التي اكتمل نمو أشجارها)، وهي تقع في منطقة وديان عميقة وجبال تتوسّط مجموعة قرى، فمن الشرق تحدّها أراضي قرية "المريجة"، ومن الغرب أراضي قريتي "الزريقة والمريجة"، ومن الشمال نهر "كاف الحمام" وأراضي قرية "كاف الحمام"، أمّا الجنوب فيحدّها نهر "جورة الحصين" وأراضي قريتي "المرويّة وجويتي"، وتضم هذه المحميّة بعض الأنواع النباتية تحتاج للحماية، ويتضمّن قرار إحداثها منع الفلاحة فيها ومنع الصيد والتحطيب وبناء أي منشأة مهما كانت غايتها أوشق الطرقات..».

الغاية الأساسيّة الآن هي حماية الغطاء النباتي وزراعة أنواع حراجيّة منها ماهو موجود وآخر على وشك الإنقراض، فمثلاً هناك "السنديان العادي والبلّوطي والقيقب السوري والخرنوب والآس.."، هذه الأنواع وغيرها سنقوم بإكثارها لتعود منطقة محميّة "قلعة الكهف" كما كانت منذ مئات السنين

على أرض الواقع زار "esyria" محميّة قلعة الكهف لالتقاط صور تعريفيّة بالمحميّة وموقعها، ومن جهة أخرى للسؤال عن معرفة الناس بها كمحميّة ومدى درايتهم بمتطلبات حماية التنوّع الحيوي الموجود في المحميّة، فكان اللقاء مع مختار قرية "المريجة "السيّد"عارف يوسف ابراهيم" حيث أن القرية تُشرف على محميّة "قلعة الكهف"، فقال لنا: «هذه المحميّة جديدة ولانعرف حتّى الآن حدودها بشكل دقيق وهناك تخوّف من أن تأخذ جزء من أراضينا المجاورة لها، أمّا عن المحميّة بذاتها والزيارة إليها، فهي غابة طبيعيّة تتوسطها "قلعة الكهف" وفيها نهر وتنوّع حيوي كبير، ، وعن حماية المحميّة بكامل مكوّناتها فهو موضوع يحتاج لكثير من التوعية فالناس اعتادوا على التحطيب من الأحراش المجاورة لقراهم، وكل من يقوم بزيارة الغابة لغاية ما سمّيتموه السياحة البيئيّة يتصرّف بعكس متطلبات هذا النوع من السياحة فلا يأتي أحد فقط للسير في الغابة والإستكشاف وهو مانشاهده في برامج الطبيعة على "التلفاز"، بينما يأتي إليها الناس ممن يعرفون المنطقة للجلوس والاستمتاع بالطبيعة الجميلة وممارسة هواية الصيد وتناول الأطعمة في الطبيعة وأحياناً كثيرة إيذاء هذه الطبيعة، أمّا فكرة "السياحة البيئيّة" فهي جيّدة لكن لاوجود لها».

عارف يوسف ابراهيم مختار قرية المريجة

حماية المحميّات الطبيعيّة، خطوة مهمّة لبقائِها سواء بالرعاية المباشرة أو بالتوعية، واستخدام بعض الأنشطة "كالسياحة البيئيّة" وهي نشاط يحدّثنا عنه الأستاذ "باسم المريقيبي" نائب رئيس "غرفة سياحة المنطقة الساحليّة" ومدير عام مركز "سنا" للسياحة والسفر، فيقول: «من جهتنا كمتخصصين بالسياحة ينبغي استثمار مواردنا البيئيّة لغاية السياحة، بالمقابل فإنّ الغاية تكون للتعريف والتوعية فيما يخص البيئة الطبيعيّة بالإضافة للإستجمام ويكون ذلك عبر قيام جهة متخصّصة بتنظيم رحلات لمجموعات سياحيّة داخليّة أوخارجيّة داخل نطاق المحميّة البيئيّة وبما يراعي الطبيعة الموجودة سواء نباتيّاً أوحيوانيّا، من إيجاد مسارب خاصّة للسير عليها ضمن المحميّة إلى ضرورة مراعاة نباتات الغابة وحيواناتها مهما صغُرت والقائمة بهذا الموضوع طويلة، كذلك تنظيم الجهات السياحيّة لنشاطات بيئيّة يتعامل من خلالها "السيّاح" مع مكوّنات البيئة، ففي زياراتي "للبنان وتركيّا" كدول جوار أشاهد اختلاف واضح في مسألة السياحة ضمن البيئة الطبيعيّة فالمفهوم بحد ذاته مازال غامضاً بالنسبة لنا ولأي جهة ذات علاقة بالموضوع في بلدنا، ولاتتعدّى الفكرة لدينا موضوع الجلوس في الغابة وتناول الطعام والشراب».

تقول المهندسة "هبى سلهب": «الغاية الأساسيّة الآن هي حماية الغطاء النباتي وزراعة أنواع حراجيّة منها ماهو موجود وآخر على وشك الإنقراض، فمثلاً هناك "السنديان العادي والبلّوطي والقيقب السوري والخرنوب والآس.."، هذه الأنواع وغيرها سنقوم بإكثارها لتعود منطقة محميّة "قلعة الكهف" كما كانت منذ مئات السنين».

باسم المريقبي نائب رئيس غرفة السياحة ومدير مركز سنا للسياحة
جرار يعمل في موقع المحميّة لتنظيف الطريق إليها