على قمته يجتمع المؤمنون من كل الطوائف المسيحية وهو المزار الديني الذي ارتبط اسمه باسم السيدة "مريم" العذراء ليتحول إلى أرض الحج المقدسة في الرابع عشر من شهر "آب" من كل عام.

هو جبل "السيدة" الذي زاره موقع "طرطوس" بتاريخ" 24/10/2009" في موقعه ببلدة "مشتى الحلو" والتقى السيد الدكتور"جورج حنوش" دكتور في العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية من أهالي البلدة الذي وصف لنا الجبل بقوله:«هو جبل بركاني مخروطي الشكل ارتفاعه عن سطح البحر"700"متر وعن الوادي مباشرة "200" متر تكون في الدور الجيولوجي الرابع وعمره الزمني "20"مليون سنة وقد وصلت الحجارة البركانية من مقذوفات هذا البركان من القمة إلى القاع في قرية "وادي مجاور" و حتى مجرى نهر "مشتى الحلو" من الشمال ومجرى نهر "الكفرون" من الجنوب».

بوجود نقش للبقرة داخل الكنيسة التي يرمز بها في المسيحية للقديس "لوقا" لان البقرة دائمة العطاء بلا مقابل

ويتابع:«عبر المراحل الزمنية بني على هذا الجبل معبد للشمس اله الخير والخصوبة "فتى خيخة" نسبة لإله الشمس "خيخة" واستمر هذا المعبد منذ"3000"عام حتى قدوم المسيحية التي قضت على عبادة الأوثان وحولت المعبد من معبد لإله الشمس إلى معبد اله العطاء معبد السيدة "مريم" العذراء واستمر حتى عام "1282" حيث لاحق "الظاهر بيبرس" فلول الصليبيين ودمر هذا المعبد بالمنجنيق من قريتي "الملوعة" و "دوير الملوعة" المقابلتان للجبل ».

الهيكل

إضافة للأهمية الدينية للجبل فهو يتمتع بصفة أثرية وسياحية يوضح ذلك قائلاً:«الجبل عبارة عن قلعة حصينة فيها سوران الخارجي مبني بالحجر الأبيض والداخلي مبني بالحجر البركاني وعلى قمته وجدت آثار آبار منها لوضع المؤونة أثناء الحصارات ومنها لجمع مياه الأمطار ».

ويضيف:«بعد رحيل "الظاهر بيبرس" قطنت هذه المنطقة مجموعة مسيحية أرثوذكسية علماً أن الإسلام انتشر في هذه المنطقة في القرن السابع للميلاد واستمر الجبل كمعبد للمسيحية منذ القرن السابع الميلادي حتى اليوم ».

المختار "أسامة"

لا تزال آثار المسيحية باقية في قمة الجبل داخل الكنيسة وعلى جوانبها يفسر ذلك :« بوجود نقش للبقرة داخل الكنيسة التي يرمز بها في المسيحية للقديس "لوقا" لان البقرة دائمة العطاء بلا مقابل ».

مزار ديني حيث:« يقام في ليل "14"آب من كل عام ذكرى وفاة السيدة "مريم" العذراء ويجتمع على قمة هذا الجبل المؤمنون من شتى الطوائف والبلدان المجاورة والبعيدة ومن كافة المدن السورية والعربية للتبارك من هذا المقام والصلاة لها حيث يصل عدد الزوار إلى "50" ألف زائر».

جدار الكنيسة القديم

ظهور السيدة "مريم العذراء في هذا المكان هو سبب تسميته بجبل"السيدة" حسب رواية السيد "أسامة حلال" مختار "المشتى" :«يروى أن السيدة "مريم" العذراء ظهرت على هذا الجبل وعلى هذا الأساس بنيت الكنيسة وسميت باسم كنيسة "السيدة" حيث يقام في ليل"14" من آب حتى صباح"15" منه احتفال كبير بهذه المناسبة ».

ويضيف:«يوجد على هذا الجبل ثلاثة مقاهي "جار القمر" و"كرم السما" و"سوريانا" وقد رممت الكنيسة حديثاً على أنقاض الكنيسة القديمة وهي عبارة عن سقف من القرميد وبعض المقاعد البيتونية».