تكرار انقطاع الطريق الرئيس وتهديده بالانهيار بسبب ازدياد غزارة نبع "البحصة"، استلزم الدراسة والتنفيذ من قبل "مديرية الخدمات الفنية" في "طرطوس" لوضع حد لمشكلة أصبحت همّاً مؤرقاً للأهالي.

مدونة وطن "eSyria" زارت موقع المشروع في قرية "نعمو الجرد" التابعة لريف مدينة "بانياس" الشمالي، بتاريخ 29 آذار 2018، والتقت المهندس المدني "ماهر علي حسن" من مكتب الخدمات الفنية في "بانياس"، ليحدثنا عن المشروع، حيث قال: «على أحد جوانب الطريق الرئيس لقرية "نعمو الجرد" يقع نبع "البحصة"، وهو من أهم الينابيع الموجودة في القرية، الذي يتصف بغزارته الدائمة، التي تزيد في موسم هطول الأمطار، هذه الغزارة جعلته يهدد الطريق بالانهيار؛ وهو ما يعرض سلامة الأهالي للخطر، ويعيق حركة السير والتنقل عليه. وكذلك يساهم في تخريب بعض المعالم الأثرية والسياحية المهمة القريبة منه، إضافة إلى صعوبة استثمار مياهه بطريقة جيدة من قبل الأهالي. وقد تم إجراء دراسة من قبل مديرية الخدمات الفنية في محافظة "طرطوس" لوضع حلول هندسية لحل مشكلة النبع، وإضفاء المزيد من الجمالية عليه من جهة، وحماية الطريق وعابريه وما يجاوره من جهة ثانية».

المنطقة تعد سياحية بامتياز؛ لذلك بعد انتهائنا من العمل على المشروع بإمكان بلدية "بانياس"، أو أي مستثمر إنشاء مصيف شعبي لاستثماره، خاصة أن المنطقة تحتوي -إضافة إلى النبع- مدافن حجرية قديمة ترتفع نحو ثلاثة أمتار عنه فقط، ومغارة وإطلالات بحرية وجبلية

ويتابع: «الفكرة هي بناء جدار يقارب عرضه عشرة أمتار، ويفصل النبع عن الطريق، وهذا الجدار عبارة عن كتل بيتونية ضخمة يصل ارتفاعها إلى أربعة أمتار، تتخللها فراغات تسمح بمرور المياه عبرها. إضافة إلى الكتل البيتونية، هناك كتل صخرية ضخمة موجودة أساساً في أراضي المنطقة نفسها، وهذه الصخور والفراغات تسمح بمرور المياه المتدفقة من خلالها أيضاً. كما تم إنجاز عبّارة لمرور المياه، حيث أصبحت مياه النبع الغزير المتدفقة تأخذ شكل شلال؛ وهو ما أضفى المزيد من الجمال على منطقة تعدّ سياحية بامتياز.

الكتل الصخرية الضخمة المستخدمة

وحالياً يمتد الجدار على طول ثمانية عشر متراً، وخلال أشهر الصيف القادم ستتم تكملة الجزء الثاني من المشروع، ليمتد أيضاً إلى ثمانية عشر متراً أخرى. وهنا لا بد من التنبيه إلى أن هذا المشروع لم يتوقف، لكن غزارة مياه النبع في الشتاء حتمت تنفيذه في فصل الصيف حصراً، ولهذا السبب تم تصديق المشروع بسرعة من قبل المحافظة».

أما المراقب الفني العامل في المشروع "حسن محمد"، فقد قال: «يعد هذا الطريق القلب أو الشريان الرئيس للقرية، ومنه تتفرع شبكة من الطرق الفرعية التي تصل حارات قرية "نعمو الجرد" بعضها ببعض، كما أنه يصل إلى المدرستين الابتدائية والإعدادية فيها. والمشكلة تظهر في موسم الأمطار؛ حيث يرتفع منسوب المياه الجوفية للنبع كثيراً ليخرج على شكل نبع فوار تتدفق منه كميات كبيرة من المياه، التي كانت قبل تنفيذ المشروع تمثل تهديداً يتمثل بانهيار الطريق الذي كان في الكثير من الأحيان ينقطع لعدة أيام، فجاء المشروع لينظم جريان المياه ويساهم بتجميع مياه النبع ضمن جرن تم إنجازه أيضاً؛ وهذا سمح للأهالي باستثمار المياه بطريقة أفضل؛ من خلال تركيب المضخات لإيصال المياه إلى بيوتهم وأراضيهم الزراعية. وبعد إنجاز المرحلة الثانية للجدار في الصيف القادم، ستصبح الفائدة من مياه النبع أكبر، وسيساهم في ري مساحات أوسع من الأراضي الزراعية؛ وهذا سينعكس إيجاباً على حياة الأهالي».

تدفق المياه على شكل شلال

ويضيف: «المنطقة تعد سياحية بامتياز؛ لذلك بعد انتهائنا من العمل على المشروع بإمكان بلدية "بانياس"، أو أي مستثمر إنشاء مصيف شعبي لاستثماره، خاصة أن المنطقة تحتوي -إضافة إلى النبع- مدافن حجرية قديمة ترتفع نحو ثلاثة أمتار عنه فقط، ومغارة وإطلالات بحرية وجبلية».

قدم أهالي القرية كل ما يمكن من المساعدة للبدء بتنفيذ المشروع، ومنهم "عبد الكريم سليمان"، الذي قال: «كنا نعاني باستمرار من فيضان مياه النبع شتاءً، حيث تتدفق مياهه بغزارة على كل ما يجاوره، الأمر الذي قد يحدث الضرر بالمزروعات، حتى إنه سيلحق الضرر بالطريق المجاور ويعيق تنقلنا اليومي عليه لأيام متتالية؛ لذلك عندما بدأ العمل بتنفيذ المشروع قمت بتقديم أرضي المجاورة للنبع لفتح طريق مؤقت ليتمكن العمال من إدخال الآليات والبدء بالتنفيذ، ويأتي ذلك من وعينا وإدراكنا إلى أنه سينعكس إيجاباً على سلامتنا وسلامة أولادنا وأرزاقنا، كما أن إجراء التحسينات على النبع ستؤدي إلى زيادة الإنتاج الزراعي، وتحسن من مستوى المعيشة، وتكسب المنطقة مزيداً من الجمال».

المهندس المدني ماهر حسن