وقت طويل مرّ على المريض "عزيز محمد" لم يحصل فيه على أدوية لمرضه المزمن، على الرغم من مراجعة العيادات الشاملة في مدينة "طرطوس"؛ وهو ما أدى إلى معاناة لاقت طريقها إلى الحل في مكان إقامته، وتنتظر الاستكمال.

إن الحاجة الماسة إلى الأدوية وباستمرار دفعت المريض "عزيز محمد" من أهالي ريف مدينة "بانياس" إلى زيارة العيادات الشاملة بجانب "مستشفى الباسل" في مدينة "طرطوس" مرات عدة بهدف الحصول على حبوب السكري والضغط، ومن دون فائدة مرجوة؛ وهو ما أدى إلى معاناته بسبب التكاليف المادية التي يتكبدها باستمرار، وبحسب حديثه لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 28 نيسان 2016، يقول: «في كل زيارة لمركز مدينة "طرطوس"، وفيها العيادات الشاملة المخصصة للحصول على أدوية الأمراض المزمنة، ومنها أدوية السكري والضغط، تكلفني هذه الزيارة ألف ليرة سورية كمصاريف، وهذا كان يتكرر عدة مرات في الشهر الواحد نتيجة عدم توفر الأدوية أو أسباب تخص عمل الموظفين في العيادات، علماً أن راتبي التقاعدي لا يتجاوز 15 ألف ليرة سورية؛ وهو ما أرهقني مادياً وصحياً، وأضطر معها إلى شراء الأدوية من الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة.

تقوم مديرية الصحة بدعم برنامج دفع التكاليف العلاجية من ناحية تأمين الدواء لبعض الأمراض المزمنة في المحافظة، كداء السكري والأمراض القلبية المزمنة وارتفاع التوتر الشرياني، وذلك عبر تكوين لجان طبية موجودة في المناطق الصحية الثماني التابعة للمديرية، حيث تقوم هذه اللجان بتأمين إضبارة مريض منظمة وتوثق فيها الحالة المرضية، وتقوم اللجنة بتقييم حالة المريض الصحية وتثبيت نوعية العلاج له نوعاً وكماً، حيث نؤمن له هذه الأدوية شهرياً ومجاناً، وهي خطوة أولى تتبعها خطوات في طور الاكتمال بنسبة مرتفعة

لكن حالياً ومنذ مدة أحصل عليها من مركز صحي قريب من مكان إقامتي وبسهولة ويسر، بل أجدها تنتظرني لأتسلمها وأحسن وضعي الصحي بها، وهي عملية ستكتمل بعد الانتهاء من الأرشفة الإلكترونية واستلام البطاقات الخاصة بالأمراض المزمنة؛ التي بموجبها سيتم تخصيص دوائي شهرياً».

عزيز محمد

هذه المعاناة كانت شبه شاملة لمرضى الأمراض المزمنة الذين يعتمدون القطاع الصحي العام في عملية الاستشفاء؛ وهو ما كوّن هاجساً لدى المعنيين في "مديرية صحة طرطوس"، وهنا قال الدكتور "أحمد عمار" مدير "مديرية صحة طرطوس": «تقوم مديرية الصحة بدعم برنامج دفع التكاليف العلاجية من ناحية تأمين الدواء لبعض الأمراض المزمنة في المحافظة، كداء السكري والأمراض القلبية المزمنة وارتفاع التوتر الشرياني، وذلك عبر تكوين لجان طبية موجودة في المناطق الصحية الثماني التابعة للمديرية، حيث تقوم هذه اللجان بتأمين إضبارة مريض منظمة وتوثق فيها الحالة المرضية، وتقوم اللجنة بتقييم حالة المريض الصحية وتثبيت نوعية العلاج له نوعاً وكماً، حيث نؤمن له هذه الأدوية شهرياً ومجاناً، وهي خطوة أولى تتبعها خطوات في طور الاكتمال بنسبة مرتفعة».

أما الدكتور "حسان شيحا" رئيس "منطقة بانياس الصحية" فقال: «كانت أدوية الأمراض المزمنة ينحصر منحها للمرضى بمركز مدينة "طرطوس" ضمن العيادات الشاملة التابعة لمديرية الصحة، إضافة إلى عدم وجود منهج موحد لتوزيعها على المرضى على صعيد أرشفة مراحل العمل والتوزيع، لكن مدير الصحة وضع ضمن أولويات عمله بعد جرحى الجيش والقوات الرديفة، إيصال هذه الأدوية إلى أكبر شريحة ممكنة من مستحقيها على صعيد المناطق الصحية الثماني، حيث تم إنشاء عيادات أمراض مزمنة على مستوى المناطق الصحية، ومنها "منطقة بانياس الصحية"، وتأليف لجنة مكونة من طبيب داخلية وطبيبين آخرين عامين، لأرشفة المرضى والتحقق من ثبوتيات الوصفة والتحاليل الطبية الموجودة بحوزتهم، وفتح إضبارة جديدة، ومنح المريض بطاقة خاصة للأمراض المزمنة للحصول على أدويته المتوفرة كل شهر، وهذه كانت مرحلة من المراحل المتعددة، وبرأيي حققت الأهداف المنشودة منها، وهي توفير الجهد والمال على المريض. أما المرحلة الثانية، فكانت بنقل توزيع الأدوية من المناطق الصحية إلى المراكز الصحية في كل قرية وكل حي، أي الأقرب إلى منزل المريض».

الدكتور حسان شيحا