لم تعد تتوافر محروقات التدفئة في ظل الأزمة كما السابق بالنسبة لسكان المناطق الباردة، حيث عانوا سوء توزيع المادة وتدخل تجار السوق السوداء، لكنهم الآن يتمتعون بمستحقاتهم ضامنين وفرة للأيام الباردة القادمة.

في الموسم الشتوي الماضي لم يتمكن رب الأسرة "منذر محمد" من تأمين المحروقات الشتوية الكافية لمنزله، وهذا سبب له معاناة مع المرض، وهنا قال: «في منطقتنا "سهل عكار" تجتاحنا في فصل الشتاء موجات برد قاسية، لذلك نحاول مع نهاية كل فصل صيف تأمين مادة المازوت اللازمة للتدفئة، لكن سوء عمليات التوزيع ونقص المادة في الموسم الشتوي السابق أبعدت عنا الدفء، لا بل جلبت لنا الأمراض الشتوية كالكريب وبعض الالتهابات، وهذا كان حال أغلب الناس من ذوي الدخل المحدود، لكن سواهم من أصحاب الأموال أمّنوا محروقاتهم الشتوية "المازوت" من تجار السوق السوداء، وبأسعار مرتفعة جداً لا نقدر على دفعها».

موجات البرد ونقص مادة المازوت لدي، أثّرت بمحصولي الزراعي الذي اعتمدت فيه عمليات تدفئة تقليدية؛ وهو ما دفعني إلى التحديث وتركيب شبكات رذاذ تقيني ضرر موجات الصقيع

ويتابع: «موجات البرد ونقص مادة المازوت لدي، أثّرت بمحصولي الزراعي الذي اعتمدت فيه عمليات تدفئة تقليدية؛ وهو ما دفعني إلى التحديث وتركيب شبكات رذاذ تقيني ضرر موجات الصقيع».

التشكيلي علي حمدان

التشكيلي "علي حمدان" من قرية "عين القضيب" في منطقة "القدموس"، أحد المستفيدين من عمليات توزيع المحروقات الشتوية هذا العام، قال: «في كل موسم شتوي أحتاج إلى ما يزيد على 2000 لتر من مادة المازوت، لتدفئة منزلي ومنع الأمراض الشتوية عن أبنائي، وعليه كنت أشتري الكمية المطلوبة من تجار لا علاقة لهم بالأمر، بل هم تجار السوق السوداء، وبالأسعار التي يفرضونها، والمرتفعة جداً عن السعر الحقيقي أو الرسمي المحدد من قبل الجهات المعنية؛ وهو ما أدى إلى معاناة حقيقية لي ولجميع أبناء قريتي المحتاجين إلى هذه المادة، وهذا دفع بعضهم إلى التوجه نحو التدفئة على الحطب ليس بحثاً عن الوفرة المادية، لأنها غير محققة، بل بحثاً عن الاستدامة».

ويضيف: «في هذا الموسم الشتوي لم تكن المعاناة كالموسم السابق، لأن مادة المازوت كانت متوافرة وبكثرة على الرغم من ارتفاع سعرها؛ وذلك نتيجة آلية توزيع حكومية بدأت مبكرة مع نهاية فصل الصيف تقريباً، أي إننا في هذا الموسم الشتوي لم تنلنا الأمراض أو موجات البرد داخل منازلنا».

الأستاذ يوسف حسن

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" مع "يوسف حسن" رئيس شعبة "التجارة الداخلية وحماية المستهلك" في منطقتي "القدموس" و"بانياس"، بتاريخ 9 شباط 2016، أكد أن مشكلة توفر وتوزيع مادة المازوت المخصصة للتدفئة عولجت في الموسم الشتوي الحالي 2015-2016، وتابع قائلاً: «منذ بداية شهر آب عام 2015، كوّنت لجان أهلية ومجتمعية في كل تجمع سكان وقروي، مهمتها القيام بعمليات توزيع مادة المازوت على المنازل في كل قرية، وفق جداول تحوي أسماء منظمة بدقة، وبدأت عمليات التوزيع قبل مواعيدها وقبل أن ندخل في فصل الشتاء الفعلي، وذلك انطلاقاً من الريف البعيد الأكثر برودة مثل: "جرد القدموس"، و"جرد بانياس - العنازة"، وصولاً إلى مراكز المدن، وهذا ينطبق على جميع مناطق المحافظة وريفها؛ وهو ما يعني أننا بدأنا حل أزمة المحروقات الشتوية».

وأضاف: «تداركاً لأي أخطاء، ومنعاً لحدوث إرباكات خلال عمليات توزيع المحروقات الشتوية "المازوت"، وبتوجيهات من السيد المحافظ، وعلى مستوى المناطق، وخاصة منها البعيدة عن مركز المدينة؛ تمت الاستفادة من الكميات الواردة إلى هذه المناطق، باعتبار أن كل منطقة كانت تتغذى يومياً من المادة عبر محطات المحروقات الموجودة فيها، فالكمية الفائضة فيها ومنذ الشهر السادس حاولنا الاستفادة منها وتحويلها مهما كانت بسيطة للتدفئة، وذلك بالتعاون مع مجالس البلدات والمدن الموجودة فيها؛ وهو ما أدى إلى حركة نشطة مع بداية شهر آب 2015 بتوزيع مادة المازوت الخاصة بالتدفئة وصولاً إلى موسم الشتاء 2016، حيث وكانت نسب التوزيع مئة بالمئة، ولم تعد هناك مشكلة محروقات شتوية».

نجاح العمل كان على مراحل، وهنا أضاف: «كانت عملية التوزيع بالنسبة للكميات على مراحل ودفعات، لنتمكن من تغطية جميع المناطق وبسرعة قبل إقبال فصل الشتاء، وبذلك نؤمن مخزوناً أولياً للأسرة، ريثما يطولها الدور الثاني للحصول على كامل الكمية المخصصة لها، إضافة إلى ناحية مهمة جداً وهي توريد مادة المازوت لذوي الشهداء والجرحى بأجور نقل مدفوعة من قبل أمانة المحافظة، حيث خصصت لكل أسرة نحو 200 ليتر».