سد "الدريكيش" الذي وجد لغايات الشرب قدم أيضاً خدمات كثيرة للمنطقة المحيطة به، من جمال المنظر إلى خصوبة التربة، وصولاً إلى استجلاب خدمات كثيرة من أجل السد، خدمت بدورها شريحة واسعة من أصحاب الأراضي المجاورة له.

حول هذا الموضوع يتحدث لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 27 شباط 2015، الشاب "علي يوسف" من أصحاب الأراضي الملاصقة للسد، فيقول: «أخذ السد مساحة من الأراضي المحيطة بالنهر، ومنها أراضينا، وباعتقادي أفاد الأراضي المحيطة كثيراً، سواء لغايات قريبة تتمثل بغمر الأراضي المحيطة لعدة أيام؛ وهو ما يقدم للأراضي خصوبة مضاعفة فيما لو أردنا استثمارها لغير الزيتون، وغايات بعيدة تتعلق بجمال المنظر وإمكانية استثمار أراضينا في قطاع السياحة، من جهة أخرى يختزن هذا السد ذكريات طفولتنا يوم كان قعره مملوءاً بالأشجار والحياة بجميع أشكالها؛ حيث كنا نقضي أوقاتنا بجانب النهر نسبح ونصطاد ونرعى مواشينا».

لا يختلف اثنان بشأن أهمية "سد الدريكيش" فقد جلب الخير إلى المنطقة بجميع الظروف، لكن تبقى فكرة استثماره بالطريقة الأمثل، سواء كان ذلك للشرب، أو لري الأراضي المجاورة، أو كاستخدام سياحي بالغ الأهمية، وصولاً إلى تغذية المياه الجوفية، وهو ما يتطلب خطة عمل كاملة من جميع الجهات المسؤولة عنه، للاستفادة من كافة مزايا السد وإمكانياته

ويتابع: «لا يختلف اثنان بشأن أهمية "سد الدريكيش" فقد جلب الخير إلى المنطقة بجميع الظروف، لكن تبقى فكرة استثماره بالطريقة الأمثل، سواء كان ذلك للشرب، أو لري الأراضي المجاورة، أو كاستخدام سياحي بالغ الأهمية، وصولاً إلى تغذية المياه الجوفية، وهو ما يتطلب خطة عمل كاملة من جميع الجهات المسؤولة عنه، للاستفادة من كافة مزايا السد وإمكانياته».

الأستاذ "سمير أسعد" رئيس بلدية "جنينة رسلان" يقول: «حقق سد "الدريكيش" فوائد كبيرة تنوعت بين رفد مياه الشرب بموارد جديدة، وتجميل المنطقة المحيطة به، وصولاً إلى فوائد كبيرة متمثلة بتغذية المياه الجوفية، إضافة إلى مسألة مهمة تتعلق بإمكانية بناء سدود أخرى اعتماداً على هذا السد وتنظيمه للمياه الواردة إليه.

لقد أحسسنا بالنسبة إلينا في منطقة "جنينة رسلان" كمن ينتظر مولوداً جديداً لمدة 15 عاماً، حيث يقدم السد نقلة نوعية في المجال السياحي لمناطق واسعة محيطة به، ولمدينة "الدريكيش" عموماً».

يضيف في ذات السياق: «هو سد ركامي قليل التكلفة، بني بمواصفات جيدة جداً، يعطي تغذية باطنية للينابيع الجوفية تبلغ 23 مليون متر مكعب، عدا سعته التخزينية البالغة 6 مليون متر مكعب، والسد مبني على نهر قيس الذي يمثل أحد روافد نهر حصين البحر، حيث تبلغ موارده المائية 76 مليون متر مكعب، حيث تبلغ كمية هطول الأمطار في مناطقنا 1200مم، ورغم تعثر بناء السد لمدة من الزمن إلا أنه تم بنجاح وبدأ فعلياً تحقيق غاياته الأساسية».

كما التقينا "فرحات علي" مساعد مهندس في الموارد المائية في "طرطوس"؛ الذي أغنى الحديث عن "سد الدريكيش" بمعلومات مهمة قال فيها: «يعد مشروع سد "الدريكيش" من تنفيذ الموارد المائية في "طرطوس"، عبر شركة المشاريع المائية، وهو مخصص لمياه الشرب وليس للري، ويسمى الحبس الأعلى "لسد الحصين"، وهو سد صغير على أحد روافد نهر الحصين بسعة 6 مليون متر مكعب، مغذٍّ لسد الحصين المتوقع أن يحبس 52 مليون متر مكعب، ويهدف في دراسة الجدوى الخاصة به إلى تحقيق الأمن المائي لـ"دمشق"، في حين تحقق هذه السدود الصغيرة "سد الدريكيش" وغيره من سدود الحبس الأعلى الأمن المائي لمنطقة الساحل السوري، وهذه السدود مهما بلغت تكلفتها فهي حاجة ماسة تضعها الدولة كأولوية للحفاظ على كل قطرة ماء تهطل سواء كانت السدود كبيرة أم صغيرة.

مع رئيس بلدية جنينة رسلان سمير أسعد

يعدّ "سد الدريكيش" ركامياً تم بناؤه من "البالست"، وعلى وجهه الأمامي من جهة الماء معزول بشاشة إسفلتية كاتمة للمياه، وهو مدعم بستار إسمنتي لربط الأساسات "بالشاشة الإسفلتية"، وهو آمن للغاية -بعكس ما قيل عنه- مقارنة مع "سد زيزون" الغضاري الذي انحلت تربته مع الماء وانهار، كما أنه متابع بوجه دوري ومستمر، وسيتم إنشاء قنوات جانبية لمعالجة التسرب الذي قد يضغط على جسم السد».