عقود مرت على تجهيز خط جر المياه الأول لمنطقة "القدموس" من دون فائدة، فأضحى اسم قراها "العطشى"، وجاء خط الجر الثاني المنفذ دون المستوى المطلوب، ليكون الحل خط توتر خارج التقني.

فمشروع جر المياه من مدينة "بانياس" إلى منطقة "القدموس"، قيم بخطيه الأول والثاني، بحسب وصف المهندس "قيس صالح" من أهالي وسكان "القدموس"، ولكن خط جر المياه الثاني هو القيمة المضافة بمجمل العمل، لأنه جعله يتمتع بالمياه بعد سنوات عجاف، على خلاف خط الجر الأول، وهنا قال: «خط جر المياه الثاني قلل فترة تقنين المياه من حوالي الشهر إلى ستة أيام في المدينة، لأن غزارته عالية، بفضل الآبار المتعددة التي يضخ منها في مدينة "بانياس"، وهنا يلعب الدور الأساسي بالوفرة التقنين الكهربائي الذي بدأت ظلاله تتهدل علينا مع دخول الأزمة الكونية إلى بلادي، أي بعد انتهاء مشكلة قلة المياه جاءت مشكلة ضعف وفرة الكهرباء، لزوم وصول المياه إلى منازلنا عبر خمس محطات ضخ مستمرة بالعمل طالما الكهرباء متوافرة».

تأتي أهمية هذا الخط من وجود قرى عطشى في منطقة "القدموس"، وهي تعاني من قلة المياه منذ عشرات السنين رغم وجود خط جر مياه أول يصل إليها ولكنه لا يفي بالغرض، وقد تم تنفيذ هذا الخط بمساعدة بعض المنظمات المانحة، وذلك بتأمين التجهيزات الكهربائية والميكانيكية، ووضعه بالاستثمار بعد التعثر مدة من الزمن

وفي حديث للمهندس "ماهر ديبو" من وحدة مياه "القدموس" قال: «خط جر المياه الأول كان يغذي القرى المجاورة له على امتداده من المنبع إلى المصب، أي إن القرى البعيدة عن مواقع وجوده لم تتمكن من شرب المياه، فسميت القرى العطشى، ومن هنا جاءت أهمية تنفيذ خط جر المياه الثاني، لأنه غذى مركز المدينة والقرى الريفية الجردية في شمالي "القدموس" وشرقها، ومن هذه القرى: "الشعرة"، و"تلة"، و"كاف الجاع"، و"بشراغي"، و"السلورية"، حيث غزاها بحوالي 350 متراً مكعباً في كل ساعة ضخ متكاملة دون انقطاع التيار الكهربائي عن المحطات الخمس المسؤولة عن تمرير المياه من المنبع إلى خزانات "المولى حسن" كموقع جغرافي، وهو ما انعكس على نظام تقنين المياه إيجاباً، فأضحت القرى الجردية تشرب المياه كل أسبوعين تقريباً».

خط الجر الثاني خلال أعمال الإنشاء

وفي لقاء مدونة وطن "eSyria" بتاريخ 5 نيسان 2015، مع المهندس "سالم معلا" عضو المكتب التنفيذي المختص بقطاع الإسكان والبنى التحتية، قال عن واقع خط الجر الثاني الحلم الذي طال انتظاره: «لقد تم استثمار خط جر المياه الثاني خلال الربع الأخير من عام 2014، نظراً للحاجة الماسة إليه في منطقة "جرد القدموس"، حيث كان موضوعاً في سلم الأولويات الاستراتيجية لإرواء منطقة "جرد القدموس" بجميع قراها وحتى المدينة.

ويمكن لهذا الخط إذا توافرت الإمكانيات اللازمة من طاقة كهربائية ومحروقات "مازوت" أن يؤمن في الساعة الواحدة ما قيمته حوالي 350 متراً مكعباً لمنطقة "القدموس" وكافة القرى التي كانت مصنفة من القرى العطشى.

المهندس سالم معلا

ولكن بسبب الظروف الحالية التي أثرت في كميات الوقود الخاصة بمجموعات التوليد، والتخريب الممنهج للمنظومة الكهربائية؛ لا يمكن الحكم على هذا المشروع بالنجاح أو الفشل، مع العلم أن المياه قد وصلت إلى خزان "المولى حسن" في منطقة "القدموس" وبغزارة كبيرة، وإن جزءاً من المحتاجين لهذه المياه حتى الآن لم يتقدموا برسم اشتراك لـ"وحدة مياه القدموس"، مع العلم أن مؤسسة المياه في المحافظة قد أرسلت حوالي 1200 عداد مياه للوحدة التابعة لها في "القدموس"، ووضعتهم تحت جاهزية التصرف للمواطنين المبادرين بالتسجيل».

وبتعقيب صغير لحديثه قال المهندس "سالم" عن أهمية هذا المشروع: «تأتي أهمية هذا الخط من وجود قرى عطشى في منطقة "القدموس"، وهي تعاني من قلة المياه منذ عشرات السنين رغم وجود خط جر مياه أول يصل إليها ولكنه لا يفي بالغرض، وقد تم تنفيذ هذا الخط بمساعدة بعض المنظمات المانحة، وذلك بتأمين التجهيزات الكهربائية والميكانيكية، ووضعه بالاستثمار بعد التعثر مدة من الزمن».

إحدى محطات الضخ

ويتابع بالقول: «تصل ساعات التقنين الكهربائي إلى حوالي ست عشرة ساعة في اليوم، وهذا الأمر يمنع وصول الماء من "بانياس" إلى "القدموس" خلال المدة القصيرة لوجود التيار الكهربائي، حيث يوجد خمس محطات على هذا الخط، ولوصول المياه إلى "القدموس" يجب أن يستمر التيار الكهربائي من المحطة الأولى وحتى الخامسة، ونحن حالياً نسعى جاهدين لتنفيذ خط توتر كهربائي مستقل يغذي محطات الضخ بمعزل عن التقنين اليومي».