ارتفاع أسعار المازوت والتأخر عن توزيع الدعم كان السبب الرئيسي للبحث عن بدائل أخرى تؤمن الدفء في ليالي الشتاء الباردة، وأتى الحل بسيطا فعالا ودون تكلفة مادية تذكر، إن كنتم تريدون معرفة الطريقة فرافقونا إلى محطتنا الأولى قرية "سربيون" حيث التقينا فيها السيدة "فاطمة أحمد" التي قالت:

«للأسف لم نتمكن من تركيب مدفأة المازوت نظرا لارتفاع سعره وعدم قدرتنا على تحمل أعبائه المادية لذلك اتفقت مع زوجي على تركيب مدفأة الحطب القديمة التي كانت سائدة في فترة الخمسينيات من القرن الماضي وكادت تصبح من التراث لولا الحاجة لها الآن وبالفعل قمنا بتركيبها في منزلنا وأقوم كل أسبوع بالذهاب للبرية لجلب أعواد الحطب اليابسة وهناك أيضا "العرجوم" وهو "تمز" الزيتون الباقي بعد عصره ويصلح كبديل من الحطب، والمدفأة جيدة وتشابه مدفأة المازوت مع فارق السعر».

إن سعر البقايا الخشبية زهيد مقارنة بالمازوت حيث إن الطن منه يبلغ سعره ألف ليرة سورية ويكفي للتدفئة مدة شهرين وأكثر وهو لا يقارن مع المازوت ماديا واليوم بات الطلب عليه كثيرا جدا فالجميع يستخدمون مدفأة الحطب

وتوافقها السيدة "سوسن عبد الكريم" التي قالت: «لقد عدنا إلى أيام زمان مع جارتي "فاطمة" فقد شجعت كل نساء القرية على الفكرة فما كان منا إلا أن أخرجنا مدافئ الحطب القديمة ونظفناها لنعيد تركيبها من جديد حتى إنني حصلت على واحدة من أمي وأستطيع أن أقول لكم إن عمر مدفأتي أكثر من عشرة أعوام ومع ذلك فأنا أستخدمها وصدقوني هي أفضل بكثير من مدفأة المازوت وتدفئ الغرفة بشكل أكبر وهي آمنة ولا تحتاج إلا إلى وضع الحطب فيها كل نصف ساعة ولا تنسوا أن المدافئ الكهربائية مكلفة أيضا ولا نستطيع تشغيلها بشكل دائم».

السهرات المسائية مع مدفأة الحطب

وفي حديث عن مدفأة الحطب في الماضي ومراحل تطورها تقول الجدة "ابتسام عبد الغني": «في البداية كانت المدفأة عبارة عن نار موقدة على صفيحة معدنية قديمة ثم تطورت لتصبح الصفيحة المعدنية منقلا مثل المستخدم للشواء وبعد ذلك رأيناها في الأسواق على الشكل المعروفة به حاليا وبصراحة أنا سعيدة لأن الناس عادت إليها فهي كثيرة الاستخدامات بإمكانكم الطبخ عليها وشيّ "البطاطا" و"البازنجان" وإعداد مختلف أنواع الأطعمة إضافة إلى الدفء الجميل المنبعث منها».

محطتنا الثانية كانت في قرية "الدي" التابعة "للقدموس" وفيها التقينا السيد "معين محمد" الذي قال: «بصراحة لا أستطيع شراء المازوت فقريتنا باردة جدا وتتساقط فيها الثلوج ولذلك فقد عدنا إلى القديم باستخدام مدفأة الحطب الذي نحضره من الطبيعة وفي أحيان أخرى نشتريه من المنشرة بسعر زهيد مقارنة بالمازوت أو نستخدم "العرجوم"».

أخشاب التدفأة

وعندما توجهنا إلى منشرة السيد "حميد مسعود" في صناعة "طرطوس" نسأله عن أسعار الخشب الصالح للتدفئة قال: «إن سعر البقايا الخشبية زهيد مقارنة بالمازوت حيث إن الطن منه يبلغ سعره ألف ليرة سورية ويكفي للتدفئة مدة شهرين وأكثر وهو لا يقارن مع المازوت ماديا واليوم بات الطلب عليه كثيرا جدا فالجميع يستخدمون مدفأة الحطب».

ابتسام عبد الغني