مليون وعشرة آلاف طن من الحمضيات هو ما تشير إليه التقديرات الأولية لموسم عام 2008/2009، حيث تحتل سورية المركز الثالث بين الدول العربية والسابع على مستوى دول البحر المتوسط في مجال إنتاج الحمضيات، ويتميز المنتج السوري بخلوه من الأثر المتبقي للمبيدات إذ أنه يعتمد بشكل كامل على المكافحة الحيوية، ويبلغ إنتاج "طرطوس 180ألف طن، والباقي في اللاذقية حيث يبلغ عدد الأشجار الكلي 12مليون شجرة؛ المثمر منها (10.5) ملايين شجرة ومساحة الأراضي المزروعة بالحمضيات في الساحل 36 ألف هكتار.

ونلاحظ في كل موسم أزمات التسويق التي يمر بها هذا المنتج والخسائر التي يتعرض لها الفلاحون بسبب غياب الخطط والإجراءات اللازمة لتسويق هذه المادة داخلياً وخارجياً ومع بداية موسم 2008نجد أنه لابد من التوقف عند هذه الزراعة وأنواع المنتجات التي تقدمها ونوضح المقترحات التي قدمتها الجهات المعنية بتسويق المادة وزراعتها بهدف منع أزمة التسويق أو التخفيف من آثارها السلبية على الفلاح إضافة إلى الآليات اللازمة لتطوير هذه الزراعة كماً وكيفاً.

لابد لتطوير زراعة الحمضيات في الساحل السوري من توعية الإخوة المزارعين إلى أهمية الفرز والتوضيب الجيد الذي يظهر المحصول بالشكل اللائق والذي يحقق رغبة السوق والمستهلك والمنافسة

وللتعرف على مقترحات الجهات المعنية بتسويق هذه المادة سجل eTartus بتاريخ20/10/2008 عدة لقاءات وأولها مع المهندس"حمزة إسماعيل" مدير زراعة طرطوس الذي قال: «لابد من إلزام شركة الخزن والتسويق بامتصاص الفائض من الإنتاج في مرحلة الإنتاج الأعظمي وبأسعار مشجعة والعمل على إيجاد أسواق خارجية لتصدير الفائض وتشجيع المصدرين وذلك من خلال إصدار قوانين تخدم التصدير والتسويق، والعمل على إنشاء معامل عصير وتجفيف في المحافظة وذلك لامتصاص فائض الإنتاج، والمحافظة على أسعار جيدة للمزارع تحقق له الربح، ومراقبة الإنتاج من قبل الدولة عند وصوله إلى أسواق الهال (الجملة) لمنع الاحتكار، والتحكم بالأسعار من قبل السماسرة، ودراسة تكلفة إنتاج الكيلو غرام من الحمضيات ووضع السعر بحيث تحقق هامش ربح جيد للمزارع». ويضيف السيد مدير الزراعة: «لابد لتطوير زراعة الحمضيات في الساحل السوري من توعية الإخوة المزارعين إلى أهمية الفرز والتوضيب الجيد الذي يظهر المحصول بالشكل اللائق والذي يحقق رغبة السوق والمستهلك والمنافسة».

ويوضح السيد "لؤي محمد" رئيس اتحاد فلاحي المحافظة أن أبرز الصعوبات التي تواجه هذه الزراعة تتمثل «بارتفاع تكاليف الإنتاج ولاسيما بعد زيادة أسعار المحروقات، وفي فوضى التسويق لعدم وجود إستراتيجية زراعية تراعي كمية الإنتاج وأساليب تسويقه، لذلك لابد من اعتبار محصول الحمضيات من المحاصيل الإستراتيجية وإلزام المؤسسات والشركات العامة باستجرار كميات من الحمضيات لتحقيق توازن في الأسعار للمنتجين، وعدم تعرضهم لخسائر مادية إضافة إلى توجيه وسائل الإعلام المختلفة بتوعية المواطنين باستهلاك ثمار الحمضيات وعصائرها نظراً لفوائدها الصحية والغذائية، وتشجيع ودعم إقامة معامل لعصير الحمضيات لتغطية السوق المحلية، والاستغناء عن استيراد مكثفات العصائر لجميع الأنواع حماية لإنتاج الحمضيات السورية وضرورة أن تساهم الدولة في إيجاد أسطول بحري يحمل كل وسائل التخزين وحفظ الحمضيات إلى الأسواق الخارجية، وإعفاء الصادرات الزراعية من تعهد التصدير لدى المصرف التجاري السوري والاستفادة من الميزة النسبية التي منحت لسورية في مجال الحمضيات من خلال منطقة التجارة الحرة العربية، وإنشاء صندوق دعم الصادرات».

وترى مجموعة الفعاليات الاقتصادية في المحافظة متمثلة بالسيد " وهيب مرعي " رئيس غرفة تجارة وصناعة "طرطوس" أهمية حماية هذا الإنتاج الاستراتيجي لكل أبناء الساحل ولاقتصاد الوطن كون سورية دولة مصدرة حالياً للمادة التي كانت تستوردها سابقاً حيث يقول السيد "مرعي":

حمزة اسماعيل

«نتيجة لتدني أسعار الحمضيات والبندورة المحمية فيما مضى أصدرت الجهات المعنية في سورية العديد من القرارات التي تشجع على التصدير وهذا مادفع التجار للتحرك لإيجاد أسواق تصريف خارجية لهذه المنتجات وقد وصل الإنتاج السوري من الحمضيات والبندورة المحمية إلى الكثير من دول العالم وهذا ما أدى إلى تحسن الأسعار ودفع المنتجين لتحديث زراعتهم لإنتاج الأصناف المطلوبة عالمياً لكن قرارات منع التصدير التي صدرت منذ مدة بحجة ارتفاع أسعار المواد في السوق المحلية أثّرت سلباً على هذا الإنتاج».

ويضيف السيد "مرعي": «لتحسين واقع هذه الزراعة الهامة والحيوية لابد من إنتاج الغراس الجيدة ذات الجدوى الاقتصادية والتي يصل إنتاجها للتصدير، والسماح بتصدير الإنتاج وفق ضوابط وحث القطاع الخاص على فتح أسواق خارجية لأن أي تأخير أو تقصير في تصدير إنتاجنا سيؤدي إلى تراجعه وخروجنا من الأسواق التي استطعنا تأمينها في الخارج».

لؤي محمد

يشار إلى أن إنتاج الحمضيات في الساحل السوري يتوزع لعدة أصناف وهي: مجموعة الحامض "ماير- متنوع" إنتاجها 126ألف طن، ويمتد لكامل أشهر السنة، ومجموعة البرتقال "مائدة وعصرية" إنتاجها 635ألف طن، ومجموعة "اليوسفي" "ساتسوما وهجائن مبكرة ومتأخرة" إنتاجها 210آلاف طن، ومجموعة "الكريب فروت" (أصناف عصرية) إنتاجها 34600 طن.