تحوّل الموقع الجغرافي الصغير المجاور للبحر والتابع لبلدة "الروضة" في منطقة "الخرب الأوسط"، من حي محدود الإمكانيات إلى رئة اقتصادية نشطة بالاستثمار السياحي على مستوى المنطقة بالكامل، وكان السبب في ذلك يعود لفتاة تدعى "سيتا".

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 16 آب 2020 "كفر سيتا" التي اشتهرت على مستوى "سورية" بالسياحة الشعبية بعد أن تحولت من مكان زراعي لعصب سياحي رافد للعجلة الاقتصادية، وتحدثت إلى المستثمر السياحي "سامر بشارة" من أهالي وسكان المنطقة، ليطلعنا بداية على الموقع الجغرافي، حيث قال: «كان يطلق على هذا المكان اسم "الصنيد"، ومصنف بهذا الاسم في السجلات العقارية، وهو يتبع لبلدية "الروضة" ويبعد عنها حوالي ثمانية كيلومترات فقط، وهو مجاور للبحر بشكل مباشر، ويتميز بالشط الرملي الجميل جداً والنظيف، حيث يبدأ من مجمع "الرمال الذهبية" جنوباً، وحتى موقع "أسرة الإيخاء السورية" أولى المنشآت المعمارية التي تهتم بالمعوقين على مستوى البلاد، وكان له الفضل في تحول المنطقة من منطقة زراعية إلى منطقة سياحية بالكامل مع الاعتماد على الزراعة.

شاغلو المنطقة هنا من أهالي قرية "الروضة"، ومعظمهم يعمل بالزراعة المحمية وبمختلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى البعض الذين عملوا بمجال الاستثمار السياحي، فأسسوا ثلاثة منتجعات سياحية كانت كفيلة بتحول المنطقة بالكامل إلى رئة سياحية ترفد العجلة الاقتصادية بموارد هامة وتؤمن فرص عمل لمئات الشبان، وكذلك البعض من أصحاب الأملاك هنا استثمر الموقع القريب من البحر بإنشاء شاليهات سياحية بيعت لمواطنين من مختلف المحافظات السورية، حيث أصبح هذا الموقع الصغير أشبه بـ"سورية" الصغرى، علماً أنه لا يتجاوز كمساحة /4000/ متر مربع. كما أنه يوجد حوالي 100 دنم أوقاف لكنيسة "الروضة" الأرثوذكسية مؤجرة بأجور رمزية للمزارعين للعمل بها وتأمين موارد دخل زراعية تتشارك مع دورة الحياة الزراعية النشطة فيها

في الغالب لا يوجد مقيمون في المنطقة خارج أوقات الصيف، بل توجد مزارع للبيوت المحمية فقط، ولكن في الصيف تختلف الحياة هنا عن فصل الشتاء، حيث تعج بالحياة على مدار الساعة نتيجة وجود المنشآت السياحية لأبناء المنطقة، والشاليهات الخاصة المملوكة لأشخاص من مختلف المحافظات.

كفر سيتا

وكان يطلق على المنطقة -في السابق- ضمن إحدى الروايات الشعبية اسم شاطئ "نبع أبو نعمة"، وذلك نتيجة وجود شخص يقال أنه كان يسكن هنا ويطلق عليه اسم "أبو نعمة"، أما بالنسبة لتسمية النبع المرافقة للاسم الكامل، فيقال إنه كان يوجد نبع مياه عذبة متفجر ضمن مياه البحر، مقابل المكان الذي استقر فيه هذا الرجل الذي كان يعمل ببيع الجبس المنتج من أرضه الزراعية التي يشغلها من أملاك الكنيسة الوقفية».

ويتابع: «شاغلو المنطقة هنا من أهالي قرية "الروضة"، ومعظمهم يعمل بالزراعة المحمية وبمختلف المحاصيل الزراعية، إضافة إلى البعض الذين عملوا بمجال الاستثمار السياحي، فأسسوا ثلاثة منتجعات سياحية كانت كفيلة بتحول المنطقة بالكامل إلى رئة سياحية ترفد العجلة الاقتصادية بموارد هامة وتؤمن فرص عمل لمئات الشبان، وكذلك البعض من أصحاب الأملاك هنا استثمر الموقع القريب من البحر بإنشاء شاليهات سياحية بيعت لمواطنين من مختلف المحافظات السورية، حيث أصبح هذا الموقع الصغير أشبه بـ"سورية" الصغرى، علماً أنه لا يتجاوز كمساحة /4000/ متر مربع.

جانب من كفر سيتا

كما أنه يوجد حوالي 100 دنم أوقاف لكنيسة "الروضة" الأرثوذكسية مؤجرة بأجور رمزية للمزارعين للعمل بها وتأمين موارد دخل زراعية تتشارك مع دورة الحياة الزراعية النشطة فيها».

وفي لقاء مع الأب "خليل عرار" المسؤول عن مقر "أسرة الإيخاء السورية" أو ما يعرف حالياً بـ"كفر سيتا" الذي منح الموقع الاسم العام، قال: «أسس لأسرة الإيخاء السورية في هذا الموقع البحري الجميل جداً الأب "بولس سليمان" عام 1990، وكان التأسيس نتيجة الحاجة لتقديم الخدمات الصحية والاستشفائية للمعوقين بمياه البحر، وخاصة منهم حالات الشلل، وكان التفكير بهذا المكان نتيجة القرب من البحر والشاطئ الرملي النظيف، حيث بنى ما عرف باسم القرية أو "كفر"، ومن ثم تطورت المنطقة لتصبح رئة سياحية هامة على مستوى البلاد، كما كان له الفضل في تخديم المنطقة بالبنى التحتية.

موقع كفر سيتا على الخريطة

أمام بالنسبة للتسمية فقد تطوعت فتاة للعمل ضمن الأسرة في محافظة "حلب"، وكان اسمها "سيتا"، وخلال عملها قدمت عينيها لأحد المرضى هنا، ونتيجة هذا العطاء النبيل أطلق الأب "بولس" اسمها على القرية ليصبح اسمها "سيتا" أو "كفر سيتا"، وما يزال يستقل هذا المكان الصغير الفقراء والمعوقين من مختلف المحافظات، علماً أنه تحول من مكان زراعي إلى سياحي بامتياز».