على الرغم من الطبيعة الجبلية للقرية وتنوّع المظاهر الطبيعية والتضريسية واحتوائها على العديد من الكشوف الأثرية، ونهرها دائم الجريان الذي يعدُّ وجهةً سياحيةً لأهالي المناطق المجاورة والساحل بشكلٍ عام، إلا أنّ القرية تعاني نقصاً كبيراً في أكثر الخدمات أهميةً.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 3 تموز 2020 "ربيع شعبان" من أهالي قرية "جويتي" ليحدثنا عن الموقع فقال: «هي من القرى التابعة لناحية "حمام واصل"، تقع في الجهة الجنوبية منها، وتبعد عنها مسافة ثلاثة كيلو مترات فقط، تحيط بها من مختلف جهاتها مجموعة من القرى، فمن جهة الشمال "حمام واصل"، ومن الغرب قرية "المروية"، وكل من قريتي "بسطريام" و"الشماميس" من جهة الشرق، و"عقر زيتي" و"قلعة الكهف" من جهة الجنوب، وهذه القرى جميعها تابعة لمنطقة "الشيخ بدر" التي يفصلنا عنها وادي عميق يمر عبره نهر غزير دائم الجريان، وتختلف تسميته بحسب المنطقة التي يمر بها، ومن تسمياته نهر "بيت صافي" و"النطاف" نسبةً لمغارة "النطاف"، و"السوادين" نسبةً لنبع غزير يغذي مجموعةً من القرى، أما أبرز عائلات القرية فهي بيت "نظامي"، "ميهوب"، "حسون"، "الخشبة"، "نزهة" و"مرجان"، والحارات فيها تحمل أسماء العائلات نفسها، وبشكل عام يعتمد السكان في معيشتهم على بعض أنواع الزراعات، وهي زراعات بعلية في معظمها، إلى جانب بعض الأعمال الحرة، أما المواشي فعددها قليل جداً، ومن أبرز حاصلات القرية الزراعية التبغ والزيتون والحبوب بأنواعها، أيضاً بعض أصناف الأشجار المثمرة كاللوز والرمان والتين والكرمة».

قديماً كانت القرية مملوكةً من قبل الإقطاع في منطقة "القدموس"، وفي تسعينيات القرن الماضي تم شراء الأراضي من قبل الأهالي لتصبح من ملكياتهم بشكل رسمي، والآن هي تابعة للجمعية الفلاحية بقرية "المروية"، وفي أعلى قريتنا شير صخري ومغارة تدعى مغارة "الشويطة"، وهي مطلة على قلعة "الكهف"، كما أن القرية تتموضع على سفح جبلي، أما أراضيها فتأخذ شكل مدرجات جبلية قليلة المساحة، يميزها وجود بعض الغابات على أطرافها، منها غابات طبيعية تكثر فيها أشجار السنديان والقطلب، إلى جانب أنواع متعددة من النباتات البرية، وهناك غابات مشجرة بأشجار الصنوبر، لكن للأسف وبسبب حاجة الأهالي للتدفئة في أيام البرد الشديد الذي فرضه الموقع، يعمد بعض الناس لقطع الأشجار، فحاجة الأسرة الواحدة من مادة المازوت لا تقل عن ألف ليتر سنوياً، وهي كمية صعبة التأمين، أيضاً من أسباب تقطيع الأشجار هو عمل بعض الشبان بالتفحيم لتأمين لقمة العيش في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة

وعن الخدمات في القرية يقول: «تعاني قريتنا من مشكلات الصرف الصحي بسبب عدم توافرها، أما شبكة المياه فهي موجودة، لكن لا تضخ المياه للمنازل إلا كل عشرة أيام لساعات محدودة، الأمر الذي يضطرهم لتأمين احتياجاتهم منها بطرق بديلة، إما عن طريق بعض الينابيع القريبة، أو بوساطة الصهاريج، ما يؤدي إلى زيادة أعباء التكاليف المترتبة على ذلك، وعلى كل الأحوال فهم مجبرون على التقنين في احتياجاتهم اليومية من المياه، كما أن القرية غير مخدمة بالمواصلات، وللانتقال بين القرى والمناطق المجاورة نلجأ إلى الطلبات الخاصة، وتكلفتها مرتفعة، وهذا عبء مادي آخر يضاف على الأهالي، وهي خالية تماماً من أي مركز صحي أو وحدة إرشادية أو مدارس إعدادية وثانوية، ولا وجود لأي صيدليات أو عيادات تقدم الخدمات الطبية، وفي هذا كله نلجأ للمناطق القريبة سواء "القدموس" أو "حمام واصل"، ومن جانب آخر فالقرية مخدمة بالكهرباء والهاتف والإنترنت، ومدرسة ابتدائية حلقة أولى، وثلاثة محال تجارية صغيرة تؤمّن بعض المتطلبات المنزلية».

من طبيعة القرية

أما المدرس المتقاعد "بهجت شعبان" فقال: «قديماً كانت القرية مملوكةً من قبل الإقطاع في منطقة "القدموس"، وفي تسعينيات القرن الماضي تم شراء الأراضي من قبل الأهالي لتصبح من ملكياتهم بشكل رسمي، والآن هي تابعة للجمعية الفلاحية بقرية "المروية"، وفي أعلى قريتنا شير صخري ومغارة تدعى مغارة "الشويطة"، وهي مطلة على قلعة "الكهف"، كما أن القرية تتموضع على سفح جبلي، أما أراضيها فتأخذ شكل مدرجات جبلية قليلة المساحة، يميزها وجود بعض الغابات على أطرافها، منها غابات طبيعية تكثر فيها أشجار السنديان والقطلب، إلى جانب أنواع متعددة من النباتات البرية، وهناك غابات مشجرة بأشجار الصنوبر، لكن للأسف وبسبب حاجة الأهالي للتدفئة في أيام البرد الشديد الذي فرضه الموقع، يعمد بعض الناس لقطع الأشجار، فحاجة الأسرة الواحدة من مادة المازوت لا تقل عن ألف ليتر سنوياً، وهي كمية صعبة التأمين، أيضاً من أسباب تقطيع الأشجار هو عمل بعض الشبان بالتفحيم لتأمين لقمة العيش في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة».

عن تاريخ القرية ومعنى تسميتها حدثنا "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس" بالقول: «في عام 2012 قمنا بإجراء المسح الأثري في قرية "جويتي"، وقد تبين فيها وجود طاحونة نبع "السويدين" في الجهة الشرقية، وعلى الجهة اليمنى من النهر توجد بقايا طاحونة مائية تتمثل بوجود بقايا غرفة مبنية بحجارة مشذبة مثبتة بالطينة الكلسية، وهناك بقايا جدار كان يحمل القناة المائية التي تنتهي بالبئر المردوم، أيضاً تبين وجود نبع يدعى "عين حجال" في الجهة الشرقية من القرية، وضمن سطح جبلي زراعي، وهو عبارة عن قبو عقدي مفتوح باتجاه الجنوب مبني بحجارة مشذبة، وتم إحداث فجوتين حديثتين ضمن الكتلة الصخرية التي تتدفق منها المياه، وهناك جرن صغير مربع منحوت ومثبت في الأرض عند مقدمة القبوة العقدية، أيضاً قناة تؤدي إلى بركة لجمع المياه، أما عن التسمية فكلمة "جويتي" هي تركيب سرياني من جوي أو جويا أي القطوف الدانية، وتأتي بمعنى حشا وباطن وجوف، والتاء الملفوظة مع الإمالة إلى الكسر لاحقة للتأنيث، فيصبح المعنى المجازي القرية الواقعة في جوف الوادي أو عمقه، أو في الداخل، أو من كلمة جويتا، أي بمعنى الداخلي».

القرية على الخريطة