من خلال المسوح الأثرية التي أجريت في قرية "السعنونية"، تمّ الكشف عن بعض الأبنية التي تعود للفترة الإسلامية، وعن وجود كنيسة يُعتقد أنها كانت مكاناً للاحتفال بأعياد "السعانين"، أو ما عرف بـ"الشعانين"، ومن هنا اكتسبت القرية تسميتها.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 8 حزيران 2020 والتقت "نجيب محمود" من أهاليها ليحدثنا عن موقعها والسكان، حيث قال: «تقع القرية إلى الجنوب الغربي من مدينة "القدموس"، حيث تبعد عنها مسافة ستة عشر كيلومتراً، وهي تابعة إدارياً لبلدية "الصوراني" في منطقة "الشيخ بدر"، تحيطها مجموعةٌ من القرى والبلدات من مختلف جهاتها منها ما يتبع لمنطقة "القدموس"، ومنها ما هو تابعٌ لمنطقة "الشيخ بدر"، حيث تحدّها من جهة الشمال الشرقي قرية "بسقاية"، وقرية "جماسة قبلية" من جهة الشمال، كما تحدّها من الغرب قرية "الدردارة"، ومن جهة الشمال الغربي قرية "خربة محاسن"، ويبلغ عدد السكان فيها حوالي ثمانمئة نسمة، أما عائلاتها فهي، "عباس"، "إبراهيم"، "محمود"، "حسن"، و"جابري"».

للقرية طريق رئيسي يربطها بكل من منطقتي "القدموس" و"الشيخ بدر"، وهو طريق مخدّم بشكل جيد، وفيها أيضاً طريق زراعي وحيد ومعبد، ومن خلاله يسهل مرور الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، كما أنّ الوضع التعليمي فيها جيد جداً، وتوجد فيها مدرستا تعليم أساسي حلقة أولى وثانية. القرية مخدّمة بشبكة مياه للشرب، وشبكة كهرباء، وتتوافر فيها خدمات الهاتف والإنترنت بشكل جيد، لكن بالمقابل غير مخدمة بشبكة صرف صحي، ولا يزال الاعتماد بهذا على ما يسمى الجور الفنية، حالها حال باقي قرى وبلدات قطاع البلدية التي تتبع لها

وفيما يخصُّ الخدمات فيها قال: «للقرية طريق رئيسي يربطها بكل من منطقتي "القدموس" و"الشيخ بدر"، وهو طريق مخدّم بشكل جيد، وفيها أيضاً طريق زراعي وحيد ومعبد، ومن خلاله يسهل مرور الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، كما أنّ الوضع التعليمي فيها جيد جداً، وتوجد فيها مدرستا تعليم أساسي حلقة أولى وثانية.

من طبيعة القرية

القرية مخدّمة بشبكة مياه للشرب، وشبكة كهرباء، وتتوافر فيها خدمات الهاتف والإنترنت بشكل جيد، لكن بالمقابل غير مخدمة بشبكة صرف صحي، ولا يزال الاعتماد بهذا على ما يسمى الجور الفنية، حالها حال باقي قرى وبلدات قطاع البلدية التي تتبع لها».

وعن زراعاتها وطبيعتها قالت "ندى محمود" من الأهالي: «يعتمد جميع السكان على الزراعة كمصدر هام للمعيشة، ومن أهم الحاصلات الزراعية التبغ وهو المحصول التجاري الرئيسي، إلى جانبه محصول القمح وبعض أنواع الأشجار الهامة كالزيتون وأنواع عديدة من أشجار الفاكهة منها الرمان، التوت، الجوز، التين، الكرمة، وغيرها، بالإضافة إلى بعض الزراعات الحقلية حول المنازل والتي تحقق لهم بعضاً من الاكتفاء الذاتي، وتتمّ سقايتها بوساطة عدة ينابيع تضعف غزارتها في فصل الصيف، أما طبيعة القرية فهي جبلية وتتميز بتضاريسها القاسية التي تفرضها طبيعة الجبال في هذه المنطقة، كما أنّ مناخها يتصف بالبرودة شتاءً والاعتدال صيفاً».

نجيب وندى محمود

وعن تاريخ القرية ومعنى التسمية قال "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «تقع القرية إلى الجنوب من مقام الشيخ "صعب" بمسافة مئة وخمسين متراً، في منطقة صخرية حراجية مرتفعة قليلاً، وهي محاطة بالأراضي الزراعية، ومن خلال المسح الذي أجري على المنطقة، تمّت ملاحظة وجود بعض أساسات الأبنية السكنية، جدرانها عريضة مبنية بحجارة مشذّبة، وكانت معالم الغرف واضحة، وهذا الموقع المكتشف يمتد على مسافة صغيرة يعود تاريخها إلى الفترة الإسلامية.

أما معنى تسميتها بـ"السعنونية" فيرجح أنّ الكلمة قد أتت على وزن فعلولية للدلالة على موقع إقامة الاحتفال بعيد "السعنينة" أو "الشعنينة"، وهي مفرد لكلمة الشعانين أو السعانين، وبالأصل هي كلمة عبرية معرّبة وتعني التسبيح والابتهال، وما يرجح أيضاً هذا المعنى هو وجود موقع أثري شمال القرية يدعى "الكنيسة"، وليس غريباً أن تكون هذه الكنيسة نفسها التي كانت تمارس فيها أعياد "السعانين" أو "الشعانين"، و"السعنونية" من السعن أي قربة تقطع من نصفها تشبه الدلو، وأيضاً السعنة تعني المظلة».

القرية من غوغل