تتربعُ قريةُ "الشّعرة" بينَ أحضانِ جبل "النّبي شيث"، ما جعلها من أجمل مناطق الاصطياف والاستجمام في منطقةِ "القدموس"، وطيبَةُ ساكنيها وعاداتهم الجميلة زادتها سحراً وجمال.

مدوّنةُ وطن "eSyria" بتاريخ 14 كانون الثاني 2020، زارت القرية للتعرف عليها عن قُرب والتقت المهندسة "صفاء عباس" مديرة الوحدة الإرشادية في القرية لتتحدث عن الموقع قائلة: «هي قرية صغيرة تبعد عن منطقة "القدموس" حوالي أحد عشر كيلومتراً، وتقع بين قرية "المقرمدة" شرقاً، وقرية "بسقاية" غرباً. وتتربع بين أحضان جبل "النبي شيث" أو ما يسمى أيضاً بجبل "الشعرة"، هذا الجبل الذي أكسب القرية تسميتها لشكله الفريد والمميز حيثُ تعلوه قمة بازلتية صخريّة مدببّة، ترى من مناطق بعيدة نسبياً مثل منطقة "بانياس" وبعض مناطق "الشيخ بدر"، وبعض قرى "الدريكيش"، حيثُ يبدو كالشعرة في الرأس، ومن هنا جاءت التسمية».

لعلّ أهم المحاصيل في القرية هو التبغ، والقمح، وأهم الأشجار المزروعة هي الزيتون والتفاح، كما يعتمدون على تربية المواشي والدجاج وكذلك تربية النحل

وأضافت المهندسة "عباس" قائلة: «يرتفع الجبل عن سطح البحر 1014 متراً، وتنضحُ من سفوحه البركانيّة المياهُ الجوفية على شكل ينابيع أهمها نبع "الشعرة" ذو المياه العذبة، وتبلغُ مساحةُ القرية الإجمالية 6692 دونماً، ويبلغ إجمالي المساحة المستثمرة منها حوالي 2600 دونم، ويوجدُ فيها غابات تقدر مساحتها 3300 دونم تقريباً.

جبل الشعرة

يعتمد سكانها البالغ عددهم حوالي 600 نسمة على الأعمال الزراعية في حياتهم اليوميّة، وتربية الدواجن والأبقار والنّحل».

وعن أهم محاصيل القرية الزراعيّة أضافت "عباس": «لعلّ أهم المحاصيل في القرية هو التبغ، والقمح، وأهم الأشجار المزروعة هي الزيتون والتفاح، كما يعتمدون على تربية المواشي والدجاج وكذلك تربية النحل».

سالم خضور

"سالم خضور" أحد أهالي القرية قال: «"الشعرة" من القرى الجبليّة الجميلة في ريف "طرطوس"، تنتشرُ على سفوحها نباتات وأشجار متنوعة منها أشجار الصلع الكبيرة وأشجار السنديان والبلوط والقطلب الضخمة، ويغطي جبلها نبات السرخس ذو اللون الأحمر في الشتاء، واللون الأخضر في باقي السنة، ما يعطي جبلها منظراً ساحراً في كل فصول السنة، كما يوجد فيها بعض النباتات المهددة بالانقراض مثل البربهان والسلبين والزعتر البري، وتشتهر القرية بنبات (العجرم) الذي يعد من أهم أغذية النحل للحصول على أفخر أنواع العسل المسمى بعسل العجرم، حيث يقصد القرية نحالون كثُر من مناطق مختلفة بهدف الحصول على غذاء مميز وموسم إنتاجي جيد.

يتميزُ سفحُ جبلِ "الشعرة" الجنوبي الغربي بوجود صخور بازلتية مشققة تسمى "الشندخة"، وهي كلمة فينيقية تعني الصخور المشققة، وتعطي الجبل منظراً مهيباً».

القرية على الخريطة

أما اجتماعياً فأضاف: «هناك سبع عائلات تقطن هذه القرية، وهي "خضور"، "سويقات"، "ديوب"، "ميهوب"، "حمود"، "عمران"، و"شاهين"، وما يميزهم هو المحافظة على القيم الاجتماعية المتوارثة في الريف السوري، من كرم ضيافة وتعاون فيما بينهم لتحسين قريتهم وتكاتفهم الدائم الذي يورث المحبة للأبناء، وإظهار القرية بالمظهر الإنساني المتحضّر».

وأضاف: «تتبع القرية لبلدية "كاف الجاع"، وهي مخدّمة بكل المتطلبات الأساسية من طرق معبدة بشكل جيد، وشبكة هواتف أرضية، وشبكة كهربائية جيدة نوعاً ما، وشبكة مياه تروي القرية، إلى جانب عدد من الينابيع الطبيعيّة العذبة، وتجدر الإشارة إلى أن القرية مصنّفة سياحياً في منطقة "القدموس"».

المهندسة "شذا بشلاوي" إحدى زوّار هذه القرية بشكل منتظم تحدثت قائلةً: «قرية "الشعرة" من القرى الجبليّة ذات الإطلالة الساحرة والطبيعة الصحيّة المريحة، يشدك لزيارتها موقعها الجميل وهواؤها النقي وجوّها الهادئ الذي يبعث الطمأنينة والراحة في نفس الزائرين، وما يزيد من جمال هذه القرية أهلها الطيبين الكرماء الّذين ترتسم على محياهم أصالةُ وعراقةُ أبناء هذا البلد».