قريةٌ صغيرة لا تطلّ على البحر بشكل مباشر رغم قصر المسافة التي تفصلها عنه التي ولا تتجاوز 17 كيلو متر فقط، تربعت فوق هضبة مرتفعة مطلّة مباشرة على ضفة نهر "الغمقة"، واستقر فيها الجد المؤسس "محمد شيحان" منذ قرابة القرنين.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 8 كانون الأول 2019 قرية "بيت شيحان" والتقت بالموظف "نادر حسن" من أهالي وسكان القرية ليحدثنا عن حدودها الجغرافية، حيث قال: «تقع قرية "بيت شيحان" الممتدة لحوالي /200/ عام على هضبة مرتفعة على ضفة نهر "الغمقة"، ويحدّها من الجهة الغربية قرية "بيت الجبل" ومن الجهة الشرقية عدة قرى منها "تيشور" و"بعدري" ولنا معها حدود إدارية مشتركة، ومن الجهة الشمالية قرى "شباط"، "الواسطات"، و "بيت الخطيب"، أما من الجهة الجنوبية فيحدها قرية "بزاق" الملاصقة لقريتنا مباشرة.

بالنسبة لاسم القرية الذي يبدو مميزاً فهو يعود إلى اسم جدنا الأول المؤسس "محمد شيحان" القادم إلى هذه الرقعة الجغرافية من قرية تقع في ريف مدينة "جبلة" الشمالي وتسمى "سلميه"، حيث سكن في البداية بمنطقة بين قرى "شباط" و"القلع صويري" و"الجهنية"، ويطلق عليها اسم "عياشة"

وتبعد عن مركز مدينة "طرطوس" نحو 17 كيلو متر فقط، وقد أصبحت منذ فترة قصيرة تابعة إدارياً لبلدة "النقيب" التي تبعد عنا نحو ثلاثة كيلو مترات فقط.

نادر حسن

فقريتنا التي يعتمد سكانها على الوظائف الحكومية بشكل عام وعلى بعض الزراعات البعلية والمهن اليدوية، مساحتها الجغرافية صغيرة مقارنة مع بقية القرى المجاورة لنا، وتتميز بمحبة سكانها لبعضهم البعض، وهذا انعكس على علاقاتهم من القرى المجاورة التي باتت وكأنّها قرية واحدة تتشارك بجميع المناسبات من حزن وفرح، فالجميع وخاصة الجيل الشاب فيها متعاضد بحالة فريدة على مستوى القرى المجاورة، فهم مندفعون تجاه العمل الشعبي التطوعي بشكل عام، وقد أنتج تطوعهم العديد من الطرق الحيوية المهمة للأهالي، ومنها منذ حوالي الشهرين طريق بطول نحو 1.7 كيلو متر».

ويتابع: «كما توجد في القرية غابة حراجية طبيعية من أشجار السنديان والبلوط والقطلب وبعض شجيرات الريحان، وهي تحتاج رعاية واهتمام من قبل الجهات المعنية أو السماح للمجتمع الأهلي برعايتها وتنظيمها درءاً للحرائق، ما يعني أنها ستصبح متنزهاً طبيعياً للتمتع بالطبيعة.

تعاضد أهل القرية

وبالنسبة للحالة التعليمية والثقافية فهي نشطة جداً وأغلب سكان القرية وخاصة منهم الجيل الشاب يحمل الشهادات الجامعية بمختلف الاختصاصات، والسبب في هذا بجزء منه وجود مدرسة ابتدائية قديمة في القرية، إضافة إلى اهتمام الأهالي بهذا الجانب».

أما مختار القرية "شادي شيحان" أما مختار القرية "شادي شيحان" فقد تحدث عن تسمية القرية قائلاً: «بالنسبة لاسم القرية الذي يبدو مميزاً فهو يعود إلى اسم جدنا الأول المؤسس "محمد شيحان" القادم إلى هذه الرقعة الجغرافية من قرية تقع في ريف مدينة "جبلة" الشمالي وتسمى "سلميه"، حيث سكن في البداية بمنطقة بين قرى "شباط" و"القلع صويري" و"الجهنية"، ويطلق عليها اسم "عياشة"».

موقع القرية على الخريطة

في حين تحدث "فواز سلامة" من أهالي وسكان القرية فقال: «طبيعة القرية الجغرافية لا تساعدنا على الزراعات المحمية النظيفة، وكذلك عدم توفر المياه الجوفية الدائمة وانتشار جور الصرف الصحي الشعبية التي باتت تشكل وباء للقرية مع عدم توافر شبكات صرف صحي حكومية، وكذلك المناخ غير المناسب، حيث تصاب قريتنا بالصقيع عدة مرات في فصل الشتاء، رغم أنّ نهر "الغمقة" يمرُّ في القرية ويفصلها إلى قسمين الأول مكان السكن والثاني الأراضي الزراعية التي يصعب الوصول إليها لعدم وجود جسر مشاة يربط الضفتين ويخدّم المزارعين ويمكنهم من الوصول إلى حقولهم الزراعية بسهولة ويسر.

لذلك كان الحل الأفضل زراعة أشجار الزيتون في أغلب الحقول صعبة الوصول والبعيدة التي لا تحتاج إلى خدمات زراعية كثيرة ومستمرة، إضافةً إلى زراعة بعض المواسم الصيفية كالبقوليات الموسمية (القمح والفول والحمص) للاكتفاء الذاتي، بالقرب من مجرى النهر الذي ترفده بعض الينابيع الموسمية كنبع "الفواوير" المستمر لشهر أيلول فقط».