من قرى ريف "صافيتا" المتميّزة، موقعُها على طريق عام "طرطوس - دريكيش" أكسبها المزيد من الأهمية، في الماضي عمل أهلُها في البناء والعديد من المهن الحرّة، أمّا اليوم وإلى جانب اهتمامهم بالزراعة كمصدر للمعيشة، تهتم الفئات الشّابّة بالتحصيل العلمي في مختلف الفروع والاختصاصات.

مدوّنةُ وطن "eSyria" التقت بتاريخ 25 تشرين الأول 2019 "محمد حسن" وهو من أهالي قرية "كفريخة" ليحدثنا عن الموقع والسّكان والمعيشة فيها، حيث قال: «تتبع القرية من النّاحية الإداريّة لبلديّة "الصّومعة" في منطقة "صافيتا"، وللقرية موقع مهم كونها تقع على طريق عام "صافيتا - الدريكيش" هذا الطّريق الذي يمرّ في وادي قريتنا، حيث تبعد عن مدينة "صافيتا" ما يقارب أربعة كيلو مترات، وعن مدينة "الدريكيش" حوالي عشرة كيلو مترات، ومن مختلف جهاتها تحيط بها الجبال والوديان بإطلالاتها السّاحرة، أيضاً تحيط بها مجموعة من المزارع والقرى منها قرية "كرم مغيزل" من جهة الشّرق، ومن جهة الشّمال كل من قريتي "جديدة عبد الله" و"الصّومعة"، أيضاً من جهة الغرب كل من قريتي "بجماش" و"سنديانة عين حفاض"، أمّا من جهة الجنوب فقرية "ضهرة علي"، كما أنّ القرية تقسم إلى الوادي وحارتين إحداهما شماليّة وهي القرية الأساسيّة، والأخرى الحارة الجنوبيّة فيها كل من المدرسة والوحدة الإرشاديّة، أمّا عدد السّكان فيها فيبلغ حوالي ألفي نسمة، وأبرز عائلاتها: "حسن"، "عيسى"، "شعبان" و"مصطفى"، وهم جميعاً بالأصل أقارب وأبناء عمومة من ناحية الأجداد».

حتى اليوم لم يتم إجراء أيّ مسح أثري في قرية "كفريخة"، أما بالنّسبة للتسمية فبالتحديد ما ورد في المعاجم هو معنى كلمة "كَفر"، ومعناها يعني القرية والضّيعة والدسكرة من السّريانيّة، والجذر "كفر" سامي مشترك يفيد أصلاً التّغطية والإخفاء، و"كفر" هي الحصن والملاذ والمخبأ، كذلك تعني المنطقة الجرداء الّتي زُرعت فغُطّيت بالأشجار أو حرثت فبذرت فغُطّيت

وعن المعيشة في القرية قال: «الجيل القديم في قريتنا معظمهم كانوا وما يزالون يعملون بالزراعة والبناء وغيره من الصّناعات، ولكن بشكل عام نعتمد على الزّراعة في المعيشة، ومن أهم المحصولات التي يتم إنتاجها الزيتون وهو المحصول الرّئيسي، إلى جانب أنواع أخرى من الأشجار المثمرة، بالإضافة إلى بعض الزّراعات الحقليّة الموسميّة، والنّهر الرئيسي الذي يقطع أراضي القرية هنا ويدعى "أبو يابس" وينبع من قرية "بيت طيون"، أمّا من حيث الينابيع الموجودة في هذه المنطقة فأهمها نبع "الغمقة" القريب جدّاً، بالإضافة إلى نبع "عين الحج" الذي تجري مياهه شتاءً فقط».

منظر من القرية

وفيما يخص الوضع الخدمي فيها قال: «تتوافر في القرية عدّة خدمات منها شبكة الهاتف والإنترنت، وشبكة مياه وشبكة صرف صحي وشبكة للكهرباء، بالإضافة إلى وحدة إرشاديّة تقوم بواجباتها على أكمل وجه، أيضاً يوجد فيها معصرة زيتون، وفرن ومطحنة حبوب، وعدد من المحال التجارية الّتي توفر مختلف حاجات الأهالي من السّلع، والوضع التّعليمي جيّد جداً وترتفع نسبة المتعلّمين والدّارسين في مختلف الفروع منها الطّبيّة والهندسيّة وغيرها من الاختصاصات».

ويتابع قوله: «على الرّغم من توافر وسائل النّقل بشكل مستمر كون القرية تقع في موقع مهم على طرقات رئيسية وهي طرقات معبّدة ومخدّمة ومنارة بشكل جيّد، ووجود عدد من الطرقات الزراعية يسهّل وصول الأهالي إلى أراضيهم، إلّا أنّ طريق الوادي الّذي يمتد على مسافة تقدّر بنحو كيلومترين لا يزال بحاجة إلى المزيد من الاهتمام أكثر، لأنّه مزدحمٌ وغير مزوّد بالمطبّات، هذا الأمر الذي أدّى إلى كثرة الحوادث المؤلمة نتيجة السّرعات الجنونيّة عليه».

أ. بسام وطفة

"بسام وطفة" رئيس قسم التّنقيب في دائرة آثار "طرطوس" قال: «حتى اليوم لم يتم إجراء أيّ مسح أثري في قرية "كفريخة"، أما بالنّسبة للتسمية فبالتحديد ما ورد في المعاجم هو معنى كلمة "كَفر"، ومعناها يعني القرية والضّيعة والدسكرة من السّريانيّة، والجذر "كفر" سامي مشترك يفيد أصلاً التّغطية والإخفاء، و"كفر" هي الحصن والملاذ والمخبأ، كذلك تعني المنطقة الجرداء الّتي زُرعت فغُطّيت بالأشجار أو حرثت فبذرت فغُطّيت».

القرية من غوغل