على رقعةٍ جغرافيّةٍ منبسطةٍ ضمن آخر الحدود الإداريّة لمحافظة "طرطوس" من الجهة الجنوبية الشرقية المجاورة لمحافظة "حمص"، استقرّت مجموعةٌ من أهالي "حبرون" مكان القرية الحالية منذ نحو 200 عامٍ، وأسسوا لاستيطانهم البشري الحالي معتمدين على مقومات البيئة لحياتهم اليوميّة.

مدوّنةُ وطن "eSyria" زارت بتاريخ 31 آب 2019 قرية "حبرون" للتعرف على جغرافيتها من المختار "محمد ديب" حيث قال: «تبعد قرية "حبرون" حوالي 100 متر عن الحدود الإدارية لمحافظة "حمص" من الجهة الشمالية، فهي آخر قرية تابعة لمحافظة "طرطوس" من الجهة الجنوبية، ويحدّها من الجهة الشمالية قرية "تل الترمس" ومن الجهة الجنوبية قرية "الجعفريات" التابعة لمحافظة "حمص" ومن الجهة الشرقية قرية "الهيسمية" التابعة أيضاً لمحافظة "حمص"، أما من الجهة الغربية فتحدها قرية "كفرفو"، يعتمد سكان القرية في معيشتهم اليومية بشكل عام على الزراعة، وخاصة زراعة (الفريز) ضمن مساحات حقلية منبسطة واسعة، حيث تمّ استثمار البيئة الخصبة القريبة بارتفاعها عن سطح البحر منذ أول استيطان بشري فيها، لذلك كنا الوحيدين المعتمدين على هذه الزراعة في المنطقة، وتتمّ الزراعة ضمن البيوت المحمية الخاصة لها، وقد لعبت طبيعة المناخ المناسبة جداً لنمو هذه الفاكهة الدور الأساسي في زراعتها، وكذلك طبيعة التربة الخصبة ووفرة المياه، علماً أنّ الصقيع يحدث في بعض الأحيان، وتتشكل الطبقة الملحية أو ما يعرف شعبياً بين المزارعين بـ"الملاح".

من أهم العائلات في القرية وأكثرها عدداً آل "ديب" من "الدالية" وآل "صافي" وآل "عياش" وآل "عباس" وآل "إبراهيم" وآل "موسى"

وبالنسبة لحيازاتنا الزراعية فهي جيدة مقارنة مع عدد السكان المنتشرين على كامل رقعة القرية الجغرافية، والبالغ عددهم 2700 نسمة تقريباً، وفيها عدد كبير من الآبار الارتوازية، حتى يكاد كل منزل يملك واحداً منها، تروي محصولنا الزراعي في فصل الشتاء، في حين أنّه يُروى من مياه سد "الحوش" في فصل الصيف، حيث يتمّ فتح مصارف السد تدريجياً للمحافظة على منسوب معين فيه، يوجد في القرية - التي تبعد عن مدينة "طرطوس" من الجهة الجنوبية الشرقية حوالي 36 كيلومتراً - نهرٌ دائمُ الجريانِ يسمى "النبع" يقع على الحد الفاصل بيننا وبين الحدود الإدارية لمحافظة "حمص"».

المختار محمد ديب

ويتابع المختار: «تعاني القرية من عدم وجود شبكة صرف صحي حكومية تحمي الأراضي الزراعية من المياه الملوّثة، حيث إنّ الأهالي يعتمدون على الجور الفنية المنزلية للتخلص من هذه المياه الملوّثة، والبعض لديه الصرف الصحي المنزلي المكشوف للهواء الطلق دون توفر تلك الجور الفنية، والكثير منها في الطرق العامة والأحياء، وخاصة في المدخل الغربي الأساسي الذي تنتشر فيه المياه الآسنة والحفريات، وتكاد الحشرات الطائرة تغطي المكان، علماً أنّنا ننتظر وعوداً حكومية بإنشاء محطة معالجة في قرية "تلسنون".

والجدير ذكره أنّ قلّةً قليلةً جداً من السكان التحقت بالوظائف الحكومية، والبعض التحق بصفوف الجيش والقوات المسلحة برتب مختلفة، والاعتماد على الزراعة شيء أساسي بالنسبة للجميع، حيث إنّ نسبة المثقفين كبيرة جداً، وأغلبهم حاصلٌ على الشهادات الجامعية».

جانب من القرية

وفيما يخص عائلات القرية التي استوطنت في هذه الرقعة الجغرافية قادمة من مختلف المناطق قال المختار: «من أهم العائلات في القرية وأكثرها عدداً آل "ديب" من "الدالية" وآل "صافي" وآل "عياش" وآل "عباس" وآل "إبراهيم" وآل "موسى"».

وفي لقاء مع "عمار صافي" من أهالي وسكان القرية أكد أنّ العلاقات الاجتماعية والإنسانية لها طابعها الخاص ويتابع: «وذلك من حيث التعاون والتعاضد المستمر وخاصة في المناسبات السعيدة منها والحزينة، حيث يعدّ المصاب الجلل واحد لجميع أهالي القرية تقريباً، ولكن القرية تفتقر للكثير من الخدمات الحكومية، منها الطرق الجيدة والصرف الصحي وشبكات الكهرباء المنتشرة في سماء القرية وطرقها العامة بطريقة غير جميلة، وعدم وجود ثانوية، علماً أنّ البناء متوفر».

موقع القرية على الخريطة