تربّع قرية "حكر عين الباردة" على سفح جبل منحدر يطلّ على وادي "بيت المنيح"؛ جعل منها قرية لا يمكن الاستثمار فيها بغير الزراعة والتحصيل العلمي، فأنتجت أفضل محاصيل الحمضيات والزيتون، وحققت أعلى نسبة تعليم مقارنة بعدد سكانها.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 23 حزيران 2019، قرية "حكر عين الباردة"، والتقت "أسامة إسماعيل" من أهالي وسكان القرية، ليحدثنا عن جغرافيتها، فقال: «تبعد القرية شرقاً نحو ثمانية كيلومترات عن مدينة "صافيتا"، وأربعين كيلو متراً عن مدينة "طرطوس"، وترتفع عن سطح البحر نحو 350 متراً، وتتميز بطبيعتها الجميلة جداً الناتجة عن وفرة المياه الجوفية على مدار العام، من خلال الينابيع دائمة الجريان، ومنها نبع "الياس" في الجهة الغربية من القرية، ونبع "عين الباردة"، وهو النبع الأساسي لدينا، ويقع في الجهة الشرقية؛ بمحاذاة مجرى نهر "الصغير" المخترق للوادي بوجه عام، والمغذّي لنهر "الأبرش" الذي يلتقيه في منطقة تسمى "ملتقى النهرين"، إضافة إلى نبع "النبوعة" في الجهة الشرقية، وجميع هذه الينابيع ترفد النهر وتقويه صيفاً.

يحدّها من الجهة الغربية "حكر بيت طنوس"، و"حكر زهية"، وقرية "العديدة"، ومن الجهة الشرقية قرى "بسماقة"، و"خربة بمساقة"، و"عين اللبنة"، و"عيناتا"، ومن الجهة الشمالية قرية "ضهر الشماميس"، وقرية "نشير"، ومن الجهة الجنوبية قرية "زوق بركات". تتبع القرية إدارياً إلى بلدية "العديدة"، وقد سميت بهذا الاسم نسبة للنبع الأساسي فيها، وهو نبع "عين الباردة" المتميز ببرودة مياهه بصورة لافتة مقارنة مع بقية مياه الينابيع، في مجرى الوادي. موقع القرية على سفح الجبل صَعَّبَ طرق الوصول إلى كروم الزيتون، حتى إن بعض الكروم لا يوجد طرق لها سوى العبور ضمن كروم الأهالي؛ وهذا صعّب عمليات نقل المحاصيل الزراعية ضمن الممرات الوعرة، مع عدم وجود مواشٍ تساعد في عمليات النقل

وعن المعيشة والتعليم فيها يقول: «عمل أجدادنا في السابق بتربية دودة الحرير، فزرعوا أشجار التوت بكثرة، وتمرسوا على التربية وصناعة الحرير كحرفة، لكنها لم تستمر لأسباب غير واضحة، فاستبدلت أشجار التوت بأشجار الزيتون على سفح الجبل المكون للقرية، وأشجار الحمضيات في الوادي الحاضن لسرير النهر، وكان لنا إنتاج وفير بنوعية جيدة، لكن هذا لم يرضِ الأهالي أيضاً لتحقيق الأفضل لحياتهم، فاتجهوا نحو التحصيل العلمي حتى حققوا أعلى الشهادات الأكاديمية منذ ثلاثة عقود وحتى الآن».

أسامة إسماعيل

مختار القرية "حامد إسماعيل" قال: « يحدّها من الجهة الغربية "حكر بيت طنوس"، و"حكر زهية"، وقرية "العديدة"، ومن الجهة الشرقية قرى "بسماقة"، و"خربة بمساقة"، و"عين اللبنة"، و"عيناتا"، ومن الجهة الشمالية قرية "ضهر الشماميس"، وقرية "نشير"، ومن الجهة الجنوبية قرية "زوق بركات". تتبع القرية إدارياً إلى بلدية "العديدة"، وقد سميت بهذا الاسم نسبة للنبع الأساسي فيها، وهو نبع "عين الباردة" المتميز ببرودة مياهه بصورة لافتة مقارنة مع بقية مياه الينابيع، في مجرى الوادي.

موقع القرية على سفح الجبل صَعَّبَ طرق الوصول إلى كروم الزيتون، حتى إن بعض الكروم لا يوجد طرق لها سوى العبور ضمن كروم الأهالي؛ وهذا صعّب عمليات نقل المحاصيل الزراعية ضمن الممرات الوعرة، مع عدم وجود مواشٍ تساعد في عمليات النقل».

نبع عين الباردة

أما "محمد علي" من أهالي القرية فقد قال: «يعود نسب القرية التي يبلغ عدد سكانها في الوقت الحالي 800 نسمة ما بين مقيم فيها ومغترب لظروف العمل، إلى جدين هما "محمد علي" و"علي الحكيم"، ومنهما تتفرّع بقيّة العائلات في القرية وهي "إسماعيل" و"سعيفان" و"سلوم"، وكان الجدين قد أسسا القرية في السابق ضمن الوادي على سرير النهر، وليس كما هي في الوقت الحالي على سفح الجبل، والدليل على مكانها الأساسي وجود دواليب الحرير التراثية، وطاحونة القمح العاملة بحركة المياه بجوار النبع، وربما حاليا يبلغ عمر القرية حوالي مئتين وخمسين عاماً، أي منذ العام ألف ومئتين وواحد وتسعين هجرية بحسب تاريخ الوفاة المدوّن على الصندوق الحجري لقبر إحدى جدي القرية وهو "علي الحكيم".

وفي لقاء مع "عبد العزيز مخيبر" رئيس بلدية "العديدة"، قال: «جميع الخدمات من مدارس وهاتف متوفرة في القرية، إلا أن المشكلة الوحيدة التي تعاني منها كبقية القرى التابعة للبلدية، هي مشكلة الصرف الصحي المتمثل بالجور الفنية في كل منزل، التي تتسبب بعمليات رشح خارجية نتيجة التربة النفوذة، وعلى الرغم من ذلك، فالقرية معلم سياحي مهم يجب العمل على استثماره الاستثمار الأمثل».

موقع القرية وفق غوغل إيرث