تمتلك قرية "المطاهرية" العديد من الميزات، كقربها من مركز المدينة، وتنوع إطلالاتها التي تجمع بين البحر والتلال والجبال، إضافة إلى قربها من الأوتوستراد الدولي "حمص - طرطوس"، وغيرها من المقومات الجغرافية والطبيعية والمناخية.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 شباط 2019 المدرّس "علاء منصور" من أهالي القرية ليحدثنا عن الموقع والسكان، فقال: «على تلّة ترتفع مئة وخمسة وعشرين متراً عن سطح البحر تقع قرية "المطاهرية" في جنوب شرق مدينة "طرطوس"، وهي تابعة لها إدارياً، وتبعد عنها مسافة تقدر بسبعة كيلو مترات فقط، كما أنها تتصل مع قرية "جديدة البحر" من جهة الجنوب، ومن ذات الجهة تحدها كل من قريتي "بيت اسماعيل" و"مجدلون البحر"، ومن الشرق بلدة "النقيب" و"المكيشفاني"، وفي شمالها تقع كل من قريتي "بيت كمونة" و"بيت عليان"، أما من الغرب، فتقع مزرعة "بيت الشنتة" و"العنابية" و"أبو عفصة". يمتد أمامها السهل الساحلي وصولاً إلى البحر، ومن خلفها تبدأ التلال الارتفاع تدريجياً كلما اتجهنا شرقاً، كما أن قربها من البحر فرض عليها صيفاً شديد الرطوبة لكونها لا تبعد عنه سوى أربعة كيلو مترات ونصف الكيلو متر. أما الشتاء فيها، فهو لطيف ودافئ وأمطاره غزيرة جداً».

"مطاهرية" تنسب إلى بقايا مطهر حجري من العهد الروماني، ومذبح المطهر عند النصارى هو مكان تطهر فيه النفس بعد الموت بعذاب موقوت، والمطهرة ما يتطهر به كل إناء كالإبريق و"السطل" وغيرهما

وعن السكان والوضع المعيشي فيها، يقول: «تمتد القرية على مساحة جغرافية واسعة، حيث تقدر هذه المساحة بخمسة وخمسين هكتاراً، وعلى التلة تتجمع المنازل السكنية. أما البساتين والمزارع، فهي منتشرة في السهل، ويتبع لها عدد من الحارات والمزارع، أذكر منها: حارة "هرجين"، وحارة "بانو"، و"بيدر القبر". عدد السكان فيها يقارب الألف نسمة، وأهم عائلاتها: آل "منصور"، و"عبد اللطيف"، و"سليمان"، و"محمد"، و"ديب"، و"رمضان"، و"أحمد". والوضع المعيشي للسكان فيها يعدّ جيداً، فهم إلى جانب أعمالهم ووظائفهم يعتمدون بوجه أساسي على الزراعة، كزراعة الحمضيات وأشجار الزيتون؛ وهي زراعات رئيسة، إلى جانب الاعتماد على زراعة مختلف المحاصيل في البيوت البلاستيكية المنتشرة بكثرة، وزراعاتها بوجه عام مروية، فالقرية تفتقر إلى وجود أنهار وينابيع، لكن قلة ارتفاعها دفعت الأهالي فيها إلى الاعتماد على الآبار الارتوازية لتأمين ما يلزم من مياه للاستخدامات المتعددة».

من طبيعة القرية

وعن الوضع الخدمي فيها، قالت "رشا ابراهيم" من سكان القرية: «تعدّ قريتنا من القرى المخدمة بوجه عام، ففيها شبكة كهرباء وشبكة لمياه الشرب، وشبكة للصرف الصحي، كما تتوفر فيها خدمات الهاتف والإنترنت، ويخترقها طريق رئيس معبد يصلها مع طريق عام "طرطوس - صافيتا"، إلى جانب عدد من الطرق الفرعية التي يحتاج بعضها إلى مزيد من الاهتمام، والطرقات الزراعية فيها معظمها ترابية، كما تشترك مع شقيقتها "جديدة البحر" بمدرسة فيها تعليم أساسي حلقة أولى وثانية، وثانوية فيها اختصاص علمي فقط، وبوجه عام يمكن تصنيف الوضع التعليمي فيها بالممتاز، والنسبة العظمى متعلمة وتكاد تخلو من وجود من لا يجيد القراءة والكتابة، وأعداد حملة الشهادات الجامعية والمعاهد والطلاب الجامعيين جيدة جداً. ومن جانب آخر، تفتقر القرية إلى وجود مستوصف أو أي مركز صحي يقدم خدماته للسكان، فيضطرون للتوجه إما إلى "طرطوس" أو مراكز المناطق المجاورة».

بحسب ما يروي المعمّرون من حكايات انتقلت عبر الأجيال، فقرية "المطاهرية" قديمة، وهي تسمية ليست حديثة، ويقولون إن اسمها جاء من كونها كانت مكاناً مقدساً، وربما كان اسمها الطاهرة، حيث يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس" عن معنى التسمية: «"مطاهرية" تنسب إلى بقايا مطهر حجري من العهد الروماني، ومذبح المطهر عند النصارى هو مكان تطهر فيه النفس بعد الموت بعذاب موقوت، والمطهرة ما يتطهر به كل إناء كالإبريق و"السطل" وغيرهما».

المدرس علاء منصور
القرية كما تبدو من غوغل إيرث