الموقع الجغرافي أكسبها ميزات كثيرة؛ كالمناخ المعتدل، والتربة الخصبة، ووفرة المياه الجوفية، وهذا كان عامل جذب رئيس للسكان من القرى المجاورة للقدوم إليها واستثمار خيراتها؛ وهو ما أسهم تدريجياً في نشوء القرية وتطورها.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 7 كانون الثاني 2019، "محمد حسن" من سكان القرية، ليحدثنا عن موقع القرية والسكان، فقال: «تقع قرية "مزرعة الحنفية" شمال شرق مدينة "طرطوس"، وهي تابعة لها من الناحية الإدارية، كما أنها تبعد عنها مسافة تقدر بنحو 20 كيلو متراً، والارتفاعات في القرية تختلف من منطقة إلى أخرى بين السهل والجبل، لكنها بوجه عام ترتفع ما يزيد على 220 متراً عن سطح البحر، هذا الارتفاع جعلها دافئة شتاءً، وتقل فيها الرطوبة الخانقة التي تتميز بها المناطق الساحلية المجاورة لها صيفاً، أيضاً أمطارها غزيرة قد تزيد على 800 ميليمتر في بعض السنوات؛ وهو ما ينعكس إيجاباً على الحاصلات الزراعية والغطاء النباتي الطبيعي من جهة، ومخزون المياه الجوفية من جهة أخرى، وتجاور القرية مجموعة من القرى التي تحيط بها من مختلف الجهات، منها قريتا "عزيت" و"متن بوريّا" من جهة الشمال، وقرية "العنازة" من جهة الجنوب، ومن جهة الشرق قرية "الحنفية"، أما من جهة الغرب، فتحدها قريتا "مرقية" و"متن الساحل"، كما تحتوي خمس حارات، ويقارب عدد السكان 1500 نسمة، ومن أشهر عائلاتها آل "عمران" و"نجلا" و"سلمان" و"الشيخ" و"علان" و"دندة" و"عباس" و"حسن"».

المزرعة تعني الأرض التي تتم زراعتها، أو هي مكان لإنبات الزرع، و"الحنفية" تعني الحنيف؛ أي المستقيم المتمسك بالإسلام؛ أي كل من كان على دين "إبراهيم"، والحنفية صنبور المياه

وعن الوضع المعيشي فيها، قالت المهندسة الزراعية "نسرين إسماعيل"؛ وهي من سكان القرية: «لا تحتوي قريتنا أي أنهار أو ينابيع، علماً أنها غنية بالمياه الجوفية، لهذا السبب يعتمد الأهالي اعتماداً كبيراً على الآبار الارتوازية للاستفادة منها في مختلف الاستخدامات سواء المنزلية أو سقاية الأراضي والمحاصيل الزراعية، ومن أشهر الحاصلات الزراعية فيها الزيتون؛ وهو من المحاصيل الرئيسة التي تعتمد عليها جميع العائلات لتأمين المؤن المنزلية من مادتي الزيتون والزيت وبيع الفائض منهما، أيضاً تشتهر بزراعة الحمضيات بمختلف أنواعها وهي غنية بها، كما تنتشر فيها بكثرة زراعة الأنواع المختلفة من الخضراوات داخل البيوت المحمية، هذا وتتميز القرية بطبيعتها الساحرة وتحيط بها الأحراج الكبيرة الغنية بغطائها النباتي والمتنوع، إضافة إلى مناخها الجميل».

من أحياء القرية

وفيما يخص واقع الخدمات، قالت: «تتوفر في القرية الخدمات بمختلف أنواعها، حيث توجد فيها شبكة كهرباء، وشبكة لمياه الشرب، أيضاً تتوفر فيها خدمات الهاتف والإنترنت، هذا إضافة إلى تخديمها بطريق رئيس إلى جانب شبكة من الطرق الفرعية والزراعية التي تخدم القرية بأكملها، وتسهل وصول الأهالي إلى أراضيهم الزراعية، ومؤخراً تم شق بعض الطرق ضمن الأحراج. أما من الناحية التعليمية، فتحتوي القرية مدرسة ابتدائية، ومدرسة للتعليم الأساسي، كما توجد فيها أيضاً وحدة إرشادية تقوم بتقديم مختلف الخدمات والمساعدات للمزارعين، وعلى الرغم من توفر كل هذه الخدمات، إلا أن القرية تفتقر إلى وجود شبكة صرف صحي؛ الأمر الذي ترك بعض التأثيرات السلبية على بيئتها».

تعدّ قرية "مزرعة الحنفية" من القرى الحديثة النشأة، حيث كانت فيما مضى عبارة عن أراضٍ تتبع إلى قرية "الحنفية" المجاورة لها، وهي القرية القديمة جداً، لكن تزايد عدد السكان ومجيء بعضهم من القرى المجاورة أدى إلى نشوئها وتوسعها. وعن معنى تسميتها يقول "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «المزرعة تعني الأرض التي تتم زراعتها، أو هي مكان لإنبات الزرع، و"الحنفية" تعني الحنيف؛ أي المستقيم المتمسك بالإسلام؛ أي كل من كان على دين "إبراهيم"، والحنفية صنبور المياه».

بسام وطفة
موقع القرية عبر غوغل إيرث