الطبيعة الجميلة والمناخ المعتدل والموقع على أهم الطرق في المحافظة، إلى جانب ما يتمتع به السكان من كرم وطيب وحسن ضيافة، جميعها عوامل اجتمعت لتجعل منها واحدة من أكثر قرى ريف "طرطوس" تميّزاً.

مدونة وطن "eSyria" زارت بتاريخ 10 كانون الأول 2018، قرية "خربة المعزة" والتقت "عبد اللطيف محمد"؛ وهو مدرّس متقاعد من أهالي القرية ليحدثنا عن موقعها والوضع المعيشي فيها، فقال: «تتبع ناحية "خربة المعزة" إدارياً إلى مدينة "طرطوس"، حيث تقع إلى الجنوب الشرقي منها، عند منتصف الطريق العام الواصل بين مدينتي "طرطوس" و"صافيتا"، حيث تبعد مسافة 17 كيلو متراً عن "طرطوس" و13 كيلو متراً عن "صافيتا"، وترتفع ما يزيد على 50 متراً عن سطح البحر، وتحيط بها من مختلف جهاتها عدة قرى؛ فمن الجنوب قريتا "ميعار شاكر" و"دير حباش"، ومن جهة الشرق قريتا "الكنائس" و"بيت نور الدين"، ومن جهة الشمال أيضاً كل من قريتي "اليازدية" و"الغطاسية"، أما من جهة الغرب، فتحيط بها قرية "يحمور" والبحر، تتألف القرية من ست مزارع. أما أشهر العائلات فيها، فهي: "إسماعيل"، و"محمد"، و"القطلب"، و"سليمان"، ويتجاوز عدد السكان فيها 5000 نسمة. كما تعدّ من القرى التي حققت اكتفاءها الذاتي؛ إذ تتوفر فيها كل مقومات الحياة، إلى جانب عمل أهلها الرئيس في الزراعة، وتحتل زراعة الحمضيات بكافة أنواعها المرتبة الأولى، وهنا الإنتاج وفير جداً، أيضاً يعتمدون كثيراً زراعة أشجار الزيتون، والإنتاج سنوياً يكفي لتأمين المؤن المنزلية من مادتي الزيتون والزيت وبيع الفائض، والتبغ يعدّ من المحاصيل الرئيسة، ومردوه جيد جداً ما لم تتدخل العوامل الطبيعية في ذلك وتؤثر سلباً في المحاصيل، كما تزرع كافة أنواع الفاكهة والخضار سواء زراعة بعلية أو في البيوت البلاستيكية التي تنتشر بكثرة، وتصدّر كميات كبيرة منها إلى الأسواق؛ الأمر الذي انعكس إيجاباً على الوضع المعيشي للأهالي، وفي السنوات الأخيرة يلاحظ ازدياد التوجه إلى زراعة أنواع من الفاكهة الاستوائية، حتى باتت فيها مزارع بأكملها تحوي مختلف الأصناف».

لا يوجد في القرية أنهار، وفيها نبع واحد، لكن الأهالي يعتمدون على الآبار الارتوازية، ولا يكاد يخلو أي بيت من بئر ارتوازية يستخدمونها لتأمين المياه لأغراض متعددة، أيضاً ساهم سدّ "الباسل" بإحياء ما يقارب الثمانين قرية من قرى المنطقة، إلى جانب شبكة المياه الرئيسة

ويضيف: «لا يوجد في القرية أنهار، وفيها نبع واحد، لكن الأهالي يعتمدون على الآبار الارتوازية، ولا يكاد يخلو أي بيت من بئر ارتوازية يستخدمونها لتأمين المياه لأغراض متعددة، أيضاً ساهم سدّ "الباسل" بإحياء ما يقارب الثمانين قرية من قرى المنطقة، إلى جانب شبكة المياه الرئيسة».

بستان حمضيات

وعن الجانب الخدمي فيها قالت "فايزة يوسف" من سكانها: «تتوفر الخدمات بكل أنواعها، حيث يوجد عدد لا بأس به من المحال التجارية، وورشات الحدادة والنجارة، وغيرها من الحرف والصناعات، وفيها محكمة وبلدية ومستوصف، وشبكة من الطرق الرئيسة والزراعية، وزاد من أهميتها موقعها على أحد أهم شرايين الحياة في الساحل طريق عام (طرطوس - صافيتا)، وهي مخدمة بشبكة صرف صحي وشبكة مياه للشرب، وشبكة كهرباء، كما تتوفر فيها خدمات الهاتف والإنترنت، وترتفع في القرية نسبة المتعلمين من طلاب وخريجين جامعيين، وفيها مدرستان ابتدائيتان وإعداديتان وثانوية واحدة، وزاد من أهميتها أيضاً وجود الجامعة التي تحوي ثلاثة معاهد».

يقول كبار السنّ في القرية إن هناك حياةً قديمةً قامت على هذه الأرض، والدليل على ذلك وجود بعض المدافن الحجرية القديمة المنحوتة في الصخر. وعن تسميتها تتناقل الروايات أن بضع عائلات سكنت قديماً هذه المنطقة، وإحداها كانت تربي الماعز، وفي ليلة قامت الوحوش بمهاجمتها، فصرخ الرجل وقال لزوجته بلهفة: "خربت المعزي"».

عبد اللطيف محمد

أما "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "طرطوس"، فقال عن معنى التسمية: «الخراب من خَرِبَ، والمعز ذو الشعر الطويل من الغنم على خلاف الظأن، وهو اسم جنس واحد ماعز، والمعز أيضاً تعني الصلابة من الأرض، أما اليوم، فتكتب الكلمة بتشديد حرف الزاي وفتح العين، والتاء المربوطة تكتب هاءً فتصبح المعزّه، والتركيب مكوّن من خربة وهو إشارة إلى المكان الخرب، وكلمة معزة يرجح أن تكون سريانية مركبة من (معا) بمعنى الجرة، و(زها) بمعنى الجمال والبهاء؛ فيشير المعنى إلى الجرة الجميلة؛ إذاً هو مكان قديم لصناعة الجرار والفخاريات الجميلة».

ناحية خربة المعزه عبر غوغل إيرث