على الرغم من جمال طبيعتها وما تحتويه من مظاهر مميزة، ووقوعها على طريق مهمّ يعدّ شرياناً رئيساً في الجبال الساحلية السورية، إلا أنها تعاني نقصاً كبيراً في الخدمات كافة؛ الأمر الذي انعكس سلباً على الأهالي ودفع معظمهم إلى السكن والعمل في مناطق أخرى.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 27 تشرين الأول 2018، "انتصار حسين" من سكان قرية "بلعدر" لتتحدث لنا عن الموقع والسكان، فقالت: «تعدّ من القرى الصغيرة، تقع على جبل صغير بين واديين، تتبع من الناحية الإدارية إلى بلدة "حمام واصل"، حيث تبعد عنها مسافة تقدر بثلاثة كيلو مترات فقط، أما منطقة "القدموس"، فتبعد عنها مسافة ثلاثة عشر كيلو متراً، كما أنها ترتفع عن سطح البحر نحو خمسمئة وأربعين متراً، وتحيط بها مجموعة من القرى منها قرية "باملاخا" من جهة الشرق، وقرية "نعمو الغربية" من جهة الجنوب، أما من جهة الغرب، فتحدها قرية "الكرم الخصيبي"، ومن جهة الشمال قرية "بارياحا" ونهر "التون القرق"، أيضاً تتبع لها مزرعة صغيرة تدعى "باشيشي"، كما تتألف القرية من عدة حارات متقاربة جداً وجميعها واقعة على الطريق العام، وهذه الحارات هي: "المدرسة"، و"العين"، و"البيدر". ومن أبرز العائلات فيها: "عباس"، و"ميهوب"، و"جلول"، و"حمود"، و"حسن"، و"سليمان"، إضافة إلى عائلات مزرعة "باشيشي"، وهي: "جنود"، و"مرهج"، و"حسن". ويصل عدد سكان القرية إلى ألف وخمسمئة نسمة تقريباً».

يتم تأمين حاجة القرية من مادة الخبز من فرن قرية "بيت خوندة" المجاورة، أيضاً هناك عدد من المحال التجارية التي توفر بعض السلع. أما من الناحية التعليمية، فلا توجد في القرية إلا مدرسة واحدة للتعليم الأساسي؛ وهذا ما سبّب أعباء إضافية بالنسبة لأهالي الطلاب الذين يضطرون إلى قصد مدارس القرى الأخرى أو مدارس بلدة "حمام واصل"

وتتابع: «تتميز "بلعدر" بطبيعة بركانية أكسبتها تربةً قاتمةَ اللون خصبة، وتشتهر بعدد من الزراعات تأتي في مقدمتها زراعة محصول التبغ، أيضاً زراعة أشجار الزيتون إلى جانب أشجار اللوز والجوز والرمان وغيرها، لكن بوجه عام تبقى الزراعة فيها متأخرة عن باقي القرى في المنطقة، ويعود ذلك التأخر إلى عدم وجود طرق زراعية، حيث لا يوجد أي طريق زراعي يسهل وصول الأهالي إلى أراضيهم، ولا حتى إلى نهر القرية والقرى المجاورة».

نهر القرية

على الرغم من موقع القرية على الطريق العام الذي يصل "حمام واصل" و"طرطوس"، وطبيعتها وما تحمله تربتها من خصائص مميزة، إلا أن الزراعة ما زالت فيها متأخرة بسبب عدم توفر الخدمات الأساسية، وعن الجانب الخدمي قال "فؤاد عباس" من سكان القرية: «تخلو القرية تماماً من أي طريق زراعي، حيث لا يوجد فيها إلا الطريق الرئيس الضيق أساساً، وهذا ما أعاق وصول الأهالي إلى الأراضي الزراعية التي يمتلكونها، إضافة إلى صعوبة الوصول إلى القرى المجاورة، وبوجه عام، القرية تعاني كثيراً من سوء الخدمات وعدم توفر بعضها؛ الأمر الذي ترك الأثر السلبي علينا كسكان؛ فمثلاً عدم وجود شبكة صرف صحي أدى إلى انتشار الروائح الكريهة الناتجة عما يسمى الجور الفنية، وانتشار أنواع من الحشرات و"البرغش"، والتقصير في معالجة أمر كهذا سيؤثر بالتأكيد في صحة وسلامة السكان، حتى تجميع القمامة لا يتم في بعض الأحيان إلا مرةً واحدةً في الشهر، وهذا سيؤذي الأهالي والطبيعة معاً، وعلى الرغم من وجود شبكة مياه شرب، إلا أنها قديمة وتحتاج إلى الكثير من الإصلاحات والتوسيع، أما الخدمات الأخرى كشبكة الكهرباء وخطوط الهاتف وخدمات الإنترنت، فهي متوفرة».

ويضيف: «يتم تأمين حاجة القرية من مادة الخبز من فرن قرية "بيت خوندة" المجاورة، أيضاً هناك عدد من المحال التجارية التي توفر بعض السلع. أما من الناحية التعليمية، فلا توجد في القرية إلا مدرسة واحدة للتعليم الأساسي؛ وهذا ما سبّب أعباء إضافية بالنسبة لأهالي الطلاب الذين يضطرون إلى قصد مدارس القرى الأخرى أو مدارس بلدة "حمام واصل"».

بسام وطفة

وفيما يخص معنى التسمية قال "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «(الباء) تعني المكان، و(عَدَر) تسمية آرامية تعني المساعد؛ وهكذا يكون معنى التسمية بيت المساعدة، وقد تكون من (عدرا) وهي تسمية آرامية تعني قطعان الماشية وعلى الأصح الحظائر، أيضاً "بلعدر" لفظ سرياني مركب من (بَلع) بمعنى ضُرب أو عُوقب، و(دَر) بمعنى حارب، وهذا التركيب يدل على قيام معركة في المكان كانت عقوبة لردع المرتدين أو المخالفين، أو الأخذ بالثأر، ويمكن أن تدل على الحرب الشديدة أو ردّ الكرامة عن طريق الحرب».

القرية كما تبدو من غوغل إيرث