موقعها المتوسط بين عدد من القرى، إلى جانب غناها الطبيعي والتضريسي الذي تتميز به، وتوفر الخدمات المتنوعة؛ جعلها مؤهلة لتكون من أهم المواقع السياحية في الساحل السوري.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 6 تشرين الأول 2018، "عليا صيوح" من أهالي قرية "تعنيتا"؛ لتحدثنا عن الموقع والسكان والمعيشة في القرية، فقالت: «تتبع القرية من الناحية الإدارية إلى ريف "بانياس"، وتبعد عنها مسافة تقارب ثمانية عشر كيلو متراً، وهي واقعة على أحد الطرق التي تربط بين كل من ريفي "بانياس" و"القدموس"، وترتفع نحو 450 متراً عن سطح البحر، كما تحيط بها السلاسل الجبلية من كافة الجهات، إضافة إلى عدد من القرى، منها: "بارياحا"، و"حمام واصل"، و"خربة القبو"، و"وادي السقي"، و"جليتي"، و"الزوبة"، و"سريدين"، و"الخريبة"، وكل من قريتي "مرشته" و"بستان متني" التابعتين لبلدية "تعنيتا"، كما تضمّ القرية عدة حارات، وهي: الحارة الشرقية، والحارة الغربية، وحارة بيت "زيني"، و"العده"، و"زيفا". ومن أشهر العائلات فيها: آل "صيوح"، و"علي"، و"عمار"، و"زيفا"، و"زيني"، و"محمد"، و"ملّوك"، و"ماضي"، و"صالح"، و"شمّا"، و"شمعا"، و"جنيدي"، و"مقصود"، و"الراعي"، و"العدّه"، و"ريّا". ويعتمد الأهالي من سكان القرية الزراعة في معيشتهم، ومن أهم المحصولات التي يتم إنتاجها محصول التبغ وهو المحصول الرئيس، أيضاً يعتمدون زراعة أشجار الزيتون واللوز والجوز والرمان والليمون الحامض، وبعضهم يزرعون التفاح، وبعض المحاصيل الحقلية حول المنازل والأراضي القريبة، كزراعة البقدونس والسلق والطماطم والخس وغيرها. وفي القرية أيضاً عدد من الينابيع التي يتم الاعتماد عليها في الشرب والاستخدامات المنزلية والسقاية، ومنها ينابيع صغيرة مثل: "بو خليل"، وعين "البساتين"، وعين "الشرقية"، ونبع "الحارة الغربية"، إلى جانب بعض الينابيع الغزيرة؛ أقدمها نبع "عين قشيعة" ونبع "الحاج حسن" ونبع "بيت ريّا"، وجميعها تم استثمارها من قبل الدولة لخدمة الأهالي، وفيها أيضاً نهر دائم الجريان يمثّل مقصداً للناس خاصةً في فصل الصيف بهدف السباحة والاستجمام، وهناك بعض المعالم الأثرية القديمة، منها جسر "الشيخ إبراهيم" ومغارة "شوقى" التي تحوي عدداً من المدافن القديمة، ومن المعالم أيضاً صخرة منحوتة من داخلها بشكل هندسي رائع ولافت».

"تعنيتا" لفظ سرياني مركب من التاء، وهي بقية كلمة بيت، و"عنيتا" التي تعني الأجوبة، وهي من جذر "عنى"، بمعنى أجاب، وبهذا يكون المعنى بيت الإجابات أو مقام الأجوبة، وبهذا إشارة إلى مكان لعقد المؤتمرات أو ساحة لعقد الندوات أو مقر لأحد الفقهاء يزوره الناس ليسألوه عن بعض القضايا أو يستمعوا إلى إجاباته

وفيما يخص الخدمات قال "كاسر صيّوح" وهو مدرّس من أهالي القرية: «تتوفر الكثير من الخدمات، منها: شبكة صرف صحي، وشبكة للكهرباء، وأخرى لمياه الشرب، أيضاً تتوفر خدمات الهاتف والإنترنت والخلوي، وهناك بعض المحال التجارية ومحال لبيع اللحوم والدجاج والألبسة، وبعض المطاعم البسيطة والمقاصف، ومخبزان وصيدليتان وعيادات أطباء بشريين وبيطريين، ومستوصف يقدم الخدمات الطبية المختلفة. أما من الناحية التعليمية، فترتفع فيها نسبة المتعلمين من الطلاب والخريجين الجامعيين من أطباء ومهندسين ومحامين، وغيرها من الاختصاصات، والقرية تضمّ حالياً ثلاث مدارس؛ ابتدائية، ومدرسة إعدادية، وأخرى ثانوية».

إطلالة من الأراضي الزراعية

وعن وضع الطرقات قال: «يمكن لزائر القرية الدخول من مدخلين رئيسين؛ أحدهما طريق "بستان متني"، والآخر طريق "السكبية"، وتعدّ الحارة الشرقية من أكبر حاراتها، وأغلب سكانها من عائلة "صيّوح"، أما بالنسبة للطريق الرئيس، فهو معبّد لكنه ضيق قليلاً، وهناك شبكة من الطرقات الفرعية التي تربط حارات القرية بعضها ببعض، وعدد من الطرقات الزراعية منها ما هو ضيق، ومنها يتسع لمرور بعض الآليات الزراعية التي يملكها الأهالي».

وعن معنى التسمية قال "بسام وطفة" رئيس قسم التنقيب في دائرة آثار "طرطوس": «"تعنيتا" لفظ سرياني مركب من التاء، وهي بقية كلمة بيت، و"عنيتا" التي تعني الأجوبة، وهي من جذر "عنى"، بمعنى أجاب، وبهذا يكون المعنى بيت الإجابات أو مقام الأجوبة، وبهذا إشارة إلى مكان لعقد المؤتمرات أو ساحة لعقد الندوات أو مقر لأحد الفقهاء يزوره الناس ليسألوه عن بعض القضايا أو يستمعوا إلى إجاباته».

إحدى المدارس الابتدائية
موقع القرية عبر غوغل إيرث