ليست الطبيعة الجغرافية والمناخية وحدها ما يميز قرية "الكريم"، بل طيبة وكرم سكانها الذين ما زالوا حتى اليوم متمسكين بعاداتهم وتقاليدهم التي توارثوها جيلاً بعد جيل.

مدونة وطن "eSyria" التقت بتاريخ 10 نيسان 2018، مع "بسام وطفة" رئيس شعبة التنقيب في دائرة آثار "طرطوس" ليحدثنا عن سبب التسمية والتاريخ، حيث قال: «"الكريم" تسمية تعني الكثير الخير الجواد والمعطي، كما أنها تعني أيضاً الصفوح، ولفظ "الكريم" أيضاً من أسماء الله الحسنى. أهم ما يميز القرية تاريخياً هو وجود الجسر الأثري المعروف باسم "الحاج حسن"، الذي كان يعدّ من الجسور المهمة خلال الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية؛ وذلك لأنه يربط ما بين قرى منطقة "القدموس" من جهة، وقرى منطقة "الشيخ بدر" من جهة أخرى، كما أنه يربط ما بين قلعتي "القدموس" و"الكهف"».

"الكريم" تسمية تعني الكثير الخير الجواد والمعطي، كما أنها تعني أيضاً الصفوح، ولفظ "الكريم" أيضاً من أسماء الله الحسنى. أهم ما يميز القرية تاريخياً هو وجود الجسر الأثري المعروف باسم "الحاج حسن"، الذي كان يعدّ من الجسور المهمة خلال الفترات الرومانية والبيزنطية والإسلامية؛ وذلك لأنه يربط ما بين قرى منطقة "القدموس" من جهة، وقرى منطقة "الشيخ بدر" من جهة أخرى، كما أنه يربط ما بين قلعتي "القدموس" و"الكهف"

أما عن الموقع، فقد قال "إياس عمران" من أهالي القرية والمقيم فيها: «تقع إلى الغرب من مدينة "القدموس"، وتبعد عنها نحو أربعة عشر كيلو متراً، وهي تابعة إلى ناحية "حمام واصل" التي تبعد عنها أيضاً مسافة تقدر بخمسة كيلو مترات تقريباً، ترتفع عن سطح البحر أربعمئة وأربعين متراً. تتوزع حاراتها على مجموعة من التلال الجبلية ذات الإطلالات الرائعة، مثل: حارة "بيت علي"، وحارة "بيت عمران"، و"بيت صالح"، و"بيت سليمان"، و"بيت حميدي"، وحارة "الكروم". كما تحيط بها عدة قرى، وهي: "سريجيس" من الغرب، وقريتا "نعمو الغربية" و"باملاخا" من جهة الشمال، و"المروية" من جهة الشرق، أما من جهة الجنوب، فتحيط بها الحدود الإدارية التي تفصلها عن منطقة "الشيخ بدر". ويقارب عدد سكانها أربعة آلاف نسمة، يعمل معظمهم في الزراعة، إلى جانب عملهم في الوظائف الحكومية المختلفة».

القرية عبر "غوغل إيرث"

ويتابع: «تعدّ زراعة "التبغ البلدي" وأشجار الزيتون من أهم الزراعات في القرية، إضافة إلى زراعة كروم اللوز والقمح وغيرها من الزراعات المتنوعة والمختلفة، كالتين، والعنب، والجوز، والرمان، وبعض الخضراوات الحقلية. كما ينبع من أراضي القرية نبع غزير جداً يدعى نبع "الحاج حسن"، وقد أقيم عليه جسر قديم جداً بني بطريقة العقد، واتخذ هذا الجسر من اسم النبع اسماً له، ويشكل نهراً دائم الجريان يصب في البحر المتوسط عند بلدة "مرقية"، كما أقيم عليه مشروع لجر مياهه العذبة، حيث يروي حالياً ما يقارب خمسين قرية من قرى المنطقة، هذا إضافة إلى وجود عدة ينابيع أخرى، وعددها أربعة، وهي: "عين البارد"، و"عين الدوار" و"عين الجرن"، و"عين السطوح".

إن أهم ما يميز سكان القرية الطيبة والكرم وارتباطهم بعادات وتقاليد اجتماعية قديمة وعريقة تجمعهم في الأعياد والأفراح والأحزان، كما أن السكان البسطاء لم ينسوا بعض الحرف التقليدية، وما زالوا يعملون بها حتى اليوم، ومنها صناعة السلال من أغصان الريحان والصفصاف الرفيعة، أيضاً مازالت نساء القرية يحضرن أصنافاً من المأكولات الشعبية التراثية في مناسبات مختلفة، مثل: (القوزلة، والميلادة)، وغيرهما إلى جانب الخبز على التنور القديم».

صناعات تراثية

أما فيما يخص الخدمات، فيقول "جود سليمان" من أهالي القرية: «هناك طريق رئيس يصلها بالقرى المجاورة، وهو طريق معبد تتفرع منه مجموعة من الطرق الداخلية التي تصل إلى الحارات، كما يلف القرية طريق زراعي معبد يخترق الأراضي الزراعية وحقول الزيتون فيها، ويبلغ طوله سبعة كيلو مترات، وتتمثل أهمية هذا الطريق في تسهيل وصول المزارعين إلى أراضيهم، كما يتفرع منه طريق آخر يصل إلى النهر مباشرة، ويمكن الوصول منه عن طريق جسر "الحاج حسن" إلى منطقة "الشيخ بدر" المجاورة، وكان قد نُفِّذ جزء من مشروع شبكة صرف صحي، لكنه لم يكتمل، بالمقابل القرية مخدمة بشبكة مياه للشرب وشبكة كهرباء، وخطوط هاتف وخدمات الإنترنت متوفرة أيضاً. أما من الناحية التعليمية، ففيها مدرسة ابتدائية وأخرى إعدادية، كما ترتفع فيها نسبة المتعلمين إلى التسعين بالمئة».

من ينابيع القرية