على هضبة متوسطة الارتفاع يحميها جبلان مرتفعان، وترتفع عن سطح البحر نحو 400 متر، وتكثر فيها الينابيع العذبة، استوطن "آل صليبي" و"آل الجندي"، وشجعتا على مزيد من الاستيطان البشري، ليكوّنوا قرية "بحوي" المشتقة من تسمية سريانية تعني "بيت حواء".

مدونة وطن "eSyria" زارت القرية بتاريخ 16 شباط 2018، والتقت "علي الجندي" من أهالي وسكان القرية، ليحدثنا إدارياً عن تبعية قرية "بحوي"، فقال: «تتبع إدارياً إلى مركز محافظة "طرطوس" على الرغم من البعد الكبير عنها، الذي يقدر بنحو 24 كيلومتراً، والناجم عن التقسيمات الإدارية القديمة، وطريقها يمر عبر طريق عام (طرطوس - الشيخ سعد - قرية بملكة - خربة الفرس - بحوي)، وتبعد عن مدينة "الشيخ بدر" نحو ستة كيلومترات، وعن مدينة "الدريكيش" نحو اثني عشر كيلومتراً، وهذا ما اعتاده الأهالي، وبقيت علاقتهم التجارية مرتبطة بمدينة "طرطوس" على الرغم من البعد عنها.

هي تسمية قديمة جداً تعود إلى الفترة السريانية، وتعني "بيت حواء" لجمال طبيعتها وخصوبتها زراعياً، وهذا يدل على عراقة وقدم المنطقة بكاملها، والقرية بالأساس مسيحية المنشأ، أما الآن، فهي تمازج مسيحي إسلامي

علماً أنها كانت تتبع إدارياً حتى الستينات إلى ناحية "السودا"، وكانت تعاملاتنا التجارية والإدارية تتم سيراً على الأقدام».

علي الجندي

وفيما يخص التسمية، قال: «هي تسمية قديمة جداً تعود إلى الفترة السريانية، وتعني "بيت حواء" لجمال طبيعتها وخصوبتها زراعياً، وهذا يدل على عراقة وقدم المنطقة بكاملها، والقرية بالأساس مسيحية المنشأ، أما الآن، فهي تمازج مسيحي إسلامي».

ويتابع: «بجانب المقبرة الحالية كانت أول مدرسة في القرية، وكانت مبنية من الحجارة الطبيعية ذات اللون الأسود، وبجانبها أقدم شجرتي سنديان تقريباً، وكان أطفال القرية يتلقون تعليمهم تحت ظلهما قبل إنشاء المدرسة على يد خطيب القرية؛ وهو ما أثر إيجاباً بالحالة التعليمية والثقافية وأنهى الأمية منذ القدم، وأيضاً أثر بتوجه أبناء القرية نحو التحصيل العلمي المتكامل، فأسست أول مدرسة في المنطقة عام 1921، وهي "مدرسة المحمدية" سابقاً، ومدرسة الشهيد "أنور الجندي" حالياً».

المختار رعد محي الدين عثمان

أما بالنسبة للتوضع الجغرافي والتضاريس، فهي كما قال مختار القرية "رعد محي الدين عثمان" تربو على هضبة متوسطة الارتفاع بين جبلين يحميانها من مختلف عوامل الطقس، وتابع: «المنطقة بالكامل تسمى "نهر الخوابي" نسبة إلى "قلعة الخوابي"، وترتفع هذه الهضبة نحو 400 متر عن سطح البحر، واستقر فيها ما يزيد على 1000 نسمة سابقاً، وبقي منهم في القرية نحو 300 نسمة، لأن أغلبهم يعملون خارجها، وفيها نحو ثلاثة عشر نبعاً؛ أغلبها دائم الجريان منتشرة ضمن مختلف مواقع القرية، وهذا كان له الأثر الكبير سابقاً بتمركز السكن حول تلك الينابيع واستثمارها بالري والشرب؛ لأن أغلبها عذبة».

وتابع في أسماء الينابيع وأهميتها، وقال: «من أهم ينابيع القرية: "عين الشرقية"، و"نبع الدلبة"، و"عين الباردة"، و"عين الضيعة"، و"عين البندقة"، و"عين الدوير"، وبجانبه بقايا كنيسة متهدمة، و"عين المشمشة"، و"نبع السكر"؛ وهو ما أثّر إيجاباً بالزراعة، فأغلب الزراعات تعتمد على أشجار الحمضيات وبعض أنواع الأشجار المثمرة والخضار المنزلية، علماً أن الحيازات الزراعية صغيرة؛ لذلك كان الاعتماد على المدرجات الجبلية لاستثمارها بالزراعة؛ وهو ما تطلب جهداً بشرياً كبيراً لاستصلاحها، وفيما يخص طرق القرية، فجميعها شقت بالعمل الشعبي وعبدت من قبل الدولة ما بعد عام 1963».

قرية بحوي ضمن الدائرة الصفراء وفق غوغل إيرث

القرية حالياً تتبع إدارياً إلى بلدية "خربة الفرس"، وهي هادئة جداً، وتتمركز منازلها بين أحضان الطبيعة، وفيما يخص حدوها قال المختار: «من الجهة الشرقية تحدها قرى "القليعات" و"بغمليخ" و"كفرية شرقية"، ومن الجهة الغربية قريتا "بملكة" و"حصين البحر"، ومن الجهة الشمالية قرية "كوكب الهوا"، ومن الجهة الغربية قريتا "بحنين" و"السودا"، ومن الجهة الجنوبية قرى "خربة الريح" و"حبسو" و"ساعين"».

وفي لقاء مع "حسين عيزوقي" من أهالي القرية، وهو موظف متقاعد، قال: «جامع القرية القديم المحدث حالياً يعدّ من أقدم جوامع المنطقة، بني رسمياً كبناء إسمنتي بعد أن كان بناء حجرياً عام 1950 تقريباً، ودرّس فيه الأستاذ "مصطفى الجندي" أبناء القرية مختلف الاختصاصات التعليمية؛ وهذا لأنه لم يكن هناك بناء رسمي للتعليم، حيث كان التعليم يتم في الجوامع بوجه عام في مختلف قرى المنطقة، أو تحت ظل الأشجار، كما فعل المتعلم الأول في المنطقة "هاشم الجندي"».

بقي أن نذكر، أن من مؤسسي القرية بسكانها الحاليين "آل الجندي" و"آل صليبي" و"آل عيزوقي" و"آل ديوب" و"آل عبدو" و"آل عثمان".