تقع مزرعة "بيت النبع" على سفح جبل "زغرين" البركاني 1120 متر عن سطح البحر, وتشرف من هذا الارتفاع على مناطق واسعة تمتد من جبال عكار اللبنانية إلى أجزاء من حمص وحماه واللاذقية.

تتبع مزرعة "بيت النبع" إدارياً لقرية "كاف الجاع" في ريف "القدموس", يفصلها عن القرية جرف صخري شديد الانحدار, تشرف من الشمال على طريق عام "القدموس- مصياف" ومن باقي الجهات على قرية "كاف الجاع", وللمزرعة طريق واحد يسلكه الأهالي.

الطبيعة الوعرة للمزرعة وارتفاعها وصعوبة الوصول إليها جعل منها حصناً طبيعياً أكسبها أهمية تاريخية, كونها أصبحت إحدى معاقل ثورة الشيخ "صالح العلي"

ولمعرفة سبب تسمية بيت النبع قال الجد "شفيق سليم حسن" لمدونة وطن "eSyria" في تاريخ 3 أيلول 2016: «سميت المزرعة "بيت النبع" نسبة إلى النبع الأثري القديم الموجود فيها, وكان يسمى "نبع الذهب", عثر في منطقته على لقى أثرية ونواويس حجرية تعود إلى الفترة "الآرامية", وفي فترة الحكم العثماني وجد بيت واحد بجانب النبع استخدمه المسافرون كاستراحة لهم, وعرفت المنطقة فيما بعد "بيت النبع"».

شفيق حسن

أما عن أهمية الموقع التاريخية يتابع الجد "شفيق": «الطبيعة الوعرة للمزرعة وارتفاعها وصعوبة الوصول إليها جعل منها حصناً طبيعياً أكسبها أهمية تاريخية, كونها أصبحت إحدى معاقل ثورة الشيخ "صالح العلي"».

وعن الميزات الطبيعية للمزرعة يقول الأستاذ "علي محمد حسن": «الارتفاع الكبير للمزرعة عن سطح البحر أكسب مزرعة "بيت النبع" مناخاً صيفياً معتدلاً, وفي الشتاء كثيراً ما تنخفض الحرارة إلى ما دون الصفر مئوية مع غزارة في الأمطار والثلوج».

مدخل القرية

ويضيف: «يوجد في المزرعة تنوع نباتي من حيث الغابات كغابة الصنوبر المعمر, وأشجار السنديان والبلوط والغار و البطم وشجيرات الريحان البري, وبعض الأعشاب الطبية كالعجرم و الزوفا والزعتر».

وبالنسبة للمياه والتربة قال: «للمزرعة نبع وحيد هو النبع الأثري, يستخدمه الأهالي لتأمين مياه الشرب وري بعض المساحات القريبة منه, في حين يعملون على تامين ما تبقى من احتياجاتهم المائية عن طريق جمع مياه الأمطار عن أسطح المنازل وتخزينها للإستفادة منها في موسم الجفاف. ولقد ساهم انتشار التربة البركانية الخصبة بتنوع المحاصيل الزراعية التي تنتجها المزرعة».

موقع القرية وفق كوكل

وعن تنوع الزراعات تحدثنا إلى المزارع "جمال عيسى خليل" فقال: «نظرا لوعورة المنطقة وانحدارها الشديد, حول المزارعون السفوح الجبلية إلى مدرجات لحمايتها من انجرافات التربة,وهممازالويستخدمون في أعمالهم أدوات زراعية قديمة, وحالياً قام البعض بإدخال آلات زراعية تتناسب مع طبيعة المنطقة مثل "العزاقة والجرارات الصغيرة».

ويكمل: «المحاصيل الزراعية متنوعة كالتفاح والكرز والتين والجوز والرمان والعنب, بالإضافة إلى القمح والشعير والتبغ وبعض الخضروات الموسمية, أما زراعة أشجار التوت فقد تراجعت لتوقف الأهالي عن تربية دودة القز, لتحل محلها زراعة الزيتون. وتهتم الكثير من الأسر بتربية الدواجن والأبقار للاستفادة من منجاتها وبيع ما يفيض من الإنتاج وهذا يساهم فعلياً بتحسين مستوى دخل الأسر وتأمين مستلزماتها المعيشية».

وفي ما يخص الصناعة وبعض الأمورالخدمية في المزرعة قال الشاب "نورس صالح محمد": «تعتمد مزرعة "بيت النبع" علىبعض الصناعات البسيطة مما يتوافر في البيئة المحلية كبعض الصناعات الغذائية مثل تجفيف التين وبعض أنواع الخضار, وأيضا على بعض المهن التقليدية كالنجارة والحدادة. وتشمل المزرعة بعض الخدمات البلدية والكهربائية والهاتف الآلي والصرف الصحي».

ويضيف: «تمتلك المزرعة الكثير من المقومات السياحية التي يمكن أن تحولها إلى مقصد للكثير من محبي الرحلات الاستكشافية البيئية, بالإضافة إلى غناها بالمعالم التراثية كالبيوت القديمة والنواويس الحجرية».

وفيما يتعلق بالواقع التعليمي يقول الشاب "نورس": «يتابع أبناء المزرعة تعليمهم الأساسي والثانوي في مدارس قرية كاف الجاع التي تتبع لها المزرعة إدارياً, ويوجد في المزرعة أعداد لا يستهان بها من الطلاب والخريجين الجامعيين من كافة الاختصاصات».