قرية تربعت على تلة بين جبلين احتضناها وحمياها من رياح المرتفعات الشاهقة، سكنها أبناؤها من حوالي 400 عام ومازالوا يستثمرون حقولها وينابيع مياهها.

إن قرية "المجيدل" التابعة إلى مدينة "الشيخ بدر" قرية تراثية زراعية بامتياز، وهذا ما تحدث به لمدونة وطن "eSyria" بتاريخ 20 كانون الأول 2013 الجد "علي حسين حسن" الذي قاربت سنوات عمره من الرابعة والتسعين قضاها حسب قوله بالزراعة وتشذيب الصخور، وتابع عن العمر الافتراضي للقرية فقال:

تميزت البيئة الاجتماعية في القرية بالبساطة والكرم وظهر هذا من خلال مد يد العون لكل إنسان يقصد القرية بهدف الحصول على شيء، ومنها الماعز الجبلي الذي كانت منتشرة تربيته لدينا نتيجة الطبيعة الجبلية القاسية المناسبة له، فكانت القرية موردة له إلى بقية القرى

«بالنسبة إلى عمر القرية والاستيطان البشري فيها فهو أمر غير مدرك بشكل كامل إلا أن بعض أجدادنا القدامى قدر عمرها بما يزيد على 400 عام، نظراً إلى طبيعة المكان ووجود بعض النواغيص والمواقع الأثرية فيها، وقد قيل عن القرية وتسميتها منذ عشرات السنين إن "مجيدل" تصغير "مجدل" وهي تسمية سريانية تعني البرج الصغير، وقد توافق هذا مع ما قيل عن وجود جدار قلعة مدفون في الجهة الغربية من القرية، ولكن هذا لم يثبت بعد على حد معرفتي».

صورة فضائية للقرية

وعن عائلات القرية التي أدركها الجد "علي" نتيجة سنوات عمره الطويلة قال: «إن أغلب عائلات القرية جاءت من خارج منطقتنا كـ"لبنان"، وبعضها جاء من القرى المحيطة بنا، مثل قرية "الديريني وبيت الوقاف"، وهذا ما أدى إلى تنوع العائلات وتسمياتها ومنها: آل "حسن" وآل "عبد الله" وآل "درويش" وآل "علي خدوج" وآل "الوقاف" وآل "وطفة" وآل "حمود"».

ويضيف: «تميزت القرية سابقاً بالزراعة المنتجة بشكل جيد، فأنا مثلاً كنت أعمل في الزراعة ولأغلب المبتدئين في هذه المهنة المجهدة، إضافة إلى تشذيب الصخور والحجارة الطبيعية اللازمة لبناء المنازل والحواجز الحقلية أو ما يعرف "الرعش"، وزراعة القرية كانت جيدة نتيجة لخصوبة تربتها وعطائها».

جانب من القرية

وختم حديثه بالقول: «تميزت البيئة الاجتماعية في القرية بالبساطة والكرم وظهر هذا من خلال مد يد العون لكل إنسان يقصد القرية بهدف الحصول على شيء، ومنها الماعز الجبلي الذي كانت منتشرة تربيته لدينا نتيجة الطبيعة الجبلية القاسية المناسبة له، فكانت القرية موردة له إلى بقية القرى».

وفي لقاء مع المهندس "محمود حسن" من أبناء القرية قال: «القرية تتبع إلى مدينة "الشيخ بدر" وتبعد عنها تسعة كيلومتر، وتحدها من الجهة الشرقية قرية "برمانة المشايخ" وقرية "الوادي الأخضر" وقريتا "بنجارة والنيحة"، ومن الجهة الغربية قرية "بريصين والشيخ بدر" وقرية "بنمرة"، ومن الجهة الجنوبية قرية "الديرون" وقرية "النويحة"، ومن الجهة الشمالية قرية "الصوراني" وقرية "البغيدات" وقرية "المقبلة"».

المختار "علي حمود"

أما عن نسبة المثقفين في القرية فيقول الأستاذ "محمود": «نسبة المثقفين والمتعلمين في القرية جيدة جداً رغم حالات الفقر المادي المتواجدة فيها، التي كسر رتابتها أبناء القرية بالتصميم والعزيمة على تغييرها، فالرعيل الأول من المثقفين في القرية درسوا تحصيلهم العلمي على ضوء الكاز الذي لم يتوافر غيره في تلك الفترة الزمنية، فأصبحوا مهندسين وأطباء ومدرسين».

وفي لقاء مع السيد "علي محمود حمود" مختار القرية قال: «لقد عمل أبناء القرية في الزراعة فزرعوا الحمضيات واللوزيات والتفاحيات والقمح وكروم العنب لتوافر مياه الينابيع، إضافة إلى أشجار الزيتون والقمح والبقوليات المنزلية لخدمة الاكتفاء الذاتي ومنها للتجارة، علماً أن حقولنا الزراعية المنتشرة في كثير من البقع الجغرافية تفتقر إلى الطرق الخدمية الزراعية التي تصلنا إليها وتصلها مع بعضها بعضاً».

ويتابع: «استمرت في القرية حتى فترة قريبة العديد من الحرف اليدوية المتوارثة منها صناعة أطباق القش والملاعق الخشبية والأواني أيضاً، والجرار والأواني الفخارية وذلك لتوافر المواد الأولية اللازمة لصناعتها، وصناعة حبال من شعر الماعز، وتنتشر حالياً مزارع تربية الأبقار والدواجن».

وعن تقسيمات القرية وحاراتها التي ترتفع 350 متراً عن سطح البحر قال المختار: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي 2400 نسمة تتوزع على عدة حارات منها الحارة "الفوقانية" وحارة "بيت خدوج" وحارة "الدقاره" والحارة "الغربية"، ويقال إن حارة "بيت خدوج" وبيت "عبد الله" تتربع على قلعة أثرية غير مكتشفة، حيث يوجد في القرية أيضاً ناغوص حجري ومحرس صخري».