"بغمليخ" قرية "فينيقية" اشتق اسمها من السفح المرتفع، أحاطتها التلال من ثلاث جهات وبقيت الرابعة مفتوحة باتجاه البحر، في حين ينتشر الغطاء النباتي على مساحة واسعة من القرية.

تقع قرية "بغمليخ" بين مجموعة تلال جبلية مرتفعة حجبت القرية عن محيطها، في حين بقيت الجهة الغربية مفتوحة على وادٍ واسع ترك منفذاً تطل منه القرية على البحر ببعد يبلغ 30كم، وهو بعد القرية عن مدينة "طرطوس".

أمن موقع القرية جانبين مهمين، أولهما تاريخي يتعلق بموقع القرية ورجالاتها الذين جعلوا القرية أحد معاقل ثورة المجاهد "صالح العلي" ضد الفرنسيين" كمكان للثورة وفي نفس الوقت لتمويل الثورة من قبل بعض رجال الثورة أذكر منهم جدي الشيخ "يوسف أحمد رمضان". أما الجانب الثاني لموقع القرية فقد تمثل حديثاً بالجانب الجمالي الطبيعي للقرية، وبجبلها "بوردة" المرتفع، والذي يطل على البحر وعلى جواره من قرى وغابات، في حين يشكل المناخ المعتدل والينابيع الوفيرة حالة جذب سياحية، مازالت مقتصرة على الأصدقاء الذين يزورون القرية من جميع أنحاء سورية، يأتون عند أصدقاء لهم من القرية ويقضون أوقاتاً ممتعة فيها، ما يعطي القرية أهمية لابد من قطف ثمارها مستقبلا

يقول المهندس الزراعي "علي رمضان" خلال زيارة "eSyria" لقرية "بغمليخ" بتاريخ 22/4/2013: «أخذت قرية "بغمليخ" اسمها من موقعها المميز وسط التلال والغطاء الأخضر الواسع داخل القرية وفي محيطها، في حين أن الاسم يعود إلى "الفينيقيين" الذين سكنوا المنطقة وأطلقوا هذا الاسم على موقع القرية وعلى السفوح المحيطة بها، والتي امتدت القرية باتجاهها حديثاً، في حين يأتي حرف الباء الساكن بمثابة أل التعربف في اللغة العربية كفرضية أولى، ويقول البعض بأن حرف الباء يأتي اختصاراً لكلمة بيت "بخمليخ، بنمرة، بوردة،.." وهو حرف شائع في بداية العديد من أسماء قرى "طرطوس" الفينيقية الأصل.

تقع القرية شمال شرق مدينة "طرطوس"، وهي آخر قرية تتبع لمنطقة "الشيخ بدر" جنوباً، وتبعد عنها 13كم، في حين تبعد عن "الدريكيش" 18كم، وتحيط بها قرى "العليقات" غرباً، و"بوردة" شرقاً، ومن الجنوب الغربي تحدها قرية تفاحة، ويحيط بالقرية غطاء نباتي واسع من "البلوط والسنديان"، والكثير من أشجار "الدلب"، حيث توجد غابة طبيعية "غابة الشيخ حيدر"، وغابتان صنعيتان "بوردة وتفاحة"».

وفي لقاء مع مختار "بغمليخ" السيد "محمد شدود" قال: «تنتشر القرية على مساحة تقدر ب4كم2، وقد بدأ وجود القرية من الوادي حيث الينابيع الوفيرة لقضاء حاجات السكان، ثم انتشرت وتوسعت تدريجياً باتجاه الجبل بشكل دائري "ثلاثة أرباع الدائرة" وصولاً اليوم إلى السفوح، وتقسم القرية إلى مجموعة أحياء "الميدان، الكنيسة، ضما، الشقاليف، بيت رمضان، والحي الغربي.

المختار "محمد شدود"

وبين القرية القديمة والحديثة نجد فوارق عديدة سواء بحجم المنازل وتوزعها وقربها من بعضها، وتوضعها بقرب الماء، فقديماً كان الناس يخافون السرقات وأخطار الطبيعة، فكانوا يجتمعون بالقرب من بعضهم بعضاً فترى البيوت متزاحمة متلاصقة، عد الرغبة بالبقاء قرب مصادر المياه، لكن مع انتشار حالة الأمان وتوسع الخدمات أصبحت البيوت أكبر وبدأت تأخذ الطابع الانفرادي حيث توزعت هنا وهناك بجانب القرية، كما اتجه الناس للبناء فوق السفوح مع وصول الخدمات إلى أي مكان في القرية، وقد افتتح الطريق إلى القرية عام 1950، حيث ترددت إلى القرية سارتان كانتا سبيل المتجهين إلى المدينة، إحداهما لسائق من قرية "خربة الفرس" واسمه "حسين عطيلة" والآخر من "طرطوس" واسمه "محمود زين"».

تتصل "بغمليخ" مع محيطها بشبكة طرق واسعة، ومن أهمها الطريق الذي يصلها مع مدينة "طرطوس" ويمر بعدة قرى "طرطوس، بسمّاقة، بملكة، خربة الفرس، خربة الريح، بغمليخ"، ويذكر أهل القرية أنها تمتلك شبكة طرق زراعية واسعة لكنها غير معبدة بالتالي غير صالحة للاستخدام بسبب أمطار الشتاء ووعورتها.

صورة فضائية لموقع القرية

ويوجد في القرية عدد من المنشآت الخدمية "مستوصف طبي، فرع للاتحاد النسائي، وجمعية فلاحية" في حين توجد ثلاثة مدارس للتعليم الأساسي في القرية، أما التعليم الثانوي فيتم في قرية "بقعو" المجاورة، ويوجد في القرية "مسجد وكنسية بغمليخ"، كما يبلغ عدد سكان القرية 2500ن.

ويتوزع النشاط الاقتصادي لأهل القرية في عدة نواح قليل منها تجاري وصناعي وأغلبها خدمي وزراعي، يقول في ذلك المختار "محمد شدود": «كانت الزراعة المورد الأساسي لأهل القرية، الذين زرعوا "القمح، والذرة، والشعير، والخضار" لوفرة المياه، حيث يوجد في القرية عدة ينابيع منها "فريكة، القدام، الدلبة، الباردة، ونبع الصفصافة"، وقد حدثت خلال عدة عقود تغيرات واضحة في زراعة الأشجار فقد انتشر "الزيتون" في معظم أنحاء القرية، بعد أن كان يقتصر على الجهة الغربية، في حين كانت الأرض قديماً مزروعة "بالتفاح"، الذي تراجعت زراعته لكثرة حاجته للخدمة والعناية، ولم يتوافق ذلك الأمر حينها مع أسعاره المتدنية، فتراجعت هذه الزراعة إلى أقصى حد، واليوم نجد "اللوزيات" والكثير من أنواع الفواكه التي تحقق الاكتفاء الذاتي للناس، وتحقق التنوع في نفس الوقت، وفي مناطق الينابيع ومجاريها نجد "الجوز" بأعداد جيدة، تؤمن الاكتفاء الذاتي للناس، في حين يقوم البعض بتسويق إنتاجه إلى منافذ تصريف مختلفة».

يقول الأديب "إياد رمضان" من سكان قرية "بغمليخ: «أمن موقع القرية جانبين مهمين، أولهما تاريخي يتعلق بموقع القرية ورجالاتها الذين جعلوا القرية أحد معاقل ثورة المجاهد "صالح العلي" ضد الفرنسيين" كمكان للثورة وفي نفس الوقت لتمويل الثورة من قبل بعض رجال الثورة أذكر منهم جدي الشيخ "يوسف أحمد رمضان". أما الجانب الثاني لموقع القرية فقد تمثل حديثاً بالجانب الجمالي الطبيعي للقرية، وبجبلها "بوردة" المرتفع، والذي يطل على البحر وعلى جواره من قرى وغابات، في حين يشكل المناخ المعتدل والينابيع الوفيرة حالة جذب سياحية، مازالت مقتصرة على الأصدقاء الذين يزورون القرية من جميع أنحاء سورية، يأتون عند أصدقاء لهم من القرية ويقضون أوقاتاً ممتعة فيها، ما يعطي القرية أهمية لابد من قطف ثمارها مستقبلا».