يعد جبل الشيخ "معلا حمين" بقمته المرتفعة أكثر من /400/ متر عن أعلى جبال منطقة "الدريكيش"، وأميزها جمالاً وإطلالة، وله قيمته التراثية الاجتماعية المرتبطة بجد القرية وقاضي قضاة المنطقة.

مدونة وطن eSyria زارت جبل الشيخ "معلا حمين" مقصد أبناء المنطقة للاستجمام والسياحة الشعبية، بتاريخ 29/7/2013، والتقت السيد "أحمد يونس" من أبناء القرية حيث قال: «نرى في جبل الشيخ "معلا معلا" أو كما يعرف شعبياً جبل الشيخ "معلا حمين" كناية عن اسم القرية التي تعتبر بمختلف مكوناتها وأبنائها أحفاداً لهذا الشيخ الفاضل، قيمة تراثية اجتماعية ترتقي بها القرية، لاحتضانه جثمان الجد الأول للقرية الحديثة التي تطول بتاريخها /350/ عاماً خلت.

لقد انعكست أهمية وجود جد القرية الأول في قمة الجبل على أهميته بالنسبة للأهالي من حيث العناية الدائمة بأشجاره والمحافظة على طبيعته النضرة، ناهيك عن التحسينات والترميمات المستمرة له

وهذا الجبل يعتبر بقمته المرتفعة أعلى جبال منطقة "الدريكيش" وأكثرها سحراً لإطلاته المكشوفه في جميع الاتجاهات على مختلف المناطق المحيطة به، ويمكن أن يرى قاصده جبال "لبنان" و"الساحل السوري" ومنطقة "جرد الدريكيش".

مقام جد القرية

ويحيط بهذا الجبل عدة تلال متوسطة الارتفاع وكأنها قواعد يستند إليها وتتوزع فوقها مساكن القرية كناحية إدارية.

ويقع الجبل جغرافياً في الجهة الشرقية من القرية على مساحة جغرافية كبيرة لم تقدر بعد من قبل أحد، وينبع من سفحه الجنوبي نبع "عين التوتة" الدائم الجريان ليزين الخضار الطبيعي تلك الجهة».

إطلالة من قمة الجبل

السيد "بشار أحمد" من أبناء القرية ويملك أرضاً زراعية بجانب النبع، قال: «إن الموقع الجغرافي المميز للجبل وإطلالته الخلابة جعلت منه مقصداً سياحياً يزوره أبناء القرية والمنطقة للتمتع بالهواء العليل والراحة النفسية والمشاهدة الجميلة لمساحات من الطبيعة الخضراء، فترى في مختلف أوقات الصيف الناس يقصدونه ومعهم ما يرغبون بإحتسائه من شراب أو طعام، دالين بذلك على أهميته للاصطياف والاستجمام هنا».

ويتابع السيد "بشار": «قمة الجبل منبسطة كثيراً وتخرقها الطرق من وإلى القرية، وفيها الكثير من الأشجار المعمرة والمزروعة حديثاً، كأشجار السنديان والريحان وغيرها من الأشجار الحراجية، وقد غرست فيها العديد من أشجار الزنزرخت المظلي لتوفر الظل بمساحات واسعة، إضافة إلى وجود مظلات اسمنتية نصبت لتكون مرتعاً ومستراحاً في حال الازدحام كما في حالات الوفيات من أبناء القرية، حيث يوجد في الجهة الشرقية من القمة مقبرة تراثية قديمة جداً بعض قبورها مؤرخة في العام /1900/ وما قبل.

موقع الجبل وفق جوجل إرث

كما يوجد قبر الشيخ "معلا حمين" كمقام ديني يقصده أبناء القرية والمنطقة للاستجمام بجانبه والتمتع بجمالية الطبيعة وسحرها ورهبتها.

كما يوجد ضمن مقام الشيخ "معلا حمين" قبور أولاده السبعة الذين كانوا أصحاب كلمة طيبة ولسان قويم وأخلاق فاضلة».

وعن سبب تسمية الجبل قال السيد "بشار": «لقد حمل الجبل اسم جد القرية الأول وهو الشيخ "معلا معلا" الذي كان قاضي قضاة المنطقة وسيد الكلمات الأخلاقية وقدوة الناس جميعاً، وهذا ما أضاف لقيمة الجبل الجغرافية قيمة تراثية اجتماعية في نفوس أبناء القرية».

وعن المناخ الاصطيافي يقول المحامي "محمد شما"من أبناء القرية: «تميز مناخ الجبل بالبارد المنعش صيفاً والبارد جداً شتاء، وهذا ما دفع أبناء القرية للاستجمام والراحة النفسية فيه بعيداً عن ضغوط الحياة وهمومها، حيث أشعر عند زيارته بمزاج متحسن منفتح لأعود إلى عملي كمحامٍ بكل نشاط وذهنية متقدة».

ويضيف السيد "محمد": «لقد انعكست أهمية وجود جد القرية الأول في قمة الجبل على أهميته بالنسبة للأهالي من حيث العناية الدائمة بأشجاره والمحافظة على طبيعته النضرة، ناهيك عن التحسينات والترميمات المستمرة له».