تتربع على سفح هضبة متوسطة الارتفاع عن سطح البحر وتنبسط في قسمها العلوي مشكلة جغرافية خضراء تتميز بخصوصية المناخ والمجتمع الزراعي.

هي قرية "دريكيش زريب" التي تقع على بعد حوالي خمسة وأربعين كيلومتراً شرقي مدينة "طرطوس" استوطن أبناؤها في أراضيها منذ حوالي /1000/ عام والدلائل على هذا كثيرة منها ما كان موجوداً من لقى أثرية ومنازل حجرية ومنازل منحوتة بالطبيعة بطريقة فنية مذهلة والتي اختفت بفعل عوامل الطبيعة واستثمار الإنسان لهذه الطبيعة.

انتشرت وتعددت عائلات القرية الأساسية وتوزعت على كامل الرقعة الجغرافية لها إلا أن الأساسية منها هي: "آل سليمان" و"آل بشير" و"آل بركات" و"آل حمدان" و"آل صالح" و"آل زوده"

ترتفع القرية عن سطح البحر حوالي /600/ متر وتتربع على هضبة متوسطة الحجم مستوية في قسمها الأخير خلف أشهر الجبال في المنطقة وهو جبل "العليل"، بإطلالة على أشهر المواقع والأبراج التاريخية وهو "برج صافيتا الأبيض" والذي يبعد عنها حوالي خمسة عشر كيلومتراً.

جبل العليل

ويذكر السيد "محمد راشد" من أبناء القرية لمدونة وطن eSyria بتاريخ 19/5/2013 أن القرية تتبع من الناحية الإدارية حالياً لناحية "السيسنية" بعد أن كانت تتبع لبلدية "مشتى الحلو"، ويحدها من الجهة الشرقية قرية "حابا" وقرية "ضهر حبش" وقرية "المجيدل" ومن الجهة الجنوبية قرية "المتراس" وقرية "عين الصحن"، ومن الجهة الشمالية قرية "كفر صنيف" وقرية "عين عفان" أما من الجهة الغربية فيحدها جبل "العليل" وقرية "بدادا".

وعن سبب التسمية يضيف السيد "محمد": «يتميز مناخ القرية بالمعتدل الدافئ بشكل عام فهي لا تصنف ضمن القرى الجردية بدليل انتشار زراعة الحمضيات ونجاحها وتميزها لدينا، ومن هنا ورغم تعدد الآراء اجتمع البعض على أن هذا المناخ المعتدل والدافئ شتاء هو سبب التسمية، حيث قيل إن التسمية جاءت من معنى "الشتاء الدافئ" أي "دريكيش"، إضافة إلى أن القرية كانت مملوكة سابقاً للإقطاع ولتمييزها عن مدينة "الدريكيش" المعروفة والمشهورة والتي سكن فيها الإقطاع أضيفت كلمة "زريب"».

المختار محرز سليمان

وعن الجانب الزراعي ذكر السيد "لؤي سلوم" مزارع أن «القرية تطورت كثيراً بجانبها الزراعي منذ حوالي خمسين عاماً وحتى الآن، وذلك بعد أن كانت منطقة جبلية قاحلة تكسوها الصخور الكبيرة والصغيرة ولا تتوافر فيها المساحات الجيدة القابلة للاستثمار الزراعي ولا المياه الكافية لها، وذلك نتيجة تعلق الأهالي بالأرض وحبهم للعمل الزراعي الذي بدّل وغيّر من طبيعة القرية كثيراً، فازادت المساحات الخضراء وتحسنت أمورهم المادية والاجتماعية، حتى إنه كان لهم الفضل في إدخال العديد من الزراعات الجديدة إلى المنطقة والمحافظة بشكل عام ومنها زراعة "الفريز"، وفي وقت من الأوقات سميت القرية "دريكيش فريز" نسبة لهذه الزراعة.

تتميز القرية بانتشار الآبار الارتوازية الضرورية للأعمال الزراعية والمنزلية، حيث كان لهذه الآبار الفضل في تحسين واقع القرية بشكل عام، إضافة إلى أنه دليل على طبيعة الموقع الخيرة ووجود شبكة مياه جوفية وفيرة فيها، علماً أنه كان اعتماد الأهالي سابقاً على مياه الينابيع الطبيعية كنبع "عين الصحن" ونبع "عين الخنازير" ونبع "تلجة" ونبع "العروس"».

كروم الرمان

السيد "محرز أسعد سليمان" المختار السابق للقرية تحدث عن أهم المحاصيل الزراعية التي تميزت بها القرية: «من الزراعات المنتجة في القرية الزراعات الربيعية والصيفية ومنها زراعة الفاصولياء والبندورة القصبية والهندباء والسلق والباذنجان والفليفلة، وجميعها تزرع في الطبيعة خارج البيوت المحمية، إضافة إلى زراعة الزيتون والحمضيات والرمان المتميز لدينا على مستوى المحافظة، وهذا نتيجة طبيعة المناخ المميزة».

ويضيف المختار: «لقد تميز أهالي القرية بحبهم للأرض الزراعية بمختلف محاصيلها وعندما لا يمكنهم زراعة محصول ما فيها يتجهون نحو الأراضي في السهل الساحلي فيتضمنونها سنوياً وينتجون المحصول المرغوب به فيها، وهذا إن دل على شيء فهو دليل على جدارتهم وبراعتهم بهذا العمل، ومن هذه المحاصيل المتميزة زراعة الفريز بنوعيه المحمي في البيوت البلاستيكية والطبيعي خارجها».

وعن تميز بعض أبناء القرية يقول المختار "محرز": «يبلغ عدد السكان حوالي /2500/ نسمة وفيها حوالي /250/ منزلاً، ونسبة المثقفين الحاملين للشهادات الجامعية والمتوسطة مرتفعة جداً، ناهيك عن عدم وجود الأمية بين المعمرين، وجميع الأهالي بعد عملهم الوظيفي يعملون في حقولهم الزراعية أو يتجه بعضهم إلى ممارسة بعض الحرف اليدوية».

ويختم المختار عن أهم عائلات القرية فيقول: «انتشرت وتعددت عائلات القرية الأساسية وتوزعت على كامل الرقعة الجغرافية لها إلا أن الأساسية منها هي: "آل سليمان" و"آل بشير" و"آل بركات" و"آل حمدان" و"آل صالح" و"آل زوده"».