تتميز قرية "أم حوش" بموقعها على "سد الأبرش"، وبإنتاجها الزراعي الوفير، أما تاريخياً فهي تعود للقرن العاشر الميلادي، حيث كانت شاهداً على حروب المنطقة ضد الصليبيين.

تشد قرية "أم حوش" نظر الزائر قبل غيرها من القرى المجاورة، لإطلالة "برج أم حوش" الأثري على ما حوله من جهة، وامتداد القرية الطولاني على سد "الباسل أو الأبرش" من جهة الشمال والشمال الشرقي، مدونة وطن "eSyria" وفي زيارة لقرية "أم حوش" التابعة لمدينة "صافيتا" التقت السيد "حسن محمد" مختار القرية بتاريخ 5/5/2013 فقال: «تقع القرية على هضبة مطلة على ما حولها، ربما تكون السبب في بناء برج تاريخي للمراقبة وما يتبع ذلك من مظاهر السكن القديم، وتتبع القرية لبلدية "بعمرة، وتمتد امتداداً واسعاً حيث السهول الزراعية المنتشرة، وتقع مباشرة على "سد الأبرش" المقام على "نهر الأبرش"، وقد قطع السد القرية عن الجهة الشمالية وقليلاً من الجهة الشرقية، في حين تداخلت أذرع السد وتفريعاته في مزارع القرية من الجهة الغربية، ورغم عدم استفادة كثير من أهل القرية من مياه السد حالياً، لكنه قديماً كان كنهر سبباً في وجود الحياة هنا».

استفاد أهل قريتنا من موقعها في كثير من الجوانب، منها صيد السمك من "سد الأبرش" وذلك خلال فترة طويلة من السنة، كذلك تشكل الأرض الواسعة الخصبة سبيلاً لزراعة المحاصيل الزراعية على أنواعها "المروي والبعلي"، وقد اتجه بعض أهالي القرية إلى زراعة الحمضيات والزيتون لوجود الماء بوفرة، وهذا الماء ناتج عن حفر الآبار وليس من السد

السيد "حسين علي" من أهالي القرية قال: «ذكر الباحث التاريخي "حامد حسن" أن القرية تعود في وجودها إلى زمن "الصليبيين"، ويدل على كلامه الشواهد الأثرية الماثلة ومن أهمها "برج المراقبة" الذي قد يعود إلى ما قبل "الصليبين"، كذلك توجد في القرية بقايا أثرية عليها نقوش مختلفة، فالقرية قديمة في وجودها الذي يعود للقرن "العاشر الميلادي، في ذلك الوقت قدم إلى المكان المجاهد الشيخ "ابراهيم الحوشي" الذي حارب "الصليبيين" وقتل هنا، ولايزال مدفنه شاهداً في مكان بجانب القرية، وسط الموقع القديم لها».

من موقع القرية السابق

كما يورد مختار القرية فرضية أخرى، يقول إنها ربما تكون سبباً في تسمية القرية "أم حوش"، وهي أن سيدة أو عائلة قديمة سكنت المكان قبل غيرها، وكان منزلها محاطاً بجدار يسمى "حوش"، ومع التداول اللفظي لمنطقة "حوش عائلة فلان" أصبح اسم المنطقة متداولاً على هذا الغرار.

من جهته يورد السيد "حسين علي" بعض التفاصيل عن تاريخ القرية حيث يقول: «في القرية عائلات قديمة جداً يعود وجود بعضها إلى عدة قرون ماضية، أقدمها عائلة "بيت رجب، وبيت بلال" وبعدها تأتي في القدم عائلات "بيت كنعان، بيت شموس،.."، ويعود أصل عائلة بيت رجب إلى "جبل الكلبية" في "القرداحة" في محافظة "اللاذقية"، في حين ينحدر "بيت بلال" من "بويضة الشيخ مسلم" في "الدريكيش"، وبعض "بيت بلال" من "بشبطة"، بالتالي يؤكد هذا الكلام مدى قدم القرية، الذي يجاوز الكثير من القرى الساحلية التي وجدت في معظمها قبل 300 إلى 500 عام، كما أن أهل القرية أنفسهم، كانوا في أبنية قديمة مجاورة إذ إن القرية كانت عدة منازل قريبة من ضفة "نهر الأبرش" ومن ثم انتقل الناس إلى جوار المنطقة القديمة، إلى أن انتشرت القرية مرة أخرى وغطت القرية القديمة ومناطق جديدة أخرى».

صورة فضائية للقرية

يقول الشاب "محمد رجب" من قرية "أم حوش": «استفاد أهل قريتنا من موقعها في كثير من الجوانب، منها صيد السمك من "سد الأبرش" وذلك خلال فترة طويلة من السنة، كذلك تشكل الأرض الواسعة الخصبة سبيلاً لزراعة المحاصيل الزراعية على أنواعها "المروي والبعلي"، وقد اتجه بعض أهالي القرية إلى زراعة الحمضيات والزيتون لوجود الماء بوفرة، وهذا الماء ناتج عن حفر الآبار وليس من السد».

تحيط بقرية "أم حوش" مجموعة قرى ومناطق طبيبعة منها "بيت ونوس" جنوباً، و"الطليعي" من الجنوب الغربي، أما "السيسنية" فمن الشرق، وشمالاً "سد الأبرش" وخلفه قرية "بعمرة"، ويبلغ عدد سكانها 2500ن، في حين يغلب الطابع الزراعي على القرية، وتربية المواشي لتوافر الغذاء اللازم لها. وللقرية مخطط تنظيمي قديم، لكن عقارات القرية مقسومة لقسمين أولهما ملك لأصحابها في حين أن القسم الآخر ملك للدولة لكن أهل القرية يستخدمونه منذ خمسين عاماً، وقد حلّ هذا الأمر جزئياً بتنظيم الدولة لأراضيها ووضع سعر معين يجب على سكان العقار دفعه ليصبح العقار ملكاً لهم.

السيد "حسن محمد" مختار القرية

أما موقع "أم حوش" فيأخذ طابعاً سياحياً واعداً يقول عنه الشاب "محمد رجب": «هنا عدة تلال في القرية تطل على سد "الأبرش" وتشكل موقعاً سياحياً لا مثيل له، في حين تحيط القرى والتلال الطبيعية بالقرية من جميع الاتجاهات وخاصة من جهة السد، ولو تم تعبيد الطرق المفتوحة حول السد منذ سنين عدة لكان حال الاستثمارات السياحية أفضل في منطقتنا، ومن المستغرب أن تكون منطقتنا بهذا الجمال وليس فيها ما يجب أن يكون من مرافق خدمية كسياحة لأهل القرية، كذلك يجب الإشارة إلى أن مشكلة الصرف الصحي تسيء لهذا الموقع الجميل ونتمنى إيجاد حل لها في أقرب فرصة».