تشتهر قرية "حفة وعاشقة" التابعة لمدينة "صافيتا" بإطلالة رائعة على وادي نهر "الغمقة" على تلة خضراء مرتفعة، حيث يقال إنها كانت المكان الأشهر لعاشقة فقدت حبيبها .

مدونة وطن eSyria التقت السيد "علي زينب" مدرس لغة عربية وأحد سكان القرية بتاريخ 2/5/2013 حيث تحدث عن معنى اسمها فقال: « تشتهر قريتنا بوجود تلة مرتفعة يشاهد منها جمال القرية بخضرتها وربيعها وأزهارها، ويروى أن فتاة فقدت حبيبها كانت تجلس على حافة تلك التلة، وكان الناس يتهامسون فيما بينهم عن سبب وجودها هناك إن كان بسبب العشق أو بسبب جمال إطلالة تلك التلة، لكن ليس هناك مايوثق ذلك».

الاسم الأساسي هو "بيت زينب" نسبة لسيدة اسمها "زينب" أتت إلى القرية مع ولديها "يونس" و"علي" وكانوا أول من سكنوها وإليهم يعود نسب كل أهالي القرية

"حفة وعاشقة" هو الاسم الحديث لقرية كانت تحمل فيما مضى اسما آخر، وهذا مايحدثنا به المهندس "أيوب زينب" حيث قال: «الاسم الأساسي هو "بيت زينب" نسبة لسيدة اسمها "زينب" أتت إلى القرية مع ولديها "يونس" و"علي" وكانوا أول من سكنوها وإليهم يعود نسب كل أهالي القرية».

موقع القرية على غوغل ايرث

وتابع : «تتمتع قريتنا بجمال عذري طبيعي وبأشجار مثمرة وحراجية كثيرة وكثيفة، وأكثر مايغني الجانب الجمالي فيها هو إطلالتها على مجرى نهر "وادي الغمقة" من الجهة الشمالية».

المهندس "ضاحي عيسى" رئيس بلدة "راس الخشوفة" أضاف: «"حفة وعاشقة" هي إحدى قرى بلدة "راس الخشوفة" وتتبع لمدينة "صافيتا" حيث تبعد عنها /5/ كم، وعن "طرطوس" /20/ كم، وترتفع عن سطح البحر حوالي /260/م، وتمتد مساحة القرية التي تتوضع اعلى الهضبة حوالي /5/ هكتار، ويكون "نهر الغمقة" حدودها الشمالية، بينما تكون بلدة "راس الخشوفة" حدودها الجنوبية، ومن الشرق نرى قرية "المعوانة"، وأما من الغرب فتحدها قرية "بيت الشيحاني"».

مختلف انواع الشتول والغراس

وتابع: «لو قدر للأجداد أن يعودوا للحياة لما تعرفوا على القرية حيث تحولت بيوتها إلى منازل طابقية سقفها مائل ومسقوف بالقرميد، بينما ماتزال بعض البيوت الحجرية القديمة موجودة للآن وأغلبها غير مسكون».

القرية التي تثير الفضول من اسمها ذاع سيطها في محافظة "طرطوس" وحتى المحافظات الباقية كمصدر هام لكافة أنواع الشتول والغراس والورود، وعن هذا يحدثنا المهندس الزراعي "نهاد صقر" فيقول: «مساحات الأرض الصالحة للزراعة في القرية صغيرة جدا ولا تتجاوز /200/ م، وبالتالي فهي غير كافية لزراعة مواسم زراعية يعتاش منها أهالي القرية، فكان لابد من فكرة إنتاج الغراس والشتول والورود، حيث بدأت قريتنا بهذه الزراعة منذ حوالي /50/ عاما، ومع الأيام اكتسبت شهرة كبيرة وتفردت بهذا النوع من الإنتاج لتكون الوحيدة في محافظة "طرطوس" من حيث إنتاجها للغراس، وربما يكون سبب انعدام المنافسة هو أن الأهالي في باقي القرى يمتلكون مساحات زراعية كبيرة ويفضلون استثمارها في لمواسم الزراعية وليس بزراعة الشتول والغراس».

الجدة ظريفة محمد

وأنهى حديثه بالقول: «كافة أنواع الشتول موجودة فهناك "البندورة والباذنجان والقرنبيط والملفوف....الخ"، وبالنسبة لزراعة الورود فهي حديثة نوعا ما ولكنها تلقى رواجا كبيرا في القرية، حيث يقوم البعض من أهالي القرية بزراعة كافة أنواع "الحوليات" بالإضافة إلى نباتات الزينة الأخرى».

الجدة "ظريفة محمد" تحدثت عن زراعة الغراس فقالت: «كل أهالي القرية يعملون بزراعة وإنتاج الغراس، فأمام كل منزل هناك "حاكورة" صغيرة نقوم بزراعتها بمختلف أنواع الغراس، ومن ثم نقوم ببيعها لأصحاب المشاريع الزراعية في محافظة "طرطوس"، وغالبا مايأتينا مشترين من محافظات أخرى خصوصا من "الرقة" و"إدلب"، وأحيانا من "سهل عكار" في "لبنان" لأن سمعة غراسنا جيدة، ونحن نباهي ونفتخر بهذه السمعة التي ساهمت بخلق مورد رزق مستمر وسهل».