لم تنضب مياهه يوماً ولم تتوقف عن الجريان في سواق وتفرعات ترابية أغنت محيطه بالطبيعة الخضراء مشجعةً البعض على الاستثمار السياحي في الريف الجبلي.

إن نبع "عين الجوزات" في قرية "بحيصيص" شمالي غربي مدينة "الدريكيش" بموقعه الجغرافي المميز وطبيعته الريفية الجميلة استطاع أن يجذب الأنظار للاستثمار السياحي الشعبي فيصبح مقصداً لكل محب للطبيعة بمكنوناتها الريفية الجبلية، وهنا يقول الأستاذ "غازي سليم جنيد" مالك الموقع الجغرافي بما فيه من جلسات شعبية اصطيافية بجوار النبع في حديث لمدونة وطن eSyria خلال لقائها بتاريخ 23/4/2013: «يعد نبع "عين الجوزات" من أهم ينابيع قرية "بحيصيص" وأغزرها وأعذبها مياهاً، فهو نبع دائم الجريان ينضح من أسفل صخرة كلسية كبيرة ليزين الموقع الجغرافي بالحياة والطبيعة الخضراء على مدار العام، إضافة إلى وجود العديد من أشجار الجوز المميزة الكبيرة المعمرة التي أضفت على الموقع العام جمالية يدركها كل مرتاد للتمتع بالطبيعة الجميلة هنا، علماً أن أشجار الجوز معروفة بحبها للمياه مما يؤكد جريان مياه النبع باستمرار.

باعتقادي أن سبب تسمية النبع يعود لانتشار أشجار الجوز بكثرة هنا، حيث تصبح المنطقة واحة خضراء تملؤها رائحة الجوز الزكية

يعتبر موقعه مقصد أغلب أبناء القرية الراغبين بالتمتع بجمال الطبيعة وتعبئة مياه عذبة لزوم صناعة الشاي في المنازل، علماً أن مؤسسة المياه قد أمنت توافر المياه للمنازل عبر شبكاتها الخاصة.

الجد سليم جنيد

إن جمالية الموقع والمياه الجارية دوماً دفعتني لتبني فكرة استثمار المكان من خلال إنشاء استراحة شعبية بخدمات جيدة يقصدها أبناء القرية والمعارف والأصدقاء وكل من سمع بها للتمتع بوجبة طعام في أحضان الطبيعة الهادئة وتوفير كل ما يحتاجه الزائر، وقد ساهمت هذه الفكرة بتأمين كل ما يتطلبه المرتاد لزيارة النبع وأصبح الزوار يتمتعون بالخدمة السياحية وجريان المياه والطبيعة».

الجد "سليم جنيد" أشار: «من عدة شهور وقبل أن يصاب ولدي وهو صاحب الفكرة بحادث صحي أقعده في المنزل كانت هذه المنطقة عامرة بالحركة النهارية والمسائية على مدار الأسبوع وخاصة أيام العطل الرسمية، وذلك لتوافر الكهرباء ومختلف الخدمات السياحية من أطعمة شعبية مطهوة بالفخار ومشروبات ساخنة وباردة وغيرها الكثير، لكن الآن يأتي المرتاد للنبع ويحضر معه كل ما يريده وما تحتاجه سياحته الشعبية ليتمتع بمشهدية المياه الجارية والخضرة الدائمة».

منبع نبع عين الجوزات

وفي لقاء مع الجد "عبد الكريم داؤود" تحدث عن نبع "عين الجوزات" فقال: «يرتاد النبع زوار من القرية وخارجها ويجلسون تحت أشجار السنديان والجوز المنتشرة في الموقع، مستفيدين من مكنونات الطبيعة في تهيئة النار لزوم طهو الطعام وتسخين المياه، فالجلسة هنا مشوقة وجميلة وخاصة في أوقات ارتفاع درجات الحرارة، حيث تنبعث الرطوبة المنعشة وينتشر الهواء العليل».

وعن سبب تسمية النبع "عين الجوزات" أضاف: «باعتقادي أن سبب تسمية النبع يعود لانتشار أشجار الجوز بكثرة هنا، حيث تصبح المنطقة واحة خضراء تملؤها رائحة الجوز الزكية».

موقع النبع ضمن المثلث الأسود على غوغل إرث

أما الجد "حسن عبد الحميد" فتحدث عن موقع النبع بالقول: «بشكل عام تبعد قرية "بحيصيص" حوالي ستة عشر كيلومتراً عن مدينة "الدريكيش" وحوالي خمسة وثلاثين كيلومتراً عن مدينة "طرطوس"، أما النبع فيقع في القسم الغربي من القرية وتغذي المياه الفائضة منه الحقول الزراعية القريبة منه والتي تزرع ببعض اللوزيات والتفاحيات».

يضيف: «يوجد في القرية نبعان آخران هما نبع "الفوار" ونبع "عين جران" ولكنهما نبعان موسميان ولا يمكن الاستفادة من مياههما بشكل دائم وجيد، علماً أن مياه نبع "عين الجوزات" كانت تروي في السابق ما يزيد على خمسين دونماً من الحقول الزراعية».

إن طبيعة النبع طبيعة بكرية لم تلمسها يد إنسان وهنا يقول السيد "فائق جناد": «نبع "عين الجوزات" نبع طبيعي بموقعه الجغرافي ومنبعه الصخري الذي لم تلمسه يد إنسان في أي محاولة لترميمه أو بناء غرفة حجرية له، وذلك خوفاً على مياهه من الضياع في باطن الأرض، حيث إنه ينبع من تجويف صخري في صخرة ضخمة نصفها فوق سطح الأرض ونصفها الآخر تحتها ويظهر من عمقه حوالي ثلاثة أمتار فقط في باطن تلك الصخرة».