قرية ريفية أشبه بمدينة صغيرة بتطورها العمراني وحركتها الاقتصادية، أسس لها منذ قرون عدة على ثلاث تلال متوازية ارتفعت حوالي /220/ متراً عن سطح البحر، وكانت بيت الرهبان بدلالة اسمها ومن ثم اعتنقت الإسلام.

مدونة وطن eSyria زارت قرية "دير حباش" بتاريخ 5/4/2013 والتقت السيد "أسامة إبراهيم" أحد أبناء القرية الذي تحدث عن موقعها الجغرافي بالقول: «قرية ريفية تتبع إدارياً لمدينة "طرطوس"، وتقع في نهاية حدودها الإدارية الشرقية، ولها امتداد حوالي كيلومتر واحد على جانب الطريق العام الواصل بين مدينة "صافيتا" ومدينة "طرطوس"، حيث تبعد عن مدينة "طرطوس" حوالي تسعة عشر كيلومتراً وعن مدينة "صافيتا" حوالي تسعة كيلومترات، وترتفع عن سطح البحر بحدود /220/ متراً.

انتشار القرية جغرافياً جيد ويحدها من الجهة الشرقية عدة قرى منها قرية "الزويتينة" وقرية "الدعتور" و"الكنائس"، ومن الجهة الجنوبية قرية "ميعار شاكر" وقرية "سمكة"، ومن الجهة الغربية قرية "خربة المعزة"، أما من الجهة الشمالية فتحدها قريتا "الكشفة" و"بشبطة"

وتمتد هذه القرية الصغيرة على ثلاث تلال متوازية بشكل طولاني من الشمال إلى الجنوب، والأولى منها صغيرة متدرجة الارتفاعات تبدأ من الجهة الشرقية على طريق "صافيتا/ طرطوس" ويتوضع عليها "آل الشلوف" و"آل غية"، وفيها تلة دائرية تسمى "دكشة الزهيوية" أو ما يعرف بـ"جبل الست نجيبة"، وموقع طبيعي يسمى "ضهر الخشن"، وتنتهي إلى وادٍ يجري فيه نهر يسمى "الجراجير"، أما الثانية فهي تلة طولانية أيضاً تسمى "الدواوير" وتتألف من أربعة تلال دائرية صغيرة هي "التبة" و"شكارة الغنمة" وتل "الدواوير" ووادي "الدواوير".

السيد "أسامة إبراهيم"

في حين أن التلة الثالثة وهي مركز القرية تضم تل الدوارة أو ما يعرف "ببيت الصهر" وموقع "الرامة" و"الزنيتي" وحارة "المصلبة"، إضافة إلى تل عرضاني ممتد من الشرق إلى الغرب مشكلاً حياً يدعى حي "بيت نور الدين" المطل على حقول قرية "بشبطة" و"الكشفة"، وهذا التوضع على التلال المتدرجة الارتفاعات والقرب من مستوى سطح البحر جعل مناخ القرية مناخاً معتدلاً صيفاً وشتاءً، مع مرور بعض الأشهر الباردة خلال السنة».

أما السيد "محمد أحمد مصطفى" فتحدث عن الجانب الاجتماعي والزراعي: «يبلغ عدد سكان القرية حوالي /4000/ نسمة تقريباً، يقيم أغلبهم فيها والبعض الآخر يقيم في مدن عدة منها "طرطوس" و"صافيتا" ومدن السهول المجاورة إضافة إلى بعض المغتربين في دول المهجر، والمقيمين في القرية يعتمدون على التجارة والصناعة وشيء من الزراعة كزراعة الزيتون وبعض كروم الحمضيات لقلة المساحات القابلة للزراعة، وهذا ما جعل القرية مدينة صغيرة يقصدها أبناء القرى المجاورة للتزود بالبضائع والسلع المختلفة».

مغارة القرية

وفي لقاء مع السيد "ذو الفقار علي دغمه" تحدث عن المواقع الأثرية والتراثية في القرية قائلاً: «منذ القدم وللقرية موقعها الديني المميز وهذا مترجم عن طبيعة اسمها "دير حباش" وانتشار العديد من المواقع الدينية كالكنيسة القديمة العائدة إلى الفترة البيزنطية المتأخرة ومسجد الإمام "جعفر الصادق" عليه السلام الذي يعد من أقدم مساجد المنطقة ويعود بفترة بنائه إلى عام /1968/ ميلادي.

وتضم القرية أيضاً مغارة طبيعية يمر على جانبها الشرقي نهر موسمي صغير، وغابة صغيرة حديثة العهد مزروعة بأشجار الصنوبر والكينا والسنديان والبلوط المعمرة».

قرية دير حباش ضمن المثلث الأسود على جوجل إرث

أما عن أصول تسمية القرية "دير حباش" فيقول: «لتسمية القرية عدة أوجه وتفسيرات منها أن الاسم سرياني الأصل ويعني بحسب المعجم السرياني- العربي "مكان الحبس"، وبحسب التفسير الديني السرياني للكلمة فإنها تعني مكان إقامة الرهبان والراهبات أي يصبح الاسم "بيت الرهبان"، وباعتقادي هذا تفسير سليم معقول منطقياً، بدليل وجود بقايا الكنيسة القديمة جداً.

أما الوجه الثاني للتسمية وبحسب المعجم العربي فإن كلمة "حُباشة" بضم الحاء تعني جماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة، فتحبّش القوم أي تجمعوا كدليل على الاستقرار من قبل البعض، في حين أن الوجه الثالث للتسمية يتعلق بالجزء الثاني من التسمية "حباش" وتعني "التوابع" أي الشيء الفلاني وتوابعه، وهنا تصبح التسمية تعني "الأماكن التابعة"».

السيد "إبراهيم محمد علي" من أبناء القرية تحدث عن حدود القرية: «انتشار القرية جغرافياً جيد ويحدها من الجهة الشرقية عدة قرى منها قرية "الزويتينة" وقرية "الدعتور" و"الكنائس"، ومن الجهة الجنوبية قرية "ميعار شاكر" وقرية "سمكة"، ومن الجهة الغربية قرية "خربة المعزة"، أما من الجهة الشمالية فتحدها قريتا "الكشفة" و"بشبطة"».

ويختم حديثه بتوضيح طبيعة العلاقات الاجتماعية بين السكان: «الناس هنا كثيرو الود تجاه بعضهم بعضاً وتجاه قريتهم، فتراهم في سعي دائم لتحسين واقع القرية، فمثلاً بعد أن تم بناء المسجد بتبرعات من الأهالي يتم بين الحين والآخر ترميم ما قد يتضرر أو ما يحتاج مظهره الخارجي للتجديد كالمئذنة وتنظيف الباحة الخارجية وغيرها».