على ارتفاع حوالي /300/ متر عن سطح البحر، وعلى هضبة امتدت من الشرق إلى الغرب استوطن بعض السكان منذ حوالي /300/ عام بجانب نبع ماء دائم الجريان ليؤسسوا قرية "عين حفاض" المعروفة بزراعاتها وخصوصاً الذرة الصفراء لصناعة خبز الكرابيج والتنور.

مدونة وطن eSyria زارت القرية بتاريخ 10/3/2013 والتقت السيد "علي يوسف" من أبناء القرية، الذي تحدث بالقول: «يعتقد أن عمر القرية يعود إلى حوالي /300/ عام، حين استوطن بعض السكان بالقرب من النبع الواقع في القسم الغربي من القرية، طبعاً بالإضافة لما لهذه المياه من أهمية في استمرار الحياة المعيشية، وهو أيضاً ما منح هذا التجمع القروي اسم "النبع" نبع "عين حفاض".

اشتهرت نساء القرية بصناعة خبز كرابيج الذرة الصفراء التي كانت تزرع في القرية بشكل كبير، إضافة إلى صناعة خبز التنور العادي

والقرية بشكل عام تتبع لبلدية "فتاح نصار"، وتتربع على هضبة واحدة امتدادها من الشرق إلى الغرب، وتتفرع عنها حارات القرية وهي حارة "بيت سعيد"، وحارة "النبع" المحدثة حديثاً بسبب تزايد عدد السكان، وحارة "بيت ونوس" وحارة "بيت حمدان"، ورغم تعدد الحارات في القرية إلا أن علاقات الأهالي مع بعضهم بعضاً جيدة وتعتمد على الود والمحبة التي ورثناها عن آبائنا وتجسدت منذ زمن بعيد من خلال تقاسم مياه النبع بالتساوي بين أبناء القرية، وذلك لعدم توافر موارد مياه أخرى قريبة، إضافة إلى تنظيم استخدام موقع النبع ومياهه لأعمال الغسيل والاستحمام بجهود أهلية دون أن تحدث أية مشاجرات نتيجة لذلك».

الجد "محمد إبراهيم"

أما الجد "محمد إبراهيم" فتحدث عن تاريخ القرية بالقول: «قرية "عين حفاض" قرية غارقة في القدم، وهي ترتفع عن سطح البحر حوالي /300/ متر على ذات سوية ارتفاع مدينة "صافيتا" تقريباً والبالغة /350/ متراً، وقد اعتمد الأهالي في السابق على الزراعة البعلية في أغلب الحقول الزراعية، وعلى الزراعة المروية من مياه النبع في بعضها، فكانت هذه الحقول تزرع بمختلف أنواع البقوليات والحبوب كالقمح لزوم صناعة الطحين والبرغل، والذرة لزوم صناعة كرابيج الذرة الشبيهة بخبز التنور المعروف، إضافة إلى تأمين أعلاف المواشي من منتجها الأخضر.

لكن في وقتنا الحالي لم يعد الأهالي يعتمدون على الزراعة بل على الوظائف الحكومية ما يضطرهم إلى شراء مؤونة منزلهم الشتوية في أغلب الأحيان».

جانب من القرية

السيد "محمد إبراهيم سليمان" من أبناء القرية حدثنا عن حدود القرية بالقول: «يحد قرية "عين حفاض" من الغرب قرية "الجروية" ومن الشمال الغربي قرية "بصلوح" ومن الشمال مزرعة "بيت الناصري" ومزرعة "بيت عدرا" ومزرعة "بيت عيسى"، أما من الجنوب فيحدها قرية "سنديانة عين حفاض"، إذاً القرية محاطة بتجمع قرى ومزارع وهذا التجمع يسمى بشكل عام تجمع قرية "سنديانة عين حفاض" وهو تابع لبلدية "فتاح نصار".

يبلغ عدد سكان القرية حوالي /1000/ نسمة يعمل أغلبهم في الوظائف الحكومية ما أدى إلى تراجع مستوى أداء الحقول الزراعية في القرية التي أخذت تزرع بأشجار الزيتون وبعض اللوزيات».

موقع القرية على غوغل إرث ضمن الدائرة السوداء

أما عن أعمال نساء القرية في السابق، فذكرت الجدة "بديعة عبد الحميد" قائلة: «بسبب توافر مورد المياه الدائم انتشرت زراعة أشجار التوت اللازمة لتربية الحرير حيث راجت مهنة حل حرير شرانقها بالقرب من مركز النبع، حيث كان يوجد ثلاثة دواليب لحل الحرير بجانب النبع».

تضيف: «اشتهرت نساء القرية بصناعة خبز كرابيج الذرة الصفراء التي كانت تزرع في القرية بشكل كبير، إضافة إلى صناعة خبز التنور العادي».

وفي لقاء مع الدكتور المهندس "محمد محفوض" قال: «تميزت قرية "عين حفاض" بنهضة ثقافية جيدة، ففيها أقدم مدرسة بالمنطقة تسمى "المدرسة العتيقة"، إضافة إلى أن تعلم أبنائها أتاح لهم تقلد الوظائف الحكومية، وكان يقطن فيها فضيلة الشيخ "إبراهيم محمد إبراهيم سليمان" ابن حلقات الكتاب في القرية وهو رجل أحبه جميع أبناء المنطقة لأخلاقه الحميدة ومهنته الإنسانية في البناء والتمريض الشعبي الذي اتقنه لخدمة أبناء المنطقة الذين رشحوه واختاروه لتسلم مهام حقبة المخترة».