مركز اشعاع ثقافي كان ومازال منهل العلم والمعرفة للعديد من أبناء القرى في ريف مدينة "صافيتا" الشمالي، فمن مقاعدها الدراسية منحت الشهادة الابتدائية، وفيها تمنح شهادات التدريب والتأهيل لمشروع القرى الصحية.

فالبداية الأساسية للمدرسة "العتيقة" كانت على تقاطع طريق عام قرية "عين حفاض" وقرية "سنديانة عين حفاض"، وكانت بجهود أبناء المنطقة اللذين ساهموا في بنائها، وهنا يقول السيد "علي يوسف" من أبناء قرية "عين حفاض" لمدونة وطن "eSyria" التي التقته بتاريخ 10/3/2013: «إن هم العلم والثقافة الذي حمله الجد "إبراهيم محمد إبراهيم" تكرس بتشييد هذه الحجارة الصلبة والمكونة للغرفة "العتيقة" كما يطلق عليها حالياً، كأول مدرسة في المنطقة أو ما يعرف بتجمع قرى "سنديانة عين حفاض"، حيث انطلق شعاع العلم وبناء الشخصية الفكرية لأبناء المنطقة من هذه المدرسة التي يطلق عليها اسم "المدرسة العتيقة" لعمرها المديد الذي يعود لخمسينيات القرن الماضي.

المدرسة كانت تابعة لمديرية التربية، ولها قيمتها بين الأهالي لأنها ساهمت في نشوء الرعيل الأول من مثقفي القرية والمنطقة، وهي حالياً ولفترة قريبة جداً ماتزال تستخدم لإقامة دورات الإسعافات الأولية والمحاضرات التثقيفية الخاصة بمشروع القرى الصحية، إضافة إلى دورات معلوماتية في قيادة الحاسب

فالحاجة الماسة لمتابعة ما بدأته حلقات الكتاب، بطريقة علمية منهجية دفع أهالي المنطقة ليكونوا من المساهمين في بناء هذه المنارة الثقافية، بعد أن تبلورت فكرتها وأهميتها في ذهنية الجد "إبراهيم"، حيث بنيت بمساعدة أهلية شعبية تطوعية، لم يدخر أحد حينها تقديم المساعدة مهما كانت، فقدم البعض حرفته ومهارته في البناء، والبعض الآخر قدم الحجارة الصخرية المنحوتة بطريقة فنية، واقتصرت مساعدة آخرين على المالية».

شاهدة بناء المدرسة في عام /1374/ هجري

السيد "محمد إبراهيم سليمان" الابن الأكبر للجد "إبراهيم" تحدث عن بناء "المدرسة العتيقة" فقال: «في البداية لم تكن حلقات الكتاب في القرية تمنح طالبي العلم والمعرفة التخصص في التعليم، فعلى الأغلب يتعلم الطالب فيها القراءة والكتابة وبعض القواعد البسيطة للغة، وهو الأمر الذي ساهم بنشر وعي تجاه أهمية وجود مدرسة تنمي وتتابع ما بدأته حلقات الكتاب، لذلك كانت مقصد طالبي العلم من مختلف القرى المحيطة بها، ومانحةً لهم الشهادة الابتدائية بإشراف مديرية التربية ومختصين في مجال التدريس، فقد لاقت فكرتها تشجيع المديرية ومنحتها الترخيص اللازم، وقدمت تسهيلات التعليم فيها والكادر المختص.

لقد خرجت هذه المدرسة الكثير من الكوادر البشرية المثقفة، وساهمت في تخفيف عبء السفر خارج المنطقة لتلقي التعليم، لذلك فإن الجميع يكن لها الود والاحترام، فتراهم يستذكرونها بكل شوق وحنين إلى تلك الأيام».

السيد "محمد" ووالدته الجدة "بديعة"

الدكتور المهندس "محمد محفوض" تحدث عن أهمية المدرسة "العتيقة" بالقول: «المدرسة قديمة جداً بالنسبة للمنطقة وومهمة لانتشار التعليم فيها لكونها بدأت بحلقات الكتاب، فبناؤها يعود إلى خمسينيات القرن الماضي على تقاطع طريق عام قريتي "عين حفاض" و"سنديانة عين حفاض"، لتكون قريبة من أكبر تجميع سكاني، وهذه خطوة تحتسب لمصلحة فكرتها العامة، إلا أن دورها لم ينته باستقبال طلاب العلم والمعرفة بل ساهمت بتوسيع مراحل التعليم عبر التشجيع على بناء اعدادية جديدة للمنطقة ومن بعدها الثانوية».

الجدة "بديعة كامل عبد الحميد" زوجة الشيخ "إبراهيم" باني المدرسة قالت: «المدرسة كانت تابعة لمديرية التربية، ولها قيمتها بين الأهالي لأنها ساهمت في نشوء الرعيل الأول من مثقفي القرية والمنطقة، وهي حالياً ولفترة قريبة جداً ماتزال تستخدم لإقامة دورات الإسعافات الأولية والمحاضرات التثقيفية الخاصة بمشروع القرى الصحية، إضافة إلى دورات معلوماتية في قيادة الحاسب».

موقع المدرسة على غوغ إرث ل ضمن الدائرة السوداء

أما الأستاذ "حسن يوسف" فأوضح: «المدرسة مبنية من حجر القطع المنتشرة في مقالع المنطقة القريبة، وهي بمساحة حوالي خمسة وعشرين متراً مربعاً، وارتفاع حوالي ثلاثة أمتار، ولها ثلاث نوافذ طولانية الشكل تسمح بتهوية جيدة لبهوها الداخلي، ما ينعكس على الراحة النفسية للطلاب.

وبشكل عام أنا مع إعادة تأهيل العمل بهذه المدرسة وحبذا لو تصبح داراً عمومية للكتب بمختلف اختصاصاتها».