في منطقة "جرد العنازة" برزت هضبة مرتفعة أطلت عليها الشمس من شروقها حتى غروبها، فكانت مستقراً سكنياً وزراعياً منذ قرون.

فقرية "المرانة" الغافية بعين على التاريخ وعين أخرى على الطبيعة الجبلية الجميلة زارها موقع eSyria بتاريخ 22/11/2011 والتقى الشاب "نورس إبراهيم" من سكان القرية الذي تحدث لنا عن الطبيعة والجمال الرباني فيها، حيث قال: «قرية "المرانة" قرية قديمة جداً ومأهولة بالسكان منذ عدة قرون بحسب اعتقادي، والدلائل على ذلك وجود الكثير من القبور الصخرية أو ما يعرف ب"النواغيص"، إضافة إلى المنازل الحجرية والطبيعة المعمارية البسيطة لها، وتوافر بعض الينابيع الموسمية، ما جعلها ذات طبيعة جميلة جداً تميزت بالخضار المنتشر في الغابات الطبيعية والأشجار المثمرة التي يزرعها الأهالي في حقولهم الخصبة.

في البدايات وحسب ما يتحدث به المعمرون في القرية لم تكن القرية كبيرة ومنتشرة إلى هذا الحد الذي هي عليه الآن، فانتشارها يقارب حالياً الثلاثين هكتاراً، علماً أن بعض سكانها الأصليين استقروا حيث هي وظائفهم وأعمالهم المتنوعة، فالأطباء منتشرون في كافة مناطق المحافظة، وكذلك المهندسون والمحامون والمعلمون

فكثير من السكان يزرعون أشجار التفاح الذي تميز عن بقية محاصيل المناطق الأخرى، وهذا نتيجة لغنى التربة بالعناصر المعدنية والغذائية الجيدة التي أثرت إيجاباً على نوعية الثمار، إلا أن التقلبات المناخية كانت في بعض الأحيان سبباً في نشوء بعض الأمراض الجديدة والتي بدورها أثرت على الجودة في الآونة الأخيرة.

السيد "نورس"

ومع كل هذا فالمحبة الخاصة لهذه الفاكهة التي ارتبطت باسم القرية في الأسواق المختلفة، جعلت المزارعين يلجؤون إلى بناء برادات تبريد خاصة لحفظ المنتج وفق أنظمة خاصة إلى فترة تعقب موسم الإنتاج، منعاً من حصول خسائر في الموسم بسبب الفائض الإنتاجي.

ولكن زراعة التفاح ليست الزراعة الوحيدة في القرية، فهناك زراعة الدخان الذي يعتبر موسماً جيداً ومميزاً في القرية ومسانداً لموسم التفاح في مواسم الضعف».

أزقة القرية القديمة

ويتابع: «في البدايات وحسب ما يتحدث به المعمرون في القرية لم تكن القرية كبيرة ومنتشرة إلى هذا الحد الذي هي عليه الآن، فانتشارها يقارب حالياً الثلاثين هكتاراً، علماً أن بعض سكانها الأصليين استقروا حيث هي وظائفهم وأعمالهم المتنوعة، فالأطباء منتشرون في كافة مناطق المحافظة، وكذلك المهندسون والمحامون والمعلمون».

أما السيد "فرحان إبراهيم" وهو أيضاً من ساكني هذه القرية فيقول: «تميزت القرية بتوضعها الجغرافي على هضبة جبلية مكشوفة من مختلف الاتجاهات، ما يسمح لأشعة الشمس بالوصول إلى كافة مساكنها وأراضيها، لذلك أعتبرها قرية صحية بامتياز، وتصلح لأن تكون قرية اصطياف واستجمام في مختلف الفصول، فصيفها معتدل وجاف وشتاؤها بارد ومثلج في بعض الأشهر.

جانب من القرية

تبعد قرية "المرانة" عن مدينة "بانياس" حوالي خمسة وعشرين كيلومتراً، وإلى الجهة الشرقية الشمالية منها، ويحدها من الشرق الشمالي قرية "الدردارة" و"وادي البركة" ومن الجهة الشمالية الغربية قرية "العنازة" وقرية "وادي القلع" تقريباً، أما من الناحية الجنوبية فيحدها وادٍ كبير.

تميزت القرية عن باقي القرى بالتعاون فيما بين الأهالي، وخاصة في مواسم قطاف التفاح والدخان، فهي مواسم تحتاج إلى الكثرة العددية أثناء العمل بها، وهذا انعكس على طبيعة العلاقات التي تربط السكان مع بعضهم بعضاً، رغم أنهم من عائلات متعددة قد لا تمت لبعضها بعضاً بأية صلة قربة، وأنا أعتبرها انعكاساً للطبيعة الجميلة وخفايا قواها الخيرة على الأهالي والسكان المقيمين عليها».

وفي لقاء مع الأستاذ "أحمد عاقل" رئيس بلدية "العنازة" التي تتبع لها قرية "المرانة"، قال: «حب الأرض والزراعة لم يبعد الأجيال الشابة عن متابعة تحصيلهم العلمي فحوالي التسعين بالمئة من سكان القرية من المتعلمين والجامعيين والمثقفين، وهذا طبعاً نتيجة تحسين واقع التعليم بشكل عام في السنوات العشرة الأخيرة.

ويبلغ عدد سكان القرية حوالي /2000/ نسمة ويراهم سكان القرى المجاورة وكأنهم شخص واحد بتكاتفهم مع بعضهم بعضاً في مختلف المناسبات التي تمر عليهم، فإن أصاب الفرح احدهم أصاب الجميع، وإن أصاب الحزن عم على الجميع، وتعتبر هذه القرية من القرى التي ضمت حديثاً للبلدية، حيث تم إعداد مخطط توجيهي لها تجهيزاً لإعداد مخطط تنظيمي كامل ومتكامل لها، وتقتصر خدماتنا حالياً على عمليات النظافة والإنارة الشارعية فقط».