في منطقة متوسطة بين المنطقتين الساحلية والوسطى تربعت "مشتو" وحولها من الغرب "برج صافيتا" ومن الشرق قلعة "مصياف" ومن الشمال "حصن سليمان" ومن الجنوب قلعة "الحصن" وبين شوارعها ومنازلها تجري الينابيع الستة التي ما زالت جارية حتى اليوم.

"مشتو" هي كلمة سريانية التي تعني أرض الينابيع ومنها جاءت تسمية بلدة "مشتى الحلو" التي تميزت بطبيعتها الحراجية وينابيعها المتعددة ومعالمها التي تنوعت ما بين الأثرية والسياحية والطبيعية .

تم الإعلان عن مشروع اكساء طريق محوري يمتد من طريق "المهيري" إلى الطريق العام مروراً بالمدارس بقيمة "2" مليون ليرة سورية

أرض الجمال يحدثنا عنها السيد "أسامة حلال" مختار البلدة الذي التقيناه خلال الزيارة التي قمنا بها إلى بلدة "مشتى الحلو" بتاريخ "26/8/2009" قائلاً: «تنوعت معالم الجمال في "المشتى" ولكل منها قيمتها الخاصة التي جعلت منها محط إعجاب الزائرين من كل حدب وصوب ففيها "جبل السيدة" ومغارة "الضوايات" وعين "الدلبة"».

المختار"اسامة حلال"

ينابيع عدة كانت تجري في كل مكان من "المشتى" ولكن "ستة" فقط بقيت على قيد الحياة وعنها يقول المختار "أسامة": «كانت في "المشتى" "9" ينابيع تجري فيها مزينة أحياءها ومنازلها بخضرة ربانية ولكن لم يبق منها سوى "6" فقط بسبب الجفاف وهي نبع "العطشان" الذي ينبع من أسفل مغارة "الضوايات"، ونبع "العروس" الذي يغذي الشبكة العامة في المنطقة وينبع من حيّ "المشتى التحتاني" وبالقرب منه نبع "الساحلي" غير المستثمر بسبب التلوث».

ويضيف: «هناك أيضاً نبع "مار الياس" الذي ينبع من جانب كنيسة "مار الياس" وأقيم عليه عين "الدلبة" المميز بنقاء مياهه، ونبع "الشير" المستثمر سياحياً بوجود مقهى مقام عليه، ونبع "سلهب" الذي ينبع من أرض السيد "سلهب الحلو"، جميع هذه الينابيع تجتمع لتشكل نهر "الأبرش"».

منظر عام للمشتى

ساحة "الجِمال" أهم وأقدم ساحاتها ومركز تجمع تجاري منذ حوالي "70" عاماً يحكي قصتها: «سكنت "المشتى" قديماً ثلاث عائلات هي "الصوص" و"الحلو" و"سركيس"، وعملت هذه العائلات بالزراعة وتربية دودة الحرير واشتهرت بها على مستوى المنطقة، وكانت الساحة بمثابة مركز تجمع لأهالي الريف وجمالهم التي كانت وسيلة التنقل في ذلك الزمن وهي الساحة التي تسمى اليوم ساحة "الساعة».

انطلق من "المشتى" شخصيات فكرية وأدبية حاورت العالم بعلمها وثقافتها في زمن كان فيه العلم سراج يحتاج من ينيره: «الثقافة والعلم غرسة نبتت باكراً في "المشتى" ونذكر من بعض ثمارها الدكتور "منير مشابك موسى" دكتوراه في علم الاجتماع، والصحفي "رفيق عزت خوري" رئيس تحرير جريدة "الأنوار اللبنانية"، والشاعر "ميخائيل عيد" عضو اتحاد الكتّاب العرب».

م.نبيل حنا

تميز أهالي "المشتى" بأنهم يشكلون عائلة واحدة في أفراحهم وأحزانهم وبحبهم لتقاليدهم التي ورثوها عن أجدادهم وحرصهم على استمراريتها ومنها؛ عيد "المرافع" الذي يعتبر من أهم المناسبات التي تميزوا بها ويشرح ذلك قائلاً: «في كل عام قبل شهر الصوم يجتمع الأهالي على جبل "المشتى" حاملين أنواعاً من الحلويات لتناولها مثل "الكنافة" و"البرمى" و"الملبن" ويعتبر ذلك بمثابة "ترفّع" أي إعلان بدء صيامنا السنوي».

وفي لقائنا مع المهندس "نبيل حنا" رئيس مجلس بلدية "مشتى الحلو" وصفها لنا قائلاً: «تبعد "مشتى الحلو" حوالي "50" كم عن "طرطوس"، و"60" كم عن "حمص"، و"70" كم عن "حماة"، وترتفع عن سطح البحر"650" م، ويصل عدد سكانها إلى "75" ألف نسمة صيفاً بينما ينخفض في الشتاء إلى "6700" نسمة ويعود ذلك إلى كثافة الحركة السياحية فيها خلال فترة الصيف حيث يعود المغتربون من أبنائها للتمتع بجوها الجميل وهوائها العليل».

وعن أهم المشاريع الخدمية يقول السيد "حنا": «مشاريع العام "2009" متعددة منها اكساء أرصفة حول الحدائق والمدارس بقيمة "2.5" مليون ليرة سورية، ومشاريع أدراج لكون المنطقة جبلية أنجزنا منها حوالي "90" بالمئة بكلفة إجمالية تصل إلى "3" مليون ليرة سورية، وقد أنجزنا مشروع اكساء شوارع تنظيمية بقيمة "6" مليون ليرة سورية، إضافة إلى إنجاز "50" بالمئة من مشروع صرف صحي بقيمة "4" مليون ليرة سورية ».

ويضيف: «تمَّ تنفيذ حوالي "80" بالمئة من مشروع شق وتوسيع و اكساء طريق تنظيمي بطول"800" م مع أرصفة وقنوات مطرية بطول "350" م يمتد من مفرق مغارة "الضوايات" حتى مؤسسة "العمران" بكلفة "6" مليون ليرة سورية، إضافة إلى تنفيذ الطريق المؤدي إلى مغارة الضوايات بكلفة "4" مليون ليرة سورية، كما تمَّ التعاقد مع الشركة السورية للشبكات لاستبدال أجهزة الإنارة الشارعية بأجهزة توفير طاقة بكلفة "مليون" ليرة سورية ».

مشاريع أخرى معلنة في طريقها للتنفيذ منها: «تم الإعلان عن مشروع اكساء طريق محوري يمتد من طريق "المهيري" إلى الطريق العام مروراً بالمدارس بقيمة "2" مليون ليرة سورية».

«طريق سياحي حول "جبل المشتى" شقه الأهالي بطول"1100" وينتظرون مساعدة المحافظة في تمويل البلدية لإتمام عملية الاكساء، وهناك أيضاً مشروع لإقامة فندق من مستوى أربع نجوم بقيمة "300" مليون ليرة سورية والذي تم شراء وتخصيص الأرض له في ملتقى الاستثمار السياحي الرابع ومكانه على طريق مغارة "الضوايات" ويتم حالياً فض العروض».

يشار إلى أن "المشتى" من أهم مناطق السياحة والاصطياف في محافظة "طرطوس" وتحتوي على "4" فنادق و"20" مطعماً بين صيفي وشتوي وكافتيريات .