على الشاطئ الجنوبي الغربي للقطر العربي السوري تتوضع محافظة "طرطوس" بمساحة حوالي 2000كم2 وتمتد على مسافة "80" كم على ساحل البحر "الأبيض المتوسط" من مدينة "بانياس" شمالاً إلى الحدود "اللبنانية" جنوباً.

وتتميز "طرطوس" بشاطئها الرملي المشمس وقمم جبالها ووهادها المكسوة بالأشجار الباسقة دائمة الاخضرار وعلى أكتاف وديانها وسهولها مواسم مفعمة بالخير زرعته المياه المتدفقة من بطون تلك الأودية وسفوح تلك الجبال، نعم هذه هي "طرطوس" تلك الرقعة من الأرض التي تنتشر عليها مدن وقرى جميلة وهبها الله خيرات سياحية وأثرية وطبيعية جعلتها تحتل مكان الصدارة من الوجهة السياحية ففيها من الآثار أقدمها وأكثرها ومن المواقع الطبيعة الجميلة ما لا مثيل لها .

المرفأ الفينيقي القديم وتتميز بقرب البحر من الجبل فيها، وبشاطئها الرملي وانتشار العديد من المطاعم والمنتزهات الشعبية

يقول المهندس"علي درويش" مدير سياحة "طرطوس" خلال اللقاء الذي أجريناه بتاريخ11/8/2009 عن أهم المواقع الطبيعية المتميزة في المحافظة: «نبدأ من "أرواد" الجزيرة الوحيدة المأهولة على الساحل السوري وتقع قبالة "طرطوس" على بعد "3،5" كم يعمل سكانها بصيد الأسماك والإسفنج وبممارسة الإبحار بمراكبهم إلى شواطئ البحر المتوسط، ويتميزون بصناعة المراكب والشباك وبالصناعات اليدوية الصغيرة التي تعتمد على مواد أولية من بيئتهم البحرية، وتتألق أرواد اليوم بجمالها وبساطتها وتزين حوض مرفئها الأشرعة والزوارق ذات الألوان الزاهية والمطاعم والمقاهي الشعبية الصغيرة المطلة على البحر وعلى "طرطوس"».

مدير السياحة

ويتابع: «أما "طرطوس" المدينة فهي ميناء بحري رئيسي تقع في منطقة سهلية ضعيفة التموج وأكسبها إنجاز الكورنيش البحري الجديد جمالاً أخاذاً يضاهي أفضل المدن السياحية وتتوزع عليه المطاعم والفنادق السياحية المتميزة بخدماتها».

ومن "طرطوس" ننطلق "29" كم شرقاً إلى "صافيتا" التي تقع على بعد "10" كم جنوبي مدينة "الدريكيش" وعنها يقول: «ترتفع "صافيتا" عن سطح البحر"380" م وهي مدينة ومركز المنطقة تتميز بمناظرها الطبيعية الخلابة وتحيط بها تلال الزيتون والأزهار من كل جانب وتقوم البلدة ببيوتها البيضاء ذات السقوف القرميدية على موقع قلعة قديمة كانت تسمى"كاستل بلان" والتي لم يبق منها إلا أحد أبراجها الضخمة الذي يرتفع "28" م ويضم كنيسة ما زالت تقام فيها الشعائر الدينية حتى اليوم».

من برج صافيتا

وعن أهم المناظر الطبيعية في "صافيتا" يقول: «على بعد"26" كم شمال شرق "صافيتا" تقع بلدتي "مشتى الحلو " و"الكفرون" وهي مجموعة قرى متناثرة على التلال الخضراء حيث الهواء العليل والمناخ المعتدل حتى في أيام الصيف الحارة، وفيها منتجع سياحي دولي إضافة للعديد من الفنادق والمطاعم والمنتزهات المنتشرة ضمن حقول التفاح وعلى ضفاف روافد نهر "الأبرش" ».

ويتابع": «إلى الشمال الشرقي من بلدة "مشتى الحلو" على بعد "900" م منها تقع مغارة "الضوايات" التي سميت بهذا الاسم لأنها مغارة ذات ثقوب مضيئة في سقفها والصواعد والنوازل التي تشكلت بسبب الترسيب تحت الصخور الكلسية، أما جبل "السيدة" فهو جبل يتوسط قرى الناحية تحتفل على قمته معظم القرى في المنطقة في 25 من شهر "آب" في كل عام بعيد انتقال السيدة "العذراء"».

مدير الآثار

وعلى بعد"32" كم شرق "طرطوس" تتوضع "الدريكيش" مدينة المياه والحرير ويصفها بالقول: «تتميز بجبالها وهوائها النقي وبمياهها المعدنية ففي القسم الجنوبي منها نبع تنبجس مياهه من الصخور البازلتية البيلوستية من عدة مخارج في المدينة ويتبع لها مجموعة من القرى الجبلية ذات الإطلالة الخلابة، وفيها العديد من مواقع الطبيعة المتميزة مثل مغارة "بيت الوادي" التي تقع على بعد "18" كم مدينة "الدريكيش"، وتشتهر بالصواعد والنوازل وضفاف روافد نهر"قيس" حيث تنتشر المطاعم الشعبية إضافة إلى غابات جبل "النبي متى"».

وعلى بعد "38" كم شمال مدينة "طرطوس" تقع مدينة "بانياس" وهي: «المرفأ الفينيقي القديم وتتميز بقرب البحر من الجبل فيها، وبشاطئها الرملي وانتشار العديد من المطاعم والمنتزهات الشعبية ».

ويتابع: «هناك أيضاً مدينة "الشيخ بدر" التي كانت معقلاً هاماً لرجال الثورة "السورية" الكبرى وفيها العديد من المتنزهات الشعبية تبعد عن "طرطوس" "35" كم».

وعن أهم المواقع الأثرية التي يمكن زيارتها في "طرطوس" يحدثنا المهندس "مروان حسن" رئيس دائرة آثار "طرطوس" فيقول: «في مدينة "طرطوس" عدد من المواقع الأثرية الهامة منها "طرطوس القديمة" التي تقع في الزاوية الشمالية الغربية من المدينة بجوار شاطئ البحر وتتألف من ثلاثة أسوار ».

ويضيف:« تنتشر المدينة على مساحة زهاء "800" هكتار تجاور أسوار القلعة وخندقها أبنية هي نواة المدينة بأسواقها وحاراتها الضيقة المتعرجة ومساكنها المبنية بالحجارة الرملية والكلسية من المعالم الأثرية القريبة منها جزيرة "أرواد" و"عمريت"».

وعن المدينة "الأسقفية" حيث بنيت "الكاتدرائية" يقول: « لقد تجاوزت شهرة هذه المدينة الشرق إلى الغرب وهي أول كنيسة في العالم باسم السيدة "العذراء" زارها القديسان "لوقا" و"بطرس" فرسم الأول أيقونة لمريم "العذراء"، وأقام الثاني فيها القداس الاحتفالي الأول، وتختلط فيها العمارة الغوطية بالكلاسيكية وتستخدم الآن متحفاً يضم مجموعة كبيرة من آثار العهود والحضارات السورية المختلفة».

ومن المواقع الأثرية الهامة أيضاً: «"عمريت" المدينة الساحلية في جنوب شرق مدينة "طرطوس" التي تبعد "700" م عن الشاطئ و"7"كم جنوب شرق مدينة "طرطوس" وتعتبر مدينة فينيقية تعود إلى العصر البرونزي الوسيط سماها العموريون "أمريت" وتعرف حالياً ب"عمريت" أنشأها سكان أرواد مقابل جزيرتهم ومن أهم آثارها المعبد والملعب والتل والمدافن وبرج البزاق، وتعد مدافنها التي كانت مخصصة لملوك "أرواد" و"عمريت" وكبار الأغنياء من الشواهد النادرة على الساحل السوري».

ويضيف :«في "طرطوس" العديد من القلاع منها قلعة "العريمة" التي تقع على بعد "15"كم إلى الجنوب الغربي من "صافيتا" وكانت نقطة متقدمة لقلعتي "صافيتا" و "الحصن" ولم يبق منها سوى برجين ،وقلعة "يحمور" التي تقع على بعد "20"كم إلى الغرب من "صافيتا" ولم يبق منها سوى برجها المرتفع "15" م وسورها الجميل بطول "34" كم».

«أما قلعة "المرقب" فهي على بعد "6" كم جنوب شرق "بانياس" بنيت فوق مرتفع جبلي بحجارة البازلت الأسود على ارتفاع "350" عن سطح البحر وهي قلعة ضخمة تميزت بأبراجها الأربعة عشر القائمة في السور الهائل وببرجها الرئيسي الكبير ومنشآتها ومجموعة من الآبار وكنيسة جيدة المعالم اكتشفت فيها لوحة جدارية ملونة دينية تمثل السيد المسيح وتلاميذه "أيقونة العشاء السري" وتبدو كسفينة عملاقة حطت على ذروة الهضبة العالية لتشرف على البحر والقمم البعيدة، ويلحق بالقلعة برج الصبي الذي يعتبر موقعاً متقدماً لها بهدف المراقبة والإنذار ».

ويضيف: «هناك أيضاً قلعة "العليقة" التي أنشئت على جبل صخري ولها سوران تتوزع عليهما الأبراج والقناطر وتضم معالم مسجد وحمام وعدد من الأقبية وقلعة "القدموس" التي تبعد عن "بانياس" "26"كم باتجاه الجنوب الشرقي تطل على ما حولها وعلى ممر "بانياس –مصياف" فيها بقايا قلعة قديمة لم يبق منها إلا جدران وبقايا سور متهدم ونصل إليها من البلدة بواسطة أدراج حجرية قديمة ».

«أما قلعة "الكهف" فيمكن زيارتها من "القدموس" أومن "الشيخ بدر" حيث كانت تسمى "عش النسر" وبقربها ثلاثة وديان ضيقة أشبه ماتكون بالأنفاق وذلك لارتفاع حوافها ومنها أخذت اسم "الكهف"، وهي تحتوي على عدد بسيط من بقايا أقبية وحمام وكتابات ورد فيها ذكر الملك الظاهر. أما قلعة "الخوابي" فتقع في منطقة من جبال أعلى منها ارتفاعاً وهي مأهولة بالسكان. وهناك قلعة "أرواد" المركزية التي تتوسط الجزيرة وتضم "البرج الأيوبي" و"الحمام التركي" و"السور"».

وختم بالقول: «يمكنكم أيضاً زيارة "حصن سليمان" الذي يقع إلى الشمال الشرقي من "صافيتا" على مسافة "23" كم وعلى مسافة "25" كم من "الدريكيش" يعود تاريخه إلى القرن الثاني قبل الميلاد عندما أقام فيه أهل جزيرة "أرواد" معبداً "لبعل" و"عشتروت"، وتحول في العصر الروماني إلى معبد للإله "زيوس بتوسيان"» .