هي واحدة من قرى الريف الساحلي الجميل تمتلك كل مقومات الجمال ومفرداته النادرة إنها قرية "الزللو" الوردة البيضاء مقصد عشاق الجمال ومسكن الناس البسطاء فإذا أردتم معرفة المزيد عن قرية "الزللو" استعدوا لمرافقتنا عبر جولة لن تنسوها مع أحد أهالي القرية الأستاذ في الفيزياء "إبراهيم إبراهيم" والذي وبعد الترحيب بموقعنا بدأ كلامه قائلا:

«"الزللو" اسم فينيقي يعني الوردة البيضاء وربما يعود السبب في هذه التسمية إلى أشجار اللوز المنتشرة بكثرة في قريتنا حيث تبدو في فصل "الربيع" من بعيد وكأنها وردة بيضاء اللون. الأبيض يغطي معظمها وإلى جانب شجرة اللوز هناك الزراعات المحمية التي يعتاش منها أغلب أهالي القرية يتميزون بحبهم لبعضهم البعض والحياة»

وأما أغرب شيء في قريتنا فهو أننا ننتخب مختار القرية والذي نحبذ أن يكون من جيل الشباب النشيط والمحب للعمل طبعا مع الاستفادة من خبرة الكبار

وتابع: «فنحن نجتمع على كل شيء من فرح وحزن وقمنا مؤخرا بلم التبرعات من أجل تعبيد طريق القرية الأساسي وتم بجهود محلية حيث اشترينا المواد اللازمة من تبرعات أهل القرية والعمل قام به الشبان والرجال والنساء طبعا كن يطهين الطعام ويحضرنه وأقمنا دارا للعزاء وهي مجهزة بغرفة نوم ليستريح فيها القائمون بالعزاء وغرفة طعام فنحن في المآتم اعتدنا أن يطبخ الجيران للعائلة المنكوبة طيلة فترة العزاء».

ابراهيم ابراهيم

وأكمل حديثه يخبرنا عن تجربة جديدة وخاصة بأهالي "الزللو" حيث وصفها قائلا: «وأما أغرب شيء في قريتنا فهو أننا ننتخب مختار القرية والذي نحبذ أن يكون من جيل الشباب النشيط والمحب للعمل طبعا مع الاستفادة من خبرة الكبار».

وأردف يحدثنا عن نظام أهل القرية الخاص حيث قال: «في القرية لا أحد يشتكي على الثاني فنحن وحين نسمع بمشكلة ما حدثت نتدخل سريعا لحلها ونأخذ من طرفيها تعهد خطي أو كلامي بعدم الشكوى ضد الطرف الآخر فبالنهاية نحن نعيش كأسرة واحدة وحل مشاكلنا يجب أن يبق فيما بيننا ما أمكن».

الطبيعة الجميلة

وفي لقائنا مع مختار القرية السيد "منير عثمان" حيث قال: «قريتنا هي إحدى قرى مدينة "بانياس" وتبعد عنها 3كم والتي حباها الله جمالا طبيعيا خاصا بها لاسيما بوجود نهر "الزللو" الدائم الجريان خلال فصول السنة الأربعة ».

وأردف قائلا: شعبها طيب شديد البساطة خالي من التعقيدات تتميز باستمرار تقاليد الأعراس ذات الطابع الشعبي القديم مع وجود بعض التعديلات البسيطة جدا فالناس يساعدون العرسان الجدد بمبلغ نقدي مجموع من أهل القرية كهدية لبدا الحياة الزوجية بيسر وبحبوحة».

منير عثمان

وتابع: «وجود الينابيع المتعددة ونهر "الزللو" أدى إلى تفعيل السياحة في القرية عبر عدد من المطاعم الشعبية المنتشرة على حافتي النهر والتي يقصدها السياح من مختلف المحافظات السورية وحتى من خارج القطر».

وفي لقائنا مع السيد "علي عمور" أحد سكان القرية أكد لنا على الخصال النبيلة التي يتمتع بها أهل القرية وتابع: «هنا نحن يدا واحدة لو رأيتم كيف عملنا معا وتعبنا معا لنحقق انجازا لم يسبقنا عليه أحد واليوم نحن بصدد انتخاب رئيس الجمعية الخيرية والتي سيتسلم زمامها من يستحق فعلا ومن لديه صدر واسع لعمل الخير الذي ولد فينا قبل الحياة والأهم من ذلك كله هو إرث الأجداد والذي ورثونا إياه والمتمثل بصفاء القلوب ونقائها تماما كنقاء طبيعتها».

أما السيد "حسن يوسف" أحد أهالي قرية "المزارع" وهي من القرى المجاورة لقرية "الزللو" قال: «أنا أحسد أهالي هذه القرية على قدرتهم الكبيرة في لم الشمل تجاه بعضهم والناس الآخرين فهم مجتمعون دائما كرماء ولديهم قدرة كبيرة على التضحية والعطاء ويجب أن يكونوا مثل لبقية القرى الأخرى».