«الخط يبقى زماناً بعد كاتبه وكاتب الخط تحت الأرض مدفوناً، يا قارئ الخط قل "الله يرحمه" ياسامع بالله قل "آمين"، "الشماس سالم ابن داوود ابن سالم ابن داوود" غفر الله له ولوالديه ولمن يترحم عليه سنة "س ب ع" للألف»، هي كلمات وجدت على إحدى صفحات إنجيل يعود إلى القرن "الحادي عشر" في كنيسة "السيسنية".

eTartus زار كنيسة "السيسنية" التابعة لمدينة "صافيتا" بتاريخ "17/6/2009" والتقى الأستاذ "حنا نصر الله" أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن الكنيسة الذي قال:«قديماً كانت الكنيسة مبنية من أحجار الدبش وسقفها من الأضلاع الخشبية فوقه التراب الأبيض ولا أحد يعرف العمر الحقيقي لهذه الكنيسة ولكن تم ترميمها في عام "1926"».

قديماً كانت الكنيسة مبنية من أحجار الدبش وسقفها من الأضلاع الخشبية فوقه التراب الأبيض ولا أحد يعرف العمر الحقيقي لهذه الكنيسة ولكن تم ترميمها في عام "1926"

ويقول السيد "حنا" عن تاريخ الكنيسة :«في عام"1923" بدأت الكنيسة بالانهيار وتساقط سقفها وجدرانها شيئاً فشيئاً حتى باتت شبه منهارة فذهب السيد "إبراهيم حنا نصر الله" إلى المرجع المسيحي في "صافيتا" الأب "اسبر باشا" وقال له إن الكنيسة انهارت، فكلف ابنه "تامر" بالتعاون مع "إبراهيم" بجمع التبرعات لإعادة ترميمها بالكامل بنوعين من الحجر الكلسي والبازلتي القاسي، وأثناء سير العمل وجد بالقرب من أحد أساساتها مغارة في جرف صخري وعثر فيها على قبر فيه رفاة رجل دين مسيحي يحمل في يده إنجيلاً مكتوب بخط اليد على ورق البردى، وبعد قراءة الإنجيل تبين أنه بخط "الشماس سالم ابن داوود" وهذه رفاته، حيث رسم عليه بعض النقوش القديمة بماء الذهب وغلافه الخارجي مصنوع من الجلد الطبيعي».

الكنيسة من الداخل

وتابع السيد"حنا":«تم ترميم الكنيسة بالحجر البازلتي الأسود القاسي الذي لا يرشح منه الماء المتواجد في قرية "عين دابش" المجاورة، بالإضافة إلى الحجر الأبيض الكلسي القاسي الموجود في القرية حالياً وذلك بطريقة فنية متميزة وهي طريقة عقد الأحجار ببعضها البعض لتأخذ شكل النفق و تشكل العديد من القناطر المتداخلة، كما تم ترميم مكان قبر "الشماس"».

وعن محتويات الكنيسة الأخرى يقول السيد"حنا":«يوجد في أعلى جدران الكنيسة ثلاث فتحات مربعة الشكل للتهوية بالإضافة إلى فتحة دائرية باتجاه الشرق لتسمح بدخول أشعة الشمس إلى داخل الكنيسة وجرن مصنوع من الحجر الطبيعي للعمادة، ويحيط بالكنيسة مجموعة من أشجار البلوط التي يزيد عمرها عن "400"سنة وذلك واضح من أحجامها إضافة إلى الإنجيل الموجود حالياً مع أحد الأعضاء السابقين في لجنة الكنيسة وهو يحتفظ به في مكان سري حرصاً عليه لأنه تعرض لعدة محاولات سرقة حيث لايسمح لأحد بلمسه أو تصويره ».

قبر الشماس بعد الترميم
السيد حنا نصر الله