في الطريق إليها تشعر وكأنك تحتضن الطبيعة وترتشف عذوبة الإنسان القديم الذي تربى على الطريقة العربية الأصيلة فإكرام الضيف واجب حتى لو خلا بيتك من الطعام والشراب ولم الهم ما دام التنور جاهزاً والحطب لا أكثر منه والزيت في الخوابي والزوفا والزعتر البري أمام البيت هذه الكلمات ليست من فراغ ولا من تأليفنا وإنما هي ما حدث معنا خلال رحلتنا إلى قرية "مزرعة حميصية" التابعة

لمنطقة "الشيخ بدر" بتاريخ 7/2/2009 حيث حدثنا عن القرية السيد "ياسر ابراهيم" وهو أحد أبنائها حيث قال: «تبعد قرية "مزرعة حميصية" 4 كم وهي إحدى أحياء مدينة "الشيخ بدر" ما يميزها أنها قرية ذات طابع ريفي بحت متمسكة بكل عادات وتقاليد الريف القديم عدد سكانها يبلغ حوالي 1500 نسمة أغلبهم يعمل بالزراعة والمحصول الأساسي فيها هو التبغ إضافة إلى الأشجار المثمرة كالخوخ والمشمش والدراق والجوز واللوز ويساعد مناخها البارد على نمو هذه الأشجار واستمرارها، وكما تلاحظون فإن قريتنا خضراء وهذه الخضرة آتية من المياه ففي القرية عين ماء مسماة باسمه ولا أحد يعرف عمرها ولكنها تروي القرية من سكان ومزروعات ودائما حيث توجد المياه يوجد الخضار والجمال والحياة»

بيوتنا القديمة تخلد وجودنا وتعتبر هويتنا الريفية التي لم يتخل عنها أهالي قريتنا فالمعمرون فيها يرفضون وبشدة هدم هذه البيوت التي يعتبرونها جزءاً من استمراريتهم وحياتهم ومراعاة لهم ولطبيعتهم العنيدة بقيت البيوت على حالها ومن يعلم لربما تصبح هذه البيوت متاحف ومطاعم شعبية تراثية خصوصاً وأن قريتنا رغم بعدها عن "طرطوس" المدينة إلا أن هناك بعض المشاريع السياحية الصغيرة التي قامت فيها كمطعم "البرج" الشعبي والذي يرتاده السياح من المحافظات السورية كافة في فصل الصيف

وتابع السيد "ابراهيم" كلامه يروي لنا السبب وراء تسمية القرية فقال: «اسم القرية أتى من قصة قد تبدو غريبة لكم ولكنها اعتيادية في قرانا يحكى أن سيدة أرملة تدعى "حميصية" قد ورثت قطعة أرض في هذه القرية وبنت عليها بيتها وزرعت القسم الباقي منها لتعيش مع أولادها الصغار وحين بدأت السيدة "حميصية" البناء والزراعة في هذه القرية لم يكن فيها أي بيت أو أرض زراعية وإنما كانت مجرد حراج وظلت هذه السيدة وحدها ما يقارب العشر سنوات ومع زيادة عدد السكان اتجه بعضهم ليحذو حذو السيدة "حميصية" ويبني بيوتا في هذه القرية فسميت تيمنا بها "مزرعة حميصية" والآن تعد هذه السيدة "أم القرية" كما نسميها».

ياسر ابراهيم

وما آثار دهشتنا في هذه القرية هو البيوت فبيوتها تحمل الطابع الريفي القديم فسألنا السيد "ابراهيم" الذي أجاب قائلاً: «بيوتنا القديمة تخلد وجودنا وتعتبر هويتنا الريفية التي لم يتخل عنها أهالي قريتنا فالمعمرون فيها يرفضون وبشدة هدم هذه البيوت التي يعتبرونها جزءاً من استمراريتهم وحياتهم ومراعاة لهم ولطبيعتهم العنيدة بقيت البيوت على حالها ومن يعلم لربما تصبح هذه البيوت متاحف ومطاعم شعبية تراثية خصوصاً وأن قريتنا رغم بعدها عن "طرطوس" المدينة إلا أن هناك بعض المشاريع السياحية الصغيرة التي قامت فيها كمطعم "البرج" الشعبي والذي يرتاده السياح من المحافظات السورية كافة في فصل الصيف».

وفي نهاية الرحلة ودعنا السيد "ياسر ابراهيم" وغادرنا القرية لنتفاجأ أن سيدة من القرية وتدعى "أمينة شعبان" قد حضرت لنا خبز التنور والفطير وقدمته لنا قائلة (صحة وعافه لقد تعبتم اليوم).

القرية
البيوت القديمة