عندما تصل يطالعك مشهد يبهرك, جبل استلمته الأشجار إلى أن غطت قمته, وعلى جانبه كوخ قد تطاير الدخان من مدخنته, ليست هذه صور متحركة لبرنامج تلفزيوني, أو من وحي الخيال, وإنما هي واقع تشهده حين تصل قرية "بارمايا" في ريف "بانياس" الساحل.

eTartus حل ضيفاً على القرية بتاريخ 23/9/2008, لينقل لزائريه مشاهد من سحر المكان, والتقى المهندس "محمود نيوف" رئيس بلدية "بارمايا", الذي حدثنا عن موقع قرية "بارمايا" وأصل تسميتها فقال: «تقع قرية "بارمايا" على بعد 4 كم من مدينة "بانياس" الساحل, وعلى ارتفاع 160م تقريباً عن سطح البحر, كما أنها تتوسط قرى "عنينيزة"- "فارش"-"كعبية"–"اوبين"–"الدريكية", أما أصل تسمية قرية "بارمايا" فقد اختلفت الروايات في ذلك وتعددت, وحسب كتاب تاريخ سورية القديم فإن معنى كلمة "بارمايا" يتكون من جزأين, القسم الأول من الكنعانية "bar" وتعني النقي والصافي, والجزء الثاني من أصل سرياني "maya" وتعني المياه, وبذلك فمعنى "بارمايا" هو المياه الصافية النقية», وحول الخدمات التي تتميز بها قرية "بارمايا" فقد حدثنا السيد رئيس البلدية قائلاً: «تتميز قرية "بارمايا" بأنها قرية رئيسية بين القرى المحيطة بها, فهي تحتوي على ابتدائية منذ 48 سنة, وإعدادية منذ 37 سنة, وشيدت مدرستها الثانوية منذ عام 1983, والتي مازالت إلى اليوم الثانوية الوحيدة في المنطقة, والتي تضم طلاب القرية والقرى المجاورة كلها, كما أن الماء والكهرباء وصلت القرية منذ عام 1977, ويمر في القرية طريق مواصلات دولي, يصل محافظة "طرطوس" مع محافظة "حماه"», ويتابع: «من يصل قرية "بارمايا" ويرى طبيعتها الخلابة, يستطيع أن يقول أنها من أجمل ما رأت العين وأرق ماخاطب العقل, فهدوء الطبيعة العجيب والهواء النقي يزداد أكثر مع نبع "غدران" الذي تحتضنه قرية "بارمايا", ويعد المصدر الرئيسي لمياه الشرب للقرية والقرى المجاورة, حتى أن أهالي مدينة "بانياس الساحل" يؤمونه من أجل مائه العذب والنقي, والذي أثبتت أبحاث مديرية التلوث أنه صاف ونقي من أي جراثيم ضارة أو مؤذية».

تتميز قرية "بارمايا" بالأشجار المثمرة التي تعتمد على الطريقة البعلية, كالزيتون, التين, الكرمة, اللوزيات, ومواسمها تتنوع بين القمح والتبغ

وعن نبع "غدران" وقصته فقد قالت المهندسة "يسرى تجور" للموقع: «يقع نبع "غدران" في وادي القرية, وتحيط به الصخور والمغاور والأشجار, في منظر جمالي قل نظيره, وقد تم بناء عين "غدران" في عام 1940 وهناك لوحة خلفها الاستعمار الفرنسي تؤكد أن النبع قد تم بناؤه في حزيران عام 1940 كهدية من الكاتدرائية الفرنسية, ومياه هذا النبع هي من أعذب المياه وأصفاها, لذلك فقد اجتذبت أهالي القرى وحتى المدينة للحصول على مائه النقي, والذي لم تطله يد البشر لتخربه, كذلك فإن بلدية "بارمايا" تحرص على هذا النبع والمحافظة عليه من التلوث, وحمايته من أي اعتداء من المزارعين عليه».

نبع غدران

وعن الزراعات التي تميز قرية "بارمايا" فقد قال السيد رئيس البلدية المهندس "محمود نيوف": «تتميز قرية "بارمايا" بالأشجار المثمرة التي تعتمد على الطريقة البعلية, كالزيتون, التين, الكرمة, اللوزيات, ومواسمها تتنوع بين القمح والتبغ».

من القرية
المهندس محمود نيوف رئيس البلدية